حذر القطاع الزراعي في شبكة المنظمات الأهلية جميع الجهات المعنية الفلسطينية والدولية من تفاقم أزمة المياه الناجمة من انقطاع الكهرباء لساعات طويلة وتداعياتها على القطاع الزراعي في قطاع غزة خاصة على المزارعين في المناطق الحدودية ،
كما أكد القطاع الزراعي في الشبكة على ضرورة دعم ومساندة المزارعين وتوفير الإمكانيات اللازمة وتلبية احتياجات المزارعين التي تفاقمت في ظل الموسم الزراعي الحالي، بالإضافة إلى توفير الحماية لهم من ممارسات الاحتلال الإسرائيلي التعسفية ضد سكان هذه المناطق من إطلاق نار وتجريف دفيئات.
جاء ذلك خلال الجولة الميدانية التي نظمها القطاع الزراعي في شبكة المنظمات الأهلية والتي شملت الأراضي الزراعية بالمناطق المتضررة في منطقة شرق خانيونس وذلك لتسليط الضوء على معاناة المزارعين من نقص المياه نتيجة لانقطاع التيار الكهربائي، مما يهدد الموسم الزراعي الحالي وشارك في الجولة الميدانية ممثلي عن مؤسسات الأمم المتحدة ومؤسسات دولية ومنظمات مجتمع مدني ووزارة الزراعة ووسائل إعلامية.
وأكد مدير شبكة المنظمات الأهلية أمجد الشوا أن هذه الجولة تأتي تضامناً مع المزارعين في المناطق الحدودية التي تعاني نقص مزمن للمياه والتي تفاقمت مع أزمة انقطاع الكهرباء بعد أن بات جدول الكهرباء يعمل لمدة أقل من أربعة ساعات مقابل 12 ساعة قطع للتيار الكهربائي، وأوضح أن الهدف من الجولة تسليط الضوء إعلامياً ولإطلاع المؤسسات الدولية على معاناة المزارعين.
وطالب الشوا كافة المؤسسات المعنية وفي مقدمتها الجهات الحكومية ومنظمات الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية بضرورة القيام بدورها تجاه دعم المزارعين وتوفير جميع مقومات الصمود لأفضل السبل كتوفير الوقود البديل لتشغيل المولدات لضخ المياه للأراضي الزراعية.
ونوه الشوا إلى ضرورة إيجاد حلول سريعة لإنقاذ الموسم الزراعي بتوفير المياه النظيفة سواء للاستخدام اليومي او الزراعة وتأهيل الخطوط الناقلة التي تم تجريفها من قبل الاحتلال الذي يمارس كافة الانتهاكات ضد المزارعين والصيادين.
وبدوره أكد مدير اتحاد لجان العمل الزراعي محمد البكري أن مشاركة القطاع الزراعي في شبكة المنظمات الأهلية بالجولة الميدانية يعتبر دليلا على تلبية نداء المزارعين عندما علمت أن المناطق الحدودية تعاني من شح المياه.
وقال البكري أن مشاكل المزارعين في المناطق الحدودية تفاقمت بشكل كبير مع شح المياه والمشكلة التي جاءت نتيجة مشكلة الكهرباء ووصولها لـأربع ساعات فقط، مما يعيق توصيل ضخ المياه للخزانات او حتى للري.
ودعا البكري كافة المؤسسات الدولية والحكومية لتوفير مواتير سولار كافية للأرض خاصة أن المحاصيل تحتاج إلى كميات وفيرة من الماء.
وبدوره أكد رئيس بلدية خزاعة شحدة أبو روك أن المزارعين والأهالي في المناطق الحدودية عاشوا ويلات الحروب الثلاث والتي أدت إلى تدمير وتجريف الأراضي الزراعية. وأن المزارع في هذه المنطقة لا زال يعاني مشكلة حماية نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية في هذه المناطق.
وأوضح أبو روك أن المزارع مرهق وتتكدس عليه التزامات وديون مما يؤدي إلى أضرار وخسائر فادحة بما فيها الحياة المعيشية للمزارعين. مناشداً المؤسسات الدولية والسلطة الوطنية بأهمية حماية المزارع في هذه المنطقة.
واشار إلى التأثير السلبي على السلة الغذائية لمحافظة خان يونس وقطاع غزة بأكمله في حال استمر الوضع الحالي، مؤكداً أن المناطق الحدودية بحاجة إلى الكهرباء والمياه والحماية بشكل كبير.
وبدوره أكد المزارع عبد الله أبو صبح أن المياه لا تكفي لسد حاجة الأرض أو حتى الاستخدام اليومي، وأن هناك عجز كبير في ضخ المياه وأن المزارع يعاني من تراكم الديون و سوء الوضع الاقتصادي وطالب صبح المؤسسات الدولية والحكومية توفير الإمكانيات اللازمة لحل أزمة المزارعين من مياه وكهرباء، وأن المزارع الذي يسقى مزروعاته ليلاً يخاطر بجودتها حيث أنه لا تتم سقايتها في الوقت المناسب.
أما بالنسبة للمزارعين محمد النجار ويوسف ومحمد أبو طعيمة فقد أكدا أن أراضيهم ما زالت تعاني الأمرين خاصة أن البرك الموجودة في الأرض تحتاج إلي 1000 كوب من الماء وبسبب قطع الكهرباء ووصلها الي أربع ساعات أصبح متوفر لدينا فقط 400كوب لكنها لا تسد حاجة الأرض والحصول مما اضطرهم لتجريف بعض أراضيهم واقتلاع اشتالهم بايديهم.
وهو ما أكده المزارعون الأخرون حيث قال أبو محمد من منطقة الفخاري أنه يمتلك 16دونم ولكن المحاصيل تتعرض للتلف بسبب شح المياه الجوفية ولكي يتم إنقاذ بعض المحاصيل والتضحية بالباقي مثل محصول " الكوسا"، مشيرا إلي شراء السولار لتشغيل المولدات أصبح مكلف للغاية نتيجة تزايد أوقات التشغيل مع قلة وفرة المياه.
وبدوره أكد مدير عام وزارة الزراعة الدكتور نبيل أبو شمالة أن مشاكل المزارعين شبه مستمرة وما زالت معقدة خصوصا المزارعين في المناطق الحدودية حيث يعاني المزارع الآمرين نتيجة نقص المياه والكهرباء والاعتداءات المتكررة من قبل الاحتلال، مشيرا أنهم يضربون نموذج يكافئ عليها المزارع لصموده.
وقال أبو شمالة أن هموم الشعب الفلسطيني واحدة خاصة أن قطاع غزة مستهدفة بشح التمويل الذي آثر بشكل كبير على كل مناحي الحياة، وطالب أبو شمالة المؤسسات الدولية بضرورة حماية المزارع من ممارسات الاحتلال التي ما زالت متواصلة.
وطالب كافة المعنيين بضرورة تكاتف الجهود لخدمة المزارع بتوفير الوقود للمواتير لسد الحاجة وإنقاذ المحاصيل.
ويشار إلي أن منطقة الفخاري كما تحدث نائل العمور، مدير جمعية الفخاري، فهي منطقة زراعية وتبلغ مساحتها 7700 دونم يحدها من الشمال قاع القرين الشرق خزاعة والجنوب رفح تشتهر بشجر اللوزيات والآن تدخلها الخضرة الحديثة كروم العنب والحمضيات والخضار.
واشار الى ان أكثر مشكلة تعاني منها منطقة الفخاري مشكلة المياه ولا يوجد بها أبار للمياه توصل المياه من منطقة عريبا حوالي 12 كيلو لكي تصل إليها واغلب المزارعين كانوا اغلبهم عمال اسرائيل والآن تعتبر الزراعة مصدر دخل لهم وعدد سكانها 12 ألف نسمة.