كشف القيادي في حركة "حماس"، د.أحمد يوسف، ان "هناك مبادرة مصرية ايجابية لإيجاد مصالحة بين حركته والقيادي في حركة فتح"، النائب محمد دحلان، قد تحقق انفراجاً حقيقياً في قطاع غزة، وتمهيداً لمصالحة مع الرئيس محمود عباس".
وقال يوسف، لـ"الغد" الأردنية، لقد "جرت لقاءات وتفاهمات بين الطرفين في القاهرة، وسط أجواء ايجابية، حيث وضع كل طرف صياغة محددة حول سبل بناء علاقة ثنائية متينة، وبناء رؤية جديدة، في إطار المشروع الوطني الموحد".
وبين إلى أهمية "مد جسور التواصل مع التيار الدحلاني داخل الأراضي المحتلة، حيث يمثل قوة معتبرة، لاسيما في قطاع غزة، لأجل خدمة القضية الفلسطينية".
واشار الي ان "حماس هدفت، من لقاءات القاهرة، إلى تسوية الأوضاع الداخلية، وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني"، معتبراً أن "نجاح المصالحة مع دحلان ستفتح المجال أمام المباشرة بحوار المصالحة مع حركة "فتح".
وأكد يوسف، "حرص حماس على المصالحة مع دحلان ومع الرئيس محمود عباس معاً، بحيث لا تؤثر الواحدة على الأخرى، وربما تعجل الأولى بتحقيق المصالحة الوطنية الأشمل، في إطار الشراكة الحقيقية التي تمهد لإجراء الانتخابات العامة، عند توفر الإرادة والجدية الجمعية لإنهاء الانقسام".
وتوقع حدوث مؤشرات إيجابية خلال الأيام القليلة القادمة في قطاع غزة؛ والتي تتكلل فعلياً "بفتح معبر رفح بشكل دائم، وتسهيل حركة المواطنين وعبور المواد الخاصة بالبناء والإنشاءات، وزيادة كميتها، كما الحال مع الكهرباء، حيث تتلقى غزة من مصر نسبة منها".
وقال إن "مصر تتعاطى ايجابيا مع "حماس"، معتبرا أن "الانفراجة ستنعكس ايجابيا على الحركة، عبر علاقات متوازنة على المستوى العربي الإقليمي، بما تحرص "حماس" على تحقيقه، بالوقوف بمساوية متساوية مع الجميع وعدم الاصطفاف إلى جانب دون الآخر".
واستبعد حدوث ردة فعل سلبية باتجاه حماس عند تحقق الإنفراجة المطلوبة مع مصر، منوهاً إلى أن "الدعم القطري للفلسطينيين سيستمر ولن يتوقف، لما يحمله من بعد عروبي وإنساني والتزام على المستوى القومي، وليس له دوافع سياسية فقط"، كما يردد البعض.
وقال إن "الأزمة الخليجية ما تزال تتصاعد، فيما قد يكون مبكرا بحث "حماس" عن خيارات بديلة، لاسيما في ظل عدم وجود أي ضغوط قطرية عليها لمغادرة أراضيها".
أما "لو تعقدت الخلافات الخليجية – القطرية فسيتم حينها دراسة البدائل، حيث قد تتغير هنا الخريطة ببروز أحلاف ومحاور جديدة بالمنطقة، بحيث تجد "حماس" نفسها مدفوعة للإصطفاف إلى جانب حلف معين، لحماية المشروع الوطني، والحفاظ على مصالحها".
وتابع "إذا لم يتحقق الفرج القريب لمصالحة حقيقية وتنفرج أبواب مصر أمام حركة غزة، فقد تسوق الأحداث الحركة مضطرة نحو اتجاهات أخرى، لفتح علاقات أخرى للحفاظ على وضعها السياسي وتمكنها من الاستمرار بتحمل مسؤوليتها تجاه الدفاع عن الوطن والأرض المحتلين".
وقال إن "الفلسطينيين يدفعون ثمن التوتر القائم بالمنطقة والأزمة الخليجية ألأخيرة، رغم أنهم غير معنيين بالانخراط في أي تحالفات أو محاور"، مشيرا إلى أن "الخلافات ستؤثر سلبيا على القضية الفلسطينية ومسألتي دعمها واسنادها في المحافل الدولية".
ورأى أن "القضية هنا قضية الأمة العربية الإسلامية"، معربا عن أمله في أن "تسمح الظروف والسياسات القائمة أو المحتملة في محافظة الحركة على الموقف المتوازن قدر الإمكان".
واوضح د.يوسف، أن "الأخوة في قطر وتركيا وإيران يتفهمون الظروف الصعبة التي تعيشها الحركة، كما الشعب الفلسطيني، ويدركون حرص "حماس" على مد جسور التواصل مع مصر وعدم استمرار الخلافات معها، باعتبارها دولة مركزية بالمنطقة وظهيراً استراتيجياً لقطاع غزة، فضلاً عن علاقتها التاريخية مع القضية الفلسطينية، ورعايتها لملف المصالحة".
واضاف د.يوسف، ان "البوصلة ما تزال مصوبة تجاه الاحتلال الإسرائيلي، إذ إن أي حرف بها عن ذلك سيضر بالقضية الفلسطينية".