تناولت وسائل الاعلام العبرية باهتمام كبير زيارة العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني الى رام الله والتي التقى خلالها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
صحيفة جيروزاليم بوست العبرية نشرت تقريرا حول زيارة الملك قالت فيه انه و في زيارة سريعة ونادرة إلى رام الله، أمس الإثنين، أرسل الملك الأردني عبد الله الثاني رسالة إلى عدة جهات في نفس الوقت، حسب ما قاله السفير الإسرائيلي السابق لدى مصر يتسحق ليفانون.
وقال السفير أن هذه الجهات المتعددة تضم إسرائيل ودائرة الملك المحلية في الأردن، والسلطة الفلسطينية، وأيضاً حركة حماس.
واوضح ليفانون إلى أن عبد الله ليس زائراً متكرراً لإسرائيل أو السلطة الفلسطيينة. وكانت هذه هي الزيارة الأولى التي قام بها الملك إلى رام الله منذ عام 2012، وهي الزيارة السادسة فقط منذ1 17 عاماً. وقد زار إسرائيل مرتين فقط خلال نفس الفترة، حيث كانت الأولى في إبريل من العام 2000، والثانية كانت زيارة سرية لمزرعة رئيس الوزراء آنذاك آرئيل شارون عام 2004.
واضاف أن زيارات الملك عبد الله إلى المنطقة نادرة جداً، فقد ذهب إلى رام الله وليس إسرائيل، في تصرف يظهر أنه وفي ظل الأحداث التي حدثت بالمسجد الأقصى، والحادث الذي وقع في السفارة الإسرائيلية في الأردن، فإنه "ليس وقتاً مناسباً لزيارة إسرائيل".
وتابع قائلا :" ويبدو أن الملك عبد الله تصرف كما يتصرف شخص يحصل على دعوتي عشاء، لكنه لا يقبل سوى واحدة.. تاركاً الطرف الآخر عمداً.
واشار ليفانون الى ان "الملك لا يأتي دائماً لنقول أنه لم يزر إسرائيل هذه المرة فقط، والملك يقول: أنا ذاهب إلى أبو مازن رئيس السلطة الفلسطيينة بشكل واضح، وأن هذه الزيارة مرتبطة بالتوتر الذي كان حاصلاً خلال الشهر الماضي حول المسجد الأقصى".
وقال "لم يكن هناك سبب يدعوه إلى الذهاب لرام الله الآن، والرسالة هي أنه يدعم السلطة الفلسطينية ويدعم أبا مازن والقرارات التي اتخذها خلال الأزمة".
واوضح انه كان من المهم أن ترسل هذه الرسالة إلى الفلسطينيين الذين أغضبهم قرار الإفراج عن حارس أمن السفارة الإسرائيلية الذي تعرض لهجوم بمفك وقتل كل من المهاجم وشخصاً آخراً في مكان الحادث.
ونوه ليفانونالى انه كانت هناك أيضاً رسالة واضحة إلى حماس بأنَّ عبد الله يقف بجانب السلطة الفلسطينية في المعركة الدائرة بين حماس من جهة والسلطة الفلسطينية وحركة فتح مع جهة أخرى.
ويقول ليفانون "ذهب الملك إلى رام الله في الوقت الذي يعرف فيه أن المصريين على اتصال مع دحلان، في حين أن أبا مازن يتخذ خطوات لوقف إمدادات الكهرباء إلى غزة، فضلاً عن وقف دفع الرواتب هناك".
واعتبر ان هذا التناقض الواضح في جانب منافسات حركتي فتح وحماس المريرة هو أيضاً رسالة موجهة إلى جمهور الملك عبد الله المحلي أيضاً.
وأتبع أن رسالة أخرى هدفت إلى تعزيز الترتيبات الكاملة على المسجد الأٌقصى حيث يتحمل الأردنيون المسؤولية الكاملة عن الموقع كوصي عليه كما هو منصوص عليه في اتفاق السلام مع إسرائيل. ولكن الإدارة اليومية للموقع تقع في أيدي الأوقاف الإسلامية التي يتم تعيين أعضائها والدفع لها من قبل السلطة الفلسطينية.
وبحسبه فان الملك عبد الله قال أنه يريد التأكد من أنه على الرغم من أحداث الشهر الماضي إلا أن الوضع لم يتغير. في حين أن هذا الترتيب مقبول من قبل عباس والسلطة الفلسطينية، إلا أن حماس تريد أن ترى الفلسطينيين يسيطرون على الموقع دون أي مشاكة أردنية.
وتابع قائلا أن زيارة عبد الله مهمة لإعادة عباس إلى الصورة المتعلقة بالمسجد الأقصى، وأوضح أن أبا مازن قد تم تهميشه إلى حد كبير خلال الأزمة.
وأشار إلى أنه "لم يتجه أحد إلى أبي مازن" مضيفاً أن اللاعبين الرئيسيين كانوا إسرائيل والأردن وأميركا ومصر والسعوديون، وإلى حد ما تركيا. وبزيارته إلى رام الله، أعاد عبد الله الرئيس الفلسطيني إلى اللعبة.
واعتبر ليفانون زيارة العاهل الاردني بمثابة زيارة إلى "الأخ الأكبر" الذي يقدم الدعم لأخ أصغر منه. ولسان حال الملك يقول: يا أخي، أنا معك هنا، لا تقلق"، وكان ذلك بمثابة تشجيع للرئيس الفلسطيني لإظهار أن الأردن معه.
ترجمة " الحدث