نظمت وزارة الأوقاف والشئون الدينة بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر بغزة لقاءًا حوارياً بعنوان: "حماية المدنيين أوقات النزاعات المسلحة من منظور الشريعة الإسلامية والقانون الدولي الإنساني" بحضور ومشاركة مدير عام الوعظ والإرشاد د. يوسف فرحات ومدير الوعظ د. محمد سالم، والسيد جيلان ديفورن، مدير بعثة الصليب الأحمر في قطاع غزة وأ. يوسف اليازجي المسؤول الإعلامي في الصليب الأحمر.
من جهته أكد فرحات أن الإسلام دين سلام ورحمة وليس دين حرب وقتل كما يُشاع، فالإسلام لم يكره شيئاً مثل ما كره الحرب، منوهاً إلى أن المسلم لا يلجأ للحرب إلا مضطراً للدفاع عن النفس أو العرض أو الدين أو الوطن.
وقال: "المسلم عندما يضطر للحرب والقتال، فإن الإسلام يفرض عليه الالتزام بمنظومته الأخلاقية في التعامل مع المدنيين من العدو كالنساء والأطفال والشيوخ وكبار السن والمرضى والرهبان والعباد وغيرهم".
وتابع: "كما أن الإسلام يأمر المسلمين بعدم قطع الأشجار أو النباتات أو قتل الدواب فهو يُقاتل من يُقاتله فقط.
وذكر مدير عام الوعظ أن الإسلام جَرَّم قتل المدنيين حتى لو احتمى بهم العدو، منوهاً إلى أنه إذا انتفت صفة المدنية عن المرأة أو الشيخ الكبير أو العابد بمباشرتهم للقتال فيصبحوا بذلك مقاتلين حرب ويُعاملوا معاملة المقاتلين وليسوا المدنيين.
من جانبه أوضح يوسف اليازجي أن القانون الدولي الإنساني وُجد ليحمي الإنسان خلال فترات النزاعات المسلحة والحروب، مؤكداً أن الشريعة الإسلامية من أهم ما استعان به مشرعو القانون الدولي في سن القوانين الدولية الإنسانية.
هذا واستعرض اليازجي بداية وتطور اتفاقيات جنيف الأربعة وقواعد التعامل في الحرب وفقاً للقانون الدولي بضرورة التفريق بين الهدف العسكري والمدني، والتوازن بين الضرورة العسكرية والواقع الحربي، والأخذ بالتدابير الاحترازية للمعركة حتى يتم تجنب الضرورة العسكرية.