تناول محلل الشؤون العسكرية والاستخبارية يوسي ملمان تداعيات القرار الخليجي العربي بمقاطعة و بعزل قطر، فيما يتعلق بعلاقة اسرائيل بقطاع غزة وحركة حماس فكتب يقول: جاء الرد الدراماتيكي، فقد قطعت العلاقات الدبلوماسية، وأغلقت المجالات الجوية للسعودية ومصر في وجه شركة الطيران القطرية.
واضاف يمكن التقدير بأن هذه الخطوة من التحالف السني نُسقت مع الولايات المتحدة في أعقاب زيارة الرئيس دونالد ترامب إلى المنطقة الشهر الماضي، وفي إطارها أيضًا وقع على صفقة السلاح الكبرى مع السعودية، والتي تستهدف عزل إيران.
وتساءل كيف تؤثر الخطوة على إسرائيل؟ يشار إلى أنه حتى تجاه إسرائيل اتبعت قطر سياسة السير بين القطرات، على أمل البقاء جافة؛ فمن جهة أقامت معنا علاقات دبلوماسية في الماضي، سمحت بأن تقيم في أراضيها ممثلية إسرائيلية، خاضت مفاوضات على بيع الغاز، واستضافت رياضيين إسرائيليين، بل إنها في الأسبوع الماضي طردت من أراضيها نشطاء من حماس، وعلى رأسهم صلاح العاروري، قائد الضفة الغربية للمنظمة، والذي كان قد أبعد في السنة الماضية من تركيا بعد اتفاق المصالحة بين الدولتين، واضطر النشطاء للانتقال إلى تركيا، ماليزيا ولبنان. ومن جهة أخرى تواصل دعم حماس (الفرع الفلسطيني للإخوان المسلمين)، وشطبت كل مؤشر إسرائيلي مثل رفع العلم في المناسبات الرسمية.
واشار الى انه من ناحية إسرائيل، للخطوة تأثير متضارب؛ من جانب فهي تعزز ميل تقارب إسرائيل من المحور السني وتعزز التحالف الاستخباري - الأمني ضد إيران، ومن جانب آخر من شأنها أن تخلق توترًا مع حماس في غزة، قطر بصفتها الممول الأساس لإعادة بناء القطاع (وبشكل غير مباشر لإعادة بناء الذراع العسكرية لحماس أيضًا) فإنها تشكل مثابة "صمام ضغط" لإسرائيل. إذا كانت تحت الضغط المصري - السعودي ستوقف ضخ الأموال إلى المنظمة لتتسبب هناك بإفلاس تام، وكنتيجة لذلك من شأن حماس بيأسها ان تتوجه مرة أخرى إلى أذرع إيران، بل وربما تبادر إلى مواجهة عسكرية مع إسرائيل، كي تهرب من الحصار الذي علقت فيه. كما أن من شأن الامر أن يمس بتقدم صفقة التبادل بين إسرائيل وحماس لإعادة جثث هدار غولدن، وأرون شاؤول والمواطنين الإسرائيليين، إذ يمكن التقدير بأن قطر هي قناة الوساطة بين إسرائيل وحماس.