في سابقة هي الاولي من نوعها ، نشر اليوم الاثنين، مدير دائرة الأدلة الجنائية بشرطة خانيونس الرائد محمد الزناتي، تفاصيل حادثة انتحار الشاب “ي.ز” (19 عاما).
ويسرد الرائد الزيناتي التفاصيل قائلا: "اقتربت الساعة من الثانية عشر من منتصف الليل، وكنت مثل الباقيين أترقب انقضاء شهر يوليو الذي يأبى إلا أن يكون طويلا جدا وخاصة أننا نعيش في لحظاته الأخيرة ونستعد لإستقبال شهر أغسطس، وبينما أتقلب في فراشي لأنام على أمل أن أستيقظ على يوم جميل ومشرق ، إلا أن هاتفي المزعج يأبى أن يراني سعيدا وهانئا ، فإذا به يوقظني بنغمة أزعجتني وأيقظت أطفالي معي!!".
وتابع": "فإذا بالمتحدث يخبرني بوصول شاب للمستشفى وعليه أثار شنق، تجهزت على عجل لأتوجه لمكان الحادثة للوقوف على تفاصيلها، فإذا بالمكان عبارة عن أرض زراعية وبها عريشة صغيرة أرضها ترابية ، معلق من وسطها حبل صغير استخدمه الشاب في قتل نفسه ، سألت عن والد الشاب ووالدته وأخوته لأعرف ماذا جرى ؟ فتبين أنهم قد أصيبوا جميعا بالإغماء لما حل بأخيهم ، فتحسست الخبر لأقف على سبب أقتنع من خلاله قيام شاب لم يتجاوز العشرين من عمره على الانتحار والعياذ بالله ، فكان الجواب صادما لقد فشل في اختبار سياقة السيارات ، وحينما اتصل عليه والده ليعرف النتيجة بعد الامتحان كان رد الوالد شديدا للغاية، وطلب منه عدم العودة للبيت مطلقا، فكان الولد مطيعا لأبيه وقرر أن ينفذ ما أمره به والده، كيف لا وهو من تربى على قصة إسماعيل وهو ينحني لأبيه كي يذبحه في تذلل وخضوع المحب لحبيبه، ولكن إسماعيل افتداه الله بذبح عظيم، أما والد هذا الشاب فقد أصابه جرح عظيم ولن يندمل على مر السنين، وكل ذلك لعدم درايته بوسائل التربية الصحيحة ، والكيفية الأمثل في استخدام أساليب الثواب والعقاب مع الأبناء...!"
