قالت صحيفة هارتس العبرية ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو طالب وزرائه بعدم أجراء مقابلات أوالتصريح إلى أي من وسائل الإعلام حيال قرار "الكابينيت" المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية بتقليص تزويد غزة بالكهرباء، وذلك وسط التقديرات التي ترجح أن هذا القرار بجانب حملة التحريض على حماس من قبل السعودية سيدفعها إلى خوض عملية عسكرية ضد القطاع لتقويض حكم الحركة في غزة.
إلا أن نتنياهو اكتفى بالتصريح بأن "تقليص تزويد الكهرباء لقطاع غزة هو موضوع فلسطيني داخلي، بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس، وقررنا ذلك بعد أن طلب رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، منا ذلك"، زاعما أنه لا يوجد لدى إسرائيل أي نوايا للتصعيد وشن حملة عسكرية على قطاع غزة، معتبرا أي تقديرات مغايرة لذلك بأنها خاطئة.
كما واختار نتنياهو التقليل من تسليط الأضواء على القضية وتداعياتها على القطاع إسرائيليا، حين قرر وبشكل مفاجئ إجراء الجولة الميدانية للمنطقة الجنوبية ومشارف قطاع غزة بعيدا عن الأضواء وكاميرات الصحافة.
وكان من المفروض أن يتفقد رئيس الحكومة سير أعمال جدار الفصل العنصري الذي يشيده الاحتلال على طول القطاع وكذلك تحضيرات وأعمال الجيش لمكافحة الانفاق الهجومية للمقاومة الفلسطينية ومواجهة المخاطر المترتبة عنها، وعقد جلسة عمل ميدانية لقيادة الجيش بلواء الجنوب.
أما في غزة، فقد تفاقمت أزمة الكهرباء في القطاع، حيث لا تتعدى ساعات وصول التيار الكهربائي إلى المنازل سوى ساعات قليلة لا تتجاوز الـ 3 ساعات في اليوم الواحد؛ الأمر الذي زاد من سوء الأوضاع المعيشية والاقتصادية الصعبة أصلا بفعل الحصار المفروض على غزة منذ عشر سنوات.
وتصر الحكومة الفلسطينية في رام الله على فرض ضرائب على وقود محطة كهرباء غزة، الأمر الذي ترفضه حركة حماس التي تحكم بالقطاع، ومؤخرا طلبت السلطة بشكل رسمي من إسرائيل وقف اقتطاع ثمن الكهرباء من عائدات الجمارك الفلسطينية.
وكان الرئيس عباس قد حمل حركة حماس وشركة الكهرباء في غزة مسؤولية الأزمة لارتكابهما أخطاء كثيرة، على حد قوله.
ومن جهتها، حملت حركة حماس الرئيس محمود عباس وحكومة رامي الحمد الله المسؤولية الكاملة عن تداعيات أزمة كهرباء غزة، التي وصفتها بالمفتعلة و"المسيسة"، ورأت أن هذه الأزمة تهدف إلى إحكام الحصار وإحداث حالة من الإرباك بالتزامن مع استهداف إسرائيل أبناء القطاع ومقاومتهم.
ويعاني قطاع غزة الذي يعيش فيه نحو 2 مليون نسمة، منذ 10 سنوات، من أزمة كهرباء حادة بحيث يحتاج إلى نحو 400 ميجاواط من الكهرباء، على مدار الساعة، بينما لا يتوفر حالياً منها الا 120 ميجاوات من اسرائيل.
ورجحت صحيفة "هآرتس" أن هدف الرئيس عباس من وراء قطع الكهرباء عن غزة هو ضرب حركة حماس، وهذا التوجه كان معروفا لإسرائيل منذ عدة أشهر، ورغم التحريض الإسرائيلي على حماس بالتزامن مع الحملة التي تخوضها السعودية ضد قطر وحركة حماس، إلا أن الصحيفة استبعدت أن يكون هناك أي تنسيق بين إسرائيل وعباس بقطع الكهرباء كإجراء لإضعاف حماس بالقطاع ورجحت أن حكومة نتنياهو اختارت عدم التشويش على خطوات وإجراءات السلطة الفلسطينية.
وتقول هارتس ان نتنياهو يراهن لتفادي أي مواجهة عسكرية بتدخل مصر من أجل تزويد القطاع بالكهرباء وسد العجز الذي يعانيه القطاع على خلفية قرار إسرائيل، حيث ألمحت الصحيفة إمكانية بحث الجانب المصري القضية مع وفد حماس برئاسة يحيى السنوار الذي زار القاهرة، إذ تناقلت وسائل الإعلام استعداد القاهرة أزمة الكهرباء بحال وافقت حماس على تسليم 17 فلسطينيا للقضاء المصري وتشديد الرقابة على الحدود والمعابر البرية.
وأكدت مصادر إسرائيلية لهارتس قيام نتنياهو باتصالات ومشاورات مع نظام السيسي والاتحاد الأوروبي لاحتواء أزمة الكهرباء بغزة.