طالبت إسرائيل عبر رئيس الدائرة السياسية للبلاد، ألمانيا بالتنسيق مع إسرائيل بشأن بيع أسلحة إلى الدول العربية بحسب ما نشرت صحيفة “هآرتس″ الاسرائيلية.
وزار رئيس الدائرة السياسية في وزارة الأمن الإسرائيليّة، ألمانيا مؤخراً، وقدّم طلبًا يدعو ألمانيا إلى التنسيق مع "إسرائيل" بشأن بيع أسلحة إلى الدول العربية، خاصة بعد صفقة بيع غواصتين ألمانيتين إلى مصر.
وتأتي هذه الزيارة بعدما أجلت ألمانيا صفقة أسلحة تصل قيمتها إلى مليار الشواكل، حيث قامت الأخيرة بإنزال صفقة طائرات مسيرة (بدون طيار) من جدول أعمال لجنة الميزانية الألمانية.
ونقلت الصحيفة عن موظف إسرائيلي رفيع المستوى قوله إنّ المسؤول الإسرائيليّ زار برلين لإجراء محادثات والتوصل إلى تفاهمات بين الكيان الاسرائيلي والمانيا حول بيع أسلحة للدول العربية والحفاظ على التفوق العسكري الإسرائيليّ.
وأشار الموظف إلى أنّه في العام الأخير زادت ألمانيا مبيعات الأسلحة من صنعها لدول عربية وأنّه تم توقيع صفقات لبيع دبابات إلى السعودية وقطر وبوارج للجزائر وغواصتين لمصر.
وأضاف أنّ "إسرائيل" تسعى إلى التوصل إلى تفاهمات مع ألمانيا شبيهة بتلك التي بين "إسرائيل" والولايات المتحدة وأنّ الهدف هو تشكيل هيئة استشارية تكون مهمتها التيقن من أن صفقات الأسلحة بين ألمانيا والدول العربية لا تمس بتفوق الجيش الإسرائيلي.
والتقى المسؤول الإسرائيليّ في برلين مع مسؤولين في وزارتي الدفاع والخارجية الألمانيتين وفي مكتب المستشارة الألمانية وبحث معهم في صفقات الأسلحة مع الدول العربيّة، كما أكّدت المصادر الأمنيّة في تل أبيب للصحيفة الصهيونية.
من جهة اخرى، ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الاسرائيلية، التي اعتمدت على مصادر أمنيّةٍ مطلعةٍ جدًا في تل أبيب، إنّ صفقة طائرات مسيرة (بدون طيار) ستتأجل إلى ما بعد الانتخابات، وبالتالي لن تعرض حاليًا للتصويت عليها، خاصّةً وأنّ العطلة الصيفية للبوندستاج (البرلمان الاتحادي) ستبدأ في نهاية الأسبوع.
وكانت المعارضة للصفقة قد تكشفت الأسبوع الماضي من قبل الحزب الاشتراكي الديمقراطي، المشارك في الائتلاف، بعد أن قام عدد من أعضاء البرلمان، من قبل الحزب، بزيارة منشآت “الصناعات الجوية” في الكيان الاسرائيلي، ضمن وفد برلماني ألماني.
وخلال الزيارة اكتشف أعضاء الوفد الألماني أنّه تمّ تركيب منظومات أسلحة على الطائرات المسيرة، وأنّ هذه الأسلحة جاهزة لعمليات تصفية من الجو.
تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أنّ الحزب الاشتراكي الديمقراطي يعارض عمليات “الاغتيال الموضعي” بواسطة الطائرات المسيرة. ورحب حزب الخضر بقرار تأجيل الصفقة، حيث نقل عن عضو الحزب أغنييشكا بروغر قولها إنّ الهجوم بواسطة طائرة مسيرة غيّر شكل القتال بشكل متطرف، فهو يؤدي في أحيان كثيرة إلى التصعيد في مستوى العنف، ويتناقض مع القانون الدولي، على حدّ تعبيره.
تجدر الإشارة إلى أنّ صفقة الطائرات المسيرة كانت جزءً مركزيًا من مشروع شراء واسع النطاق بادرت إليه الوزيرة الألمانية، وبالتالي فإنّ تأجيله شكّل ضربة قاسية لوزارة الأمن الإسرائيليّة.
وعزت صحيفة “يديعوت أحرونوت” تعنت الحزب بأنّه يأتي على خلفية المعركة الانتخابية في ألمانيا، حيث يتنافس حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ الحديث عن خسارة جدية بالنسبة للصناعات الجوية الإسرائيلية، حيث تقدر قيمة الصفقة بنحو مليار يورو.
المصدر: رأي اليوم