بالتزامن مع وصول "جيسون غريبنبلات" الممثل الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمفاوضات الدولية الى المنطقة، أطلق "أفيغدور ليبرمان" وزير الحرب الاسرائيلي بالامس تصريحاً أشبه ما يكون بـ (المواعظ) موجهة الى السيد "غرينبلات" ينصحه فيها بـ (التخلي عن اية خطط للمضي قدما في أية عملية سلام ثنائية مع الفلسطينيين)، داعياً الى (الانتقال الى محور الدول المعتدلة، فهناك سيكون الانفراج وهناك من الافضل استثمار الجهد المبذول)، ومتفاخراً بما حققته الحكومة الاسرائيلية من بناء استيطاني في الاراضي الفلسطينية المحتلة.
إن الوزارة اذ تدين بأشد العبارات مهاترات "ليبرمان"، فإنها تؤكد أن ما قاله الوزير الاسرائيلي لا يعدو كونه "خارطة طريق" اسرائيلية بامتياز للهروب من السلام واستحقاقاته، ومحاولة مكشوفة لوضع "العربة أمام الحصان"، والالتفاف على مبادرة السلام العربية والتعامل معها بشكل عكسي، ويصب ايضا في اطار محاولات اسرائيل لعرقلة الجهد الأمريكي الهادف الى إطلاق مفاوضات حقيقية وجدية بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني، وهو ما اعتادت اسرائيل على فعله طوال سنوات المفاوضات بأشكالها المختلفة، وهو ما يتوافق أيضاً مع سعي الحكومة الاسرائيلية للتسويف والمماطلة لكسب المزيد من الوقت من أجل تنفيذ مخططاتها الاستعمارية التوسعية على حساب الأرض الفلسطينية المحتلة، بهدف اغلاق الباب نهائيا امام أية فرصة لاقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة وذات سيادة الى جانب دولة اسرائيل. إن الرفض الاسرائيلي الدائم والمتواصل لأية جهود دولية لتحريك عملية السلام، ينبع من سياسة الاحتلال القائمة على الاستفراد العنيف بالشعب الفلسطيني ومصادرة حقوقه، ومبني على سلسلة طويلة من عمليات الاستيطان التهويدية والتدابير والاجراءات القمعية العنصرية ضد الشعب الفلسطيني، الهدف منها حسم قضايا الحل الدائم من طرف واحد، بما يمنح دولة الاحتلال وبقرار أحادي الجانب القدرة على قطف ثمار السلام قبل أن يترجم الى واقع حقيقي وملموس.
تؤكد الوزارة أن السلام يتحقق فقط من خلال بوابة الشرعية الفلسطينية، وأن المحاولات الاسرائيلية المكشوفة الهادفة الى طرح بوابات بديلة سيكون مصيرها الفشل والسقوط المدوي، وعليه فان على المجتمع الدولي أن يدرك مخاطر تلك الطروحات الاسرائيلية الالتفافية على عملية السلام. آن الاوان لتحميل الحكومة الاسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، المسؤولية الكاملة والمباشرة عن العراقيل والعقبات التي تضعها في طريق استئناف المفاوضات بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني.