في حماس لا يضيعون وقتًا؛ بينما أخذت أزمة الكهرباء في غزة بالاحتدام، أعلنت المنظمة بأن القرار الإسرائيلي تقليص توريد الكهرباء إلى القطاع من شأنه أن يؤدي إلى انفجار عنيف.
أول أمس فقط نُشر في "يديعوت احرونوت" أن الأزمة الإنسانية في غزة - إلى جانب الضغط الدولي المتصاعد على قطر (الممولة الرئيسة لحماس)، وحقيقة أنه ستبدأ قريبًا الأشغال على إقامة عائق الأنفاق - من شأنها ان تؤدي الى تصعيد متجدد. بل إن نقاشًا خاصًا عُقد الأحد في الكابينت، اتخذ فيه القرار الذي يؤيد موقف رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن، ويقلص توريد الكهرباء لسكان القطاع. والمعنى: من أربع ساعات في اليوم سيضطرون قريبًا إلى الاكتفاء بثلاث.
وصف الناطق بلسان حماس القرار بأنه "خطير ومحمل بالكارثة"، ويهدد بـ "تدهور متسارع وتفجير الوضع في قطاع غزة".
القرار - كما أسلفنا - لم يكن مبادرة إسرائيلية، بل اتخذ في أعقاب قرار أبي مازن وقف تمويل دفعات الكهرباء الإسرائيلية الى القطاع، والذي كان يدفعه من أموال الضرائب التي تقتطعها إسرائيل للسلطة كل شهر.
ولكن مصادر اسرائيلية تحاول التهدئة، وتدّعي بأن القرار بتخفيض ساعة من توريد الكهرباء إلى القطاع "لن يسقط السماء على غزة" بل مطلوب، في ضوء الظروف. وحسب مصادر إسرائيلية فإن كل قرار آخر كان سيعد "استسلامًا" لحماس، وأضاف مصدر إسرائيلي كبير شارحًا "العالم لا يشجبنا، والانتقاد الذي يسمع الآن هو من الداخل فقط".
يدور الحديث عن نزاع طويل: منذ نحو شهرين أبلغت السلطة الفلسطينية منسق أعمال الحكومة في المناطق اللواء يؤاف موردخاي بأنها ستتوقف عن الدفع على استهلاك الكهرباء التي توردها إسرائيل إلى غزة بشكل فوري، وجاء هذا البلاغ على خلفية صراع القوى المتصاعد بين رئيس السلطة أبو مازن وبين حماس في غزة تحت قيادة يحيى السنوار. يذكر أن توريد الكهرباء إلى القطاع كان في الأشهر الأخيرة جزئيًا للغاية، وسكانه يستهلكون الكهرباء ساعات قليلة فقط في اليوم، والكثيرون منهم يستعينون بالمولدات.
وزير الجيش أفيغدور ليبرمان عرض أمس رؤياه "التجريد مقابل الإعمار" للقطاع، وأوضح بأن وجهة إسرائيل نحو السلام "ليس لنا أي نية للمبادرة إلى خطوة عسكرية، وليس لنا أي نية للتجلد على أي استفزاز. نحن لا نتجه للمبادرة إلى خطوة عسكرية، وعلى كل استفزاز سنرد بقوة، لن تكون أي مساومة في هذا الشأن".
أما وزير التعليم نفتالي بينيت فحذر من التطورات الأخيرة في غزة، وقال انه ينبغي الاستعداد لإمكانية الانفجار في ضوء الأزمة الانسانية. وأعرب الوزير يؤاف غالنت أمس عن تأييده لفكرة إقامة الجزيرة الاصطناعية أمام شواطيء غزة، والتي طرحها وزير الاستخبارات يسرائيل كاتس بهدف تحسين الوضع الاقتصادي هناك.
ملاحظة: الآراء والألفاظ الواردة في التقرير تعبّر عن الصحيفة.
"يديعوت احرونوت"