غزة محاصرة، بلا ماء و لا كهرباء و لا سفر و لا وظائف و يتهددها الاٍرهاب الداخلي من متطرفين أوجدتهم بيئة خصبة من الفقر و البطالة واستمرار الانقسام و ما يتبعه من سوء ادارة و الفشل الاقتصادي والتفتت الاجتماعي و التخوف من فصل غزة كما الخشية من حرب عليها في أي لحظة حتى و ان كانت بسبب سوء تقدير غير محسوب .
و الضفة تعاني من تغول الاستيطان و مصادرة الاراضي و تهويد القدس و فشل المشروع التفاوضي و علاقات غير مريحة مع دول فاعلة في الإقليم و ترهل اداري و بطء اقتصادي ملحوظ.
و شتات يصارع للبقاء في مخيمات اللجوء في ظل أجواء ارهاب يحاول استغلال معاناته و دول تعتقد أن الفرصة سانحة للتخلص من هذا الكم البشري ليس بعودة اللاجئين بل من خلال لجوء جديد في بلاد بعيدة لمن يستطيع اليها سبيلا و من لم يستطع ففي عرض البحار موت لا يحتاج الى فيزا و لا الى اذلال على المعابر.
و قوى سياسية فشلت لَيْس فقط في إنهاء الاحتلال بل و في إنهاء الانقسام البغيض أو توفير أدنى مقومات الحياة الكريمة أو حتى مجرد حياة تستجيب لمتطلبات العيش الأساسية.
قوى سياسية تتخبط في علاقاتها الداخلية البينية و في العلاقة مع الشعب كما تفشل في بناء علاقات استراتيجية حقيقية مع الدول العربية و الدول المركزية في الاقليم و تراهن على لغتها الخشبية في التعامل مع العالم الخارجي.
وًقوى أخرى فشلت على مدار العشر سنوات الأخيرة في أن تعرض بديلا سياسيا للوضع القائم أو حتى أن تعزز حضورها جماهيريا و ما زالت تراوح مكانها بين النقد تارة و عشوائية الاصطفافات تارة أخرى.
و نخب أكاديمية و مجتمعية، الا من رحم ربي، تبدي انتهازية و فساد و تتقلب في المواقف من القضايا و من الفصائل على أمل أن تضمن الحظوة حين الحصاد دون وازع من ضمير وطني أو مسؤولية أخلاقية؟
و زواج بين رأس المال و السلطات التنفيذية على حساب المواطن و الوطن و القانون و الجودة و بناء اقتصاد منتج و مقاوم
و شباب يفقد الثقة بالجميع و لكنه ما زال غير قادرًا على بلورة رؤية ذاتية بعيدا عن وصاية الأطر القائمة لفرض التغيير و صناعته.
و شعب في حالة من التيه و الغضب و فقدان الأمل و انتظار معجزات تغير واقعه أو تعطيه أملا أن أجياله القادمة لن تعيش نفس المآسي.
والكل في حالة انتظار و القليل في حالة تفكير في كيفية الخروج من عنق الزجاجة و ندرة تعمل جاهدة لإنقاذ ما يمكن انقاذه أو على الأقل للبحث عن أمل وسط هذا السراب. !!!!!!