أثارت الممثلة الإسرائيليّة غال غادوت، عاصفةً في الوطن العربيّ بعد أنْ بدأ عرض فيلم هوليوودي من بطولتها باسم “امرأة خارقة”، وغاودت هي جندية سابقة في الجيش الإسرائيليّ، ومؤيدة للعدوان على الشعب الفلسطينيّ في غزة، كما أنّها متزوجة من رجل الأعمال الإسرائيليّ يارون فارسانو الذي يمتلك فندقًا في “نيفي تسيديك”، أوّل مستوطنة بُنيت في الداخل الفلسطينيّ خارج مدينة يافا.
وكانت غادوت أثارت جدلاً على شبكات التواصل الاجتماعيّ، بعد أن حَمَّلت صورةً على صفحتها في موقع “فيسبوك”، تظهرها وابنتها تؤديان صلاة يوم السبت عند اليهود، وتصليّان للجنود الإسرائيليين الذين كانوا يُهاجمون غزة في عدوان “الجرف الصامد” في صيف العام 2014، والذي أدّى إلى استشهاد أكثر من 1640 فلسطينياً وإصابة أكثر من 8000 معظمهم من المدنيين. وعلى رغم ذلك، كتبت غادوت تعليقًا على الصورة جاء فيه: أبعث حبي وصلاتي لأبناء بلدي الإسرائيليين، وخاصة لجميع الفتيان والفتيات الذين يخاطرون بحياتهم لحماية وطني ضدّ الأفعال المروعة التي تقوم بها حماس، المختبئة مثل الجبناء خلف النساء والأطفال، وختمت قائلةً: سنتغلب عليهم.
وحصلت الصورة حينها على أكثر من 193 ألف إعجاب، وأكثر من 6000 آلاف مشاركة، وأكثر من 19 ألف تعليق بين مؤيد ومعارض لموقفها من غزة، وبين أخذ ورد بين الطرفين. علقت معجبةٌ قائلةً: أخيرًا امرأة خارقة يهودية، فيما هاجمها أحدهم كاتبًا: يرتكب بلدك جرائم حرب، وأنت هنا تقومين بالدعاية من أجله. ودعمها آخر معلقاً: ابقِ قوية يا غال. لا تدعي هؤلاء الزنادقة يحبطونك. نحن نعرف أنهم الأشرار الحقيقيون.
واللافت أنّ غادوت نفسها، تصدرت مرارًا شاشات الطرف الآخر، أي الفضائيات وصالات السينما العربية، من خلال مشاركتها في أدوار عدة بأفلام عالمية مثل «فاست فايف» (Fast five) و«ذا فاست آند ذا فيريوس» (The fast and the furious). وذلك من دون أيّ مقاطعة أوْ حتى تعليق، على رغم أنّها ملكة جمال إسرائيل السابقة (2004)، وخدمت في الجيش الإسرائيليّ لمدة عامين، وما تزال على لوائح الاحتياط.
وعلى العكس من ذلك قامت بعض المواقع والقنوات العربيّة بتغطية أخبارها وكأنّها مجرد نجمة أخرى من هولييود، من دون التطرق إلى مواقفها أو إلى جنسيتها. وفي السياق عينه، قالت غادوت في إحدى مقابلاتها الصحافية إنّ من الأسباب الأساسية في اختياري من قبل المخرجين لأدوار الحركة، أني كنت في الجيش الإسرائيليّ ويريدون الاستفادة من معرفتي بالأسلحة، علمًا أنّها تقوم بمشاهدها الخطرة من دون الاستعانة ببديل.
ومؤخرًا، استعانت شركة الإنتاج الأميركية «وارنر بروس» (Warner bros. Pictures) بالممثلة الإسرائيلية البالغة من العمر 30 عاماً، للمشاركة في بطولة فيلمها الجديد «سوبرمان في مواجهة باتمان: فجر العدالة» (Batman v Superman: Dawn of Justice) بدور «المرأة العجيبة» (Wonder Woman). وأطلقت الشركة قبل أيام ملصقًا يظهر غادوت في أداء الشخصية الخيالية.
وفي هذا الإطار، شاركت غادوت في فعالية الكتب المصورة “كوميك كون” العالمية التي تقام سنويًا في مدينة سان دييغو، ولم يسألها أحد من الصحافيين عن موقفها من غزة، وفق ما أشار إليه الناقد الفني الأيرلندي دونالد كلارك كاتبًا في أحد مقالاته في صحيفة “آيريش تايمز″: وجدت أن من الغريب أنّ لا أحد تقريبًا شعر بالحاجة إلى سؤالها عن هذه المسألة غزة، لافتًا نظر القراء إلى موضوع المقاطعة الذي من المفترض أنْ يتخذه البعض.
إلى ذلك، قال موقع (المصدر) الإسرائيليّ إنّ عرض الفيلم الشهير “باتمان ضد سوبرمان”، فشل بعد مشاهدة طويلة من المعجبين، فشلا ذريعا، هكذا على الأقل وفقا لما قاله نقاد السينما في جميع أنحاء العالم.
ولكن رغم الفيلم المخيّب، تشير جميع الصحف بشكلٍ إيجابيٍّ تحديدا إلى ظهور “ووندروومان”، الممثلة وعارضة الأزياء الإسرائيلية غال غادوت، والتي وفقا للنقاد أنقذت الفيلم من الفشل التام، وستصبح اسمًا شهيرًا في كلّ منزلٍ.
وتابع الموقع الإسرائيليّ قائلاً: “ووندروومان الجذابة الجديدة هي أيضًا ملكة جمال، أم، وجندية أيضًا”، كما كُتب في الصحيفة الأمريكيّة الشهيرة النيويورك بوست، في مقال خُصص عن غال غادوت، وجاء في صفحة الـ”فيس بوك” التي شاركت المقال: رغم أنّ الفيلم واجه نقدًا عارمًا، يحب الجميع ووندروومان الجديدة، الممثلة غال غادوت.
وأفادت صحيفة “الأخبار” اللبنانيّة أنّه بناءً على اقتراح المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، أصدر وزير الداخلية نهاد المشنوق، أمس الأربعاء، قرارًا يقضي بمنع عرض فيلم “المرأة الخارقة” (إخراج باتي جينكينز) الذي كان يفترض أنْ يصل اليوم إلى الصالات اللبنانية.
يأتي ذلك إثر موجة استنكار عارمة ودعوات لمنع الشريط الذي تؤدي بطولته غال غادوت، ملكة جمال إسرائيل سابقاً، والمجنّدة في الجيش الإسرائيليّ ما يُدرج العرض في خانة التطبيع الثقافي مع إسرائيل. وكان وزير الاقتصاد رائد خوري قد استجاب لنداء “حركة المقاطعة”، ووجّه كتاباً بهذا المعنى إلى الأمن العام، محيلاً إلى مذكرة صادرة عن الأمانة العامة للجامعة العربيّة بتاريخ 12/4/2016 حول “منع عرض الأعمال الفنية التي تشارك فيها غادوت”، كما كتبت الصحيفة اللبنانيّة.
المصدر :" راي اليوم