صحيفة إسرائيلية :تل ابيب ستدمر لبنان في اي حرب مقبلة

الإثنين 26 يونيو 2017 11:43 ص / بتوقيت القدس +2GMT
صحيفة إسرائيلية :تل ابيب ستدمر لبنان في اي حرب مقبلة



تل ابيب /سما/

يكتب العميد احتياط، د. موشيه إلعاد، في صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية ان تهديد زعيم حزب الله حسن نصرالله، لإسرائيل، اصبح حدثا شهريا، ونوع من الطقوس التي تختلف في النص فقط، وليس في الاسلوب. لا يمكن الاستهتار بقدرات التنظيم: 120 الف قذيفة وصاروخ موجهة الى الأراضي الاسرائيلية، تعني ان مواصلاتنا الجوية والبحرية مهددة، ويمكن لحقول الغاز ان تختفي، ولمستودعات الوقود والامونيا في حيفا ان تشتعل، ولمروحيات سلاح الجو ان تصاب بصواريخ ايرانية متقدمة.

ورغم هذا كله، فقد سبق لنصرالله ان حطم رقما قياسيا – حيث سجل اكبر فترة ردع بين حربين مقابل اسرائيل، على مدار 11 سنة. نعم، 11 سنة وهو مرتدع. مرتدع ويهدد. فلماذا يهدد؟ الجواب هو بضغط ايراني يمارس عليه من جهة، وبضغط لبناني واسرائيلي من جهة اخرى. واذا لم يهاجم، فانه يهدد على الأقل.

نصرالله بين المطرقة والسدان. ضغط النظام الايراني التي يمارس عليه لكي يخوض مواجهة مع اسرائيل، يجري صده باتجاه ايران بذرائع مختلفة: التدخل في سورية، الوضع اللبناني الداخلي، الرغبة بالتزود بأسلحة استراتيجية، التخوف من المجتمع الدولي وغيرها. لكن نصرالله لا يقول الحقيقة. ايران تمنحه 100 ميلون دولار سنويا، بينما تصل تكلفة ضلوعه سنويا في الحرب السورية الى 10 ملايين دولار شهريا. ويرابط في لبنان 5000 عنصر من قوات حزب الله، ويدفع نصرالله 50 الف دولار لعائلة كل قتيل.

لكن السدان الاسرائيلي – اللبناني، يضربه بشكل لا يقل عن ذلك. الرسائل التي تم تحويلها الى الزعيم الشيعي في لبنان، اوضحت له بشكل واضح انه اذا لجأ الى خطوة حربية او عنيفة، فان اسرائيل ستعتبر حكومة لبنان هي المسؤولية، بشكل لا يقل عن التنظيم. وهذا يخيف اللبنانيين.

وخلافا للوضع في عام 2006، الذي كان نصرالله خلاله رئيسا لتنظيم ارهابي، فانه هذه المرة، يشارك في الحكومة اللبنانية، ولديه وزيران: حسين حاج حسن، وزير الصناعة، ومحمد فنيش، وزير الرياضة والشباب. خلال حرب لبنان الثانية، امرت اسرائيل الجيش بمهاجمة قواعد حزب الله فقط، ولكن اذا تعرضت اسرائيل للهجوم هذه المرة، فان الجيش سيضرب لبنان. وهذا هو، ايضا، سبب سماع حسن نصرالله يهدد بنقل الحرب الى داخل اسرائيل، والتي ستكون مشغولة بصد هجماته على البلدات الشمالية، الى حد عدم التفكير بتوجيه ضربة الى لبنان نفسه.

صحيح ان نصرالله يهدد اسرائيل، لكن يجب ان لا نخطئ – فآذانه مصغية ايضا للتهديد الموجه اليه. حزب الله منهك بما يكفي بعد الثمن الدامي الذي دفعه في حروب الشرق الاوسط – 1800 قتيل و8000 جريح. في اوساط طائفته، خاصة في اوساط القيادة الدينية، تطرح تساؤلات لم يسبق طرحها من قبل: لماذا يجب التضحية برجالنا في سورية والعراق واليمن؟ كما تسمع اصوات تطلب وقف العلاقة مع ايران وخاصة الاخلاص الأعمى لرجال الدين الإيرانيين، او ما يسمى لدى الشيعة، "ولایت فقیه".

كما ان سكان منطقة صور، حصن الشيعة في جنوب لبنان، الذين كانوا ينعتون انفسهم في السابق بجبل النار، وكانوا مستعدين للتضحية بأنفسهم، اصبحوا منتقدين لنصرالله وتنظيمه. ويسألون بشكل بلاغي: "من سيكون اول من سيصاب في هجوم اسرائيلي؟" انهم المساكين الذين سيمتصون النتائج القاسية لجنونيات لبنان منذ ايام "فتح لاند"، ضجروا الدماء والضياع والنقص. بعد حرب 2006 توجهوا اليه خفية وطلبوا: "كفى! نحن لحم من لحمك، قطيع في مرعاك، ندفع اثقل ثمن لأن الحرب تبدأ دائما لدينا وتنتهي في بيروت".

في الصراع بين السنة والمسيحيين، تسمع صرخات صارمة ازاء مليونين لاجئ يقضون على كل جزء جيد في لبنان. تم خرق الميزان الديموغرافي، الذي يعتبر بؤبؤ عين كل لبناني، ارتفعت نسبة البطالة، انخفض مستوى الأجور مع دخول قوة عمل سورية رخيصة، وتولدت مشكلة الاسكان القاسية، خاصة في المدن. "ما ينقصنا هو ان تضربنا اسرائيل ايضا"، ينتحب الكثير من اللبنانيين على مصيرهم.

مضت 11 سنة، والردع لم يتبخر. لماذا؟ لأن الجميع يفهمون، ونصرالله ايضا، ان "انتصار الهي" آخر سيسبب اضرار لإسرائيل فعلا، لكنه سيدمر لبنان.

رسالة الى الي