بمسيرة جماهيرية حاشدة انطلقت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين صباح اليوم من ميدان فلسطين "الساحة" وصولاً إلى خيمة الأسرى في السرايا دعماً وإسناداً لقضيتهم العادلة ورفضاً لزيارة مجرم الحرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لأراضينا المحتلة.
شارك بالمسيرة آلاف الرفيقات والرفاق والوجهاء والمخاتير وممثلو القوى الوطنية والإسلامية وقيادات وكوادر وأعضاء الجبهة وفي مقدمتهم أعضاء المكتب السياسي للجبهة وكادرات جبهة العمل الطلابي واتحاد الشباب التقدمي، رافعين شعارات داعمة للأسرى وشعارات أخرى تندد بزيارة ترامب لأراضينا المحتلة وتدين تصريحاته التي وسمت حركات المقاومة بالإرهاب.
ووضعت في المسيرة الحاشدة على شاحنة دمية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووقف مسلحان موجهان أسلحتهما إلى رأس الدمية في رسالة تحدي موجهة له وللإدارة الأمريكية، كما رفعُت على الشاحنة رايات الجبهة الشعبية وحزب الله وحماس وعلم إيران في إشارة إلى رفض شعبنا وصمها بالإرهاب.
كما أشعل المحتجون النيران بصورة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأقدموا على حرق علمي الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية.
بدوره، ألقى عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة ومسئول إعلامها في غزة الرفيق هاني الثوابتة كلمة باسم الجبهة الشعبية وجَه خلالها التحية لجماهير شعبنا الوفية في غزة التي لبت من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب نداء الوطن والجبهة واحتشدت دعماً للأسرى ورفضاً لمشاريع تصفية قضيتنا.
كما وجه التحية إلى أهلنا في الضفة والقدس وأهلنا في الداخل المحتل والذين يخوضون يومياً اشتباك مفتوح مع الاحتلال الصهيوني وإلى أهلنا في الشتات والمنافي والمخيمات الذين يواجهون مشاريع تصفية قضية اللاجئين وحق العودة.
وأبرق الثوابتة تحية الثورة لأسيراتنا وأسرانا البواسل في سجون الاحتلال أبطال معارك الإرادات الذين يعلموننا يوماً بعد يوم دروساً في الصمود والمقاومة والوفاء للمبادئ الوطنية السامية مخصاً في تحيته القادة أحمد سعدات ونائل البرغوثي وكريم يونس وسامر العيساوي ورائد السعدي وحسن سلامة وعاهد أبو غلمى وكميل أبو حنيش ووائل الجاغوب الذين يقودون خلفهم آلاف الأسرى في معركة الحرية والكرامة ويجسدون ملحمة بطولية .
وتابع الثوابتة القول" يواصل فرسان الحرية لليوم السابع والثلاثين خوض معركة الحرية والكرامة متسلحين بالإرادة والعزيمة والإصرار على الاستمرار في هذه المعركة حتى النهاية وحتى تحقيق مطالبهم العادلة رغم حالة التدهور الخطيرة في أوضاعهم الصحية بالساعات الأخيرة، فضلاً عن الضغوطات الهائلة والممارسات الممنهجة التي ترتكبها مصلحة السجون بحقهم. إن هؤلاء الأبطال يؤكدون دوماً أنهم في الخندق الأمامي في مواجهة الاحتلال الصهيوني، وأنهم النواة الصلبة والتي تتحمل الصعاب وتخوض غمار معركة الإضراب المفتوح وهي مؤمنة أشد الإيمان بعدالة قضيتها وبحتمية الانتصار على السجان".
وتطرق الثوابتة خلال كلمته إلى جملة من التحديات والمخاطر الي تتهدد قضيتنا أبرزها الإدارة الأمريكية الجديدة التي تسعى لتعزيز مصالحها ومخططاتها الاستعمارية في المنطقة من محاولات بوابة القضية الفلسطينية وإعادة صياغة الشرق الأوسط من جديد ونهب مقدرات الأمة العربية.
وأكد على أن جولة ترامب إلى المنطقة والأراضي الفلسطينية المحتلة تأتي في إطار المنهج الثابت لدى الإدارات الأمريكية المتعاقبة في المحافظة على كيان وأمن الاحتلال الصهيوني، وعلى عروش أنظمة الرجعية العربية والذين تعودوا على السمع والولاء والطاعة محافظين على دورهم كوكيل للإمبريالية والصهيونية في المنطقة.
ولفت إلى أن الإدارة الأمريكية تهدف لتمرير مشروع سياسي جديد أطلقت عليه الصفقة الكبرى أو صفقة القرن والتي بموجبها يتم بلورة محور سني في مواجهة ما يُسمى بالخطر الإيراني وقوى المقاومة، وعقد صفقات كبرى مع دول الخليج وتحديداً السعودية لنهب كل مقدراتها.
وشدد الثوابتة على ضرورة مواجهة الرؤية الأمريكية والصهيونية لحل قضية فلسطين والتي تتضمن إطلاق مشروع تسوية جديد " أوسلو 2" وهو عبارة عن صفقة السلام الاقتصادي التي دعا إليها " نتنياهو" والتي يتم خلالها ضم الكتل الاستيطانية الكبرى للاحتلال مقابل خلق أرض بديلة للفلسطينيين وتحويل أراضي الضفة إلى كانتونات، ومحاولة عزل غزة عن الضفة، وتضييق الخناق عليها وعلى المقاومة من خلال الحصار وخلق ضغوطات اقتصادية واجتماعية على شعبنا، وتصفية حق العودة، وتحويل السلطة إلى مجرد حارس أمن للاحتلال والمستوطنين.
وأضاف القول "باسم فلسطين وجماهير شعبنا وأسرانا نقول للرئيس الأمريكي دونالد ترامب رمز الشر والإرهاب في العالم " أنت شخصية غير مرغوب ومرحب بها في بلادنا فلسطين"، وأنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتقبل شعبنا حضورك أو تصديق أكاذيبك وألاعيبك فأنت وإدارتك وشريك دائم في العدوان على شعبنا. ولذلك نحن ننظر إلى زيارتك بأنها نذير شؤم تحمل في طياتها مؤامرة كبيرة على شعبنا والمقاومة.
على صعيد آخر طالب الثوابتة بضرورة توحيد كل الجهود الرسمية وغير الرسمية من أجل نصرة قضية الأسرى على كافة الصعد وفي مقدمتها استمرار الاشتباك مع الاحتلال في مواقع التماس، إلى استمرار المسيرات والاعتصامات في الوطن والشتات، إلى النضال السياسي في المحافل الدولية عن طريق تحويل ملف الأسرى والجرائم التي ترتكب بحقهم إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمة قادة الاحتلال على هذه الجرائم، داعياً لتعزيز مقاطعة الاحتلال، ومحاصرة سفاراته في العالم، والاعتصام أمام مقرات الصليب لتوجيه رسائل غضب واحتجاج على تواطأه بحق الأسرى والمضربين.
ودعا لتشكيل جبهة وطنية موحدة لمواجهة مشاريع تصفية قضيتنا الفلسطيني والتي تروج لها الإدارة الأمريكية والأنظمة الرجعية العربية مؤكداً على أن المقاومة الفلسطينية والعربية ليست إرهاباً وأنها رمز شرعيتنا ووسام شرف على صدورنا ومثار فخر لنا جميعاً، وأنبل ظاهرة تمكنت من تحقيق إنجازات ميدانية على الأرض والتصدي للاحتلال وتشكيل قوة ردع له،متمماً" إن وصم ترامب ومن ورائه أنظمة الرجعية العربية إيران وحزب الله وحماس بالإرهاب محاولات خبيثة لخلط الأوراق وتشويه الحقائق والتمهيد لاستهدافهم مستقبلاً".
وطالب الثوابتة أحرار أمتنا العربية بالانتفاض في وجه الأنظمة الرجعية العربية والتي تواصل نهب مقدراتهم والتسويق للتطبيع وللمشروع الامبريالي الصهيوني في المنطقة، وحرف مسار الصراع العربي الصهيوني من قضية مركزية ضد الكيان الصهيوني إلى قضية ضد إيران والمقاومة.
وحذر القيادة الفلسطينية من الاستجابة لإملاءات المجرم ترامب وضغوطات الأنظمة العربية التي لن نحصد من ورائها إلا الخيبة والعار.
وفي ختام كلمته أعرب الثوابتة عن ثقتنا بانتصار الأسرى خلال الساعات القادمة، وأن هذا الانتصار سيشكَل مصدر قوة دفع كبيرة للاستمرار في محاولة توحيد شعبنا ومواجهة كل المشاريع التصفوية التي تستهدف قضيتنا الوطنية الفلسطينية.
وعاهد جماهير شعبنا وأمتنا العربية وأسرانا البواسل أن تبقى الجبهة وفية لمبادئها وجريئة بمواقفها والتي ستظل حادة كالسيف في مواجهة كل المتآمرين على شعبنا والمتربصين بالمقاومة، وستكون في الخندق المتقدم في مواجهة كل المؤامرات على الأمة العربية والتي تستهدف المقاومة ومواجهة الامبريالية والصهيونية وأنظمة الرجعية العربية، لافتاً إلى أن الصفقة الكبرى في مفهومنا هي هزيمة الاحتلال وأعوانه وتحرير كامل التراب الفلسطيني.