أثار وضع حجر الأساس لمبنى تابع لدولة قطر على أنقاض أحد المعالم الباقية من عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات غضبا في أوساط فلسطينية.
ووضع السفير القطري محمد العمادي، حجر الأساس لمقر اللجنة القطرية لإعمار قطاع غزة، برفقة إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يوم الإثنين الماضي، حيث شمل المقر بيتا للسفير العمادي على أنقاض مهبط طائرة الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات أو ما يعرف “بالمنتدى”.
ولم تعلق أي جهة رسمية فلسطينية على قرار قطر بشأن بناء مقر للجنة الإعمار ومنزل للسفير العمادي على مهبط الطائرة، والذي جاء بموافقة حركة حماس المسيطرة على قطاع غزة منذ منتصف عام 2007. بيد أن موقف حركة حماس من إنشاء مقر اللجنة عبر عنه إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة، وذلك أثناء وضع حجر الأساس، قائلاً: «ان وضع حجر الأساس لمقر اللجنة القطرية، هو اعتراف منا بالجميل وتقدير للموقف العربي القطري الأصيل، وتأكيد من الإخوان في قطر أنهم لن يتخلوا عن الشعب الفلسطيني وغزة المحاصرة».
وطالب سياسيون وشخصيات فصائلية في قطاع غزة الأمير القطري تميم بن حمد، بالتراجع فوراً عن القرار، والبحث عن مكان آخر لإقامة مقر اللجنة وبيت السفير، معتبرين المكان معلما تاريخيا للفلسطينيين لا يجب العبث به.
وسبق أن هاجمت فصائل فلسطينية بينها حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، السفير القطري في قطاع غزة، ووصفت بعض تلك الفصائل قطر بأنها تلعب “دورا مشبوها” في القطاع يهدف لتعزيز الانفصال عن الوطن.
بيت السفير
وقال وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، إن “بيت السفير القطري مكان غير مرغوب به في غزة”، مطالباً بموقف فلسطيني رسمي من القرار.
ودعا العوض “الحكومة الفلسطينية بأن تبلغ السفير القطري رسمياً أنها غير موافقة على اغتصابه في غزة أرض مهبط طائرة الشهيد ياسر عرفات وإقامة منزل ومقر له”. وأكد العوض أن “للمكان رمزية في قلوب شعبنا الفلسطيني يجب الحفاظ عليها”؛ وفق تعبيره.
من جانبه، وجّه ووزير العدل الفلسطيني الأسبق فريح أبو مدين، خطابا مفتوحا إلى الأمير القطري تميم، داعياً إياه بضرورة التراجع عن قرار إنشاء مقر اللجنة وبيت السفير على أرض مهبط طائرة الرئيس الراحل عرفات. وقال أبو مدين في رسالته “سمو الأمير تميم (…) أخاطبك بصراحة حول الموقع الذي اختير لإقامة مقر وبيت للسفير في بقعة عزيزة على وجدان كل مواطن حيث أن الارض هى مهبط طائره الشهيد ياسر عرفات ولا يزال حطامها معلق هناك بعد أن دمرتها إسرائيل هذه البقعه لها رمزية تاريخية للشعب الفلسطيني وسيكون البناء وخزه في عين وقلب كل من يراه”.
وأضاف”توجد أماكن بديلة لذا آملنا ومعي الكثيرون أن تأمر بوقف المشروع حفاظا على أشياء كثيرة ليس هنا المجال لذكرها”. وكتب ذو الفقار سويرجو القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، إن “مهبط الرئيس ياسر عرفات مَعلم فلسطيني وتاريخ لنا، ولايجب منحه لأي جهة كانت”.
وفي 22 يناير/كانون الثاني الماضي، نفى السفير القطري محمد العمادي، التصريحات والأخبار التي تناقلتها وسائل الإعلام والمتعلقة بإنشاء مبنى سفارة لدولة قطر في غزة، معتبراً تلك الأخبار “غير دقيقة وتفتقد الصواب”، مؤكداً أن ما سيتم إنشاؤه هو عبارة عن مقر للجنة القطرية المشرفة على المشاريع التي تنفذها قطر في غزة.
ويتوقع البدء بتنفيذ مشروع بناء مقر اللجنة القطرية لإعادة الإعمار وبيت السفير مطلع شهر يونيو/ حزيران المقبل، غرب مدينة غزة، ويستمر العمل فيه لمدة 12 شهرا، للانتهاء من بنائه.
المصدر: قناة الغد