الرئيس : لا نستهدف سكان غزة فهم أهلنا واخواننا

قال الرئيس محمود عباس ان الإجراءات التي اتخذتها الحكومة بخصوص غزة  لا تستهدف سكان القطاع وإنما حركة حماس.

واكد الرئيس عباس في مقابلة مع صحيفة "الايام" نشرت الجمعة انه "لا بد من إجراءات تتخذ ضد حماس وليس سكان غزة".

وأضاف: أهل غزة هم أهلنا، وسكان غزة إخواننا، ونحن مسؤولون عنهم، ولكن الذي يعطّل هذا الموضوع والذي يخربه هو "حماس" التي تبعد الناس عن بعضها البعض، نحن لسنا ضد أهل غزة.

من جهة ثانية، أكد الرئيس استمرار الاستعدادات لعقد المجلس الوطني الفلسطيني، وقال: "نحن نعمل من أجل عقد المؤتمر الوطني الحالي، لأنه بعد مضي فترة طويلة من الزمن لا بد من إعادة بناء هيكلية منظمة التحرير الفلسطينية، كنا ننتظر المصالحة، ولكن المصالحة الآن أصبحت بعيدة، ومع ذلك نحن مستعدون لعقد المجلس الوطني خلال فترة قريبة، وإذا ما حصلت المصالحة، فإننا سنعقد مجلساً وطنياً جديداً ولا مانع لدينا، ولكن لا يعقل أن ننتظر إلى الأبد حتى توافق حماس".

وعلى صعيد اضراب الاسرى، حذر الرئيس عباس من التصعيد الإسرائيلي ضد الأسرى، وقال: "إذا ما أصيب أحد بأذى فإن إسرائيل هي التي تتحمل المسؤولية كاملة عما يجري للأسرى".

وفي الملف السياسي، قّيم الرئيس محمود عباس لقاءه الأول مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض بالإيجابي، قائلاً: "كنا سعيدَين جداً بهذا اللقاء ونبني أملاً عليه".

ورأى الرئيس أن الولايات المتحدة يمكنها في عهد الرئيس دونالد ترامب أن تلعب دور الوسيط للتوصل إلى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقال: "دور الوسيط هو أن يذلل العقبات ويقدم التسهيلات، وأعتقد أن أميركا يمكن أن تلعب هذا الدور في عهد ترامب".

ولفت الرئيس إلى أنه "حتى الآن لم نتكلم عن آلية، الآلية ستأتي فيما بعد، عندما يستكمل الرئيس دونالد ترامب الاتصالات، فهو التقى الرئيس السيسي والملك عبد الله الثاني والتقى بنا، ولديه عدة لقاءات مقرّة في المستقبل القريب مع عدد من القادة، ولديه مشاوراته مع فريقه، وعلى ضوء ذلك فإنه من يقرر متى وكيف".

وفيما يلي نص الحديث مع الرئيس الذي جرى في مقر إقامته في واشنطن:

"الأيام": كيف تقيّم اللقاء الذي عقدته مع الرئيس ترامب؟
الرئيس: اللقاء كان جيداً وإيجابياً، وكان مهماً ما جرى فيه من تبادل للمعلومات بيننا وبينهم، مهم جداً، ولذلك كنا سعيدين جداً بهذا اللقاء ونبني أملاً عليه.

"الأيام": الرئيس الأميركي تحدث في كلمته عن شراكة مع الفلسطينيين في صنع السلام، هل يرمز هذا إلى تطور في العلاقات؟
الرئيس: لا شك في أن هناك علاقات ثنائية بيننا وبين أميركا، هناك علاقات اقتصادية وعلاقات سياسية وعلاقات أمنية، وهذا يترجم بأنه علاقات خاصة بيننا وبينهم، وهذا لا يعني أنه يخصنا وحدنا ولا يتحدث مع الآخرين، نحن في الصراع العربي الإسرائيلي طرف وطرف أساس، ولذلك يتحدث معنا، ومن جهة ثانية هو حريص على تنمية العلاقات الثنائية، ويسعدنا جداً أن يحصل هذا. هذا يعني أن عنده تفاؤل وعنده أمل، وأنا مثلما قلت له: الآن نحن معك لدينا أمل، وعندما تكون الصورة واضحة لديه، فإنه لا يحتاج إلى أكثر من جمع الطرفين وتقريبهما من بعضهما البعض، ثم يقدم التسهيلات اللازمة، دور الوسيط هو أن يذلل العقبات ويقدم التسهيلات وأعتقد أن أميركا يمكن أن تلعب هذا الدور في عهد ترامب.

"الأيام": ما بعد اللقاء مع ترامب، هل من آلية للعمل باتجاه السلام؟
الرئيس: حتى الآن لم نتكلم عن آلية، الآلية ستأتي فيما بعد، عندما يستكمل الاتصالات، فهو التقى الرئيس السيسي والملك عبد الله الثاني والتقى بنا، ولديه عدة لقاءات مقرّة في المستقبل القريب مع عدد من القادة ولديه مشاوراته مع فريقه، وعلى ضوء ذلك فإنه من يقرر متى وكيف. الاتصالات بدأت وستستمر.

حول مبادرة السلام العربية
"الأيام": على مدى سنوات طويلة وأنت تسوّق لمبادرة السلام العربية، هل ترى أن الفرصة أتت لتطبيق المبادرة؟
الرئيس: دائماً وأبداً الفرصة موجودة للمبادرة العربية للسلام، ولكن مع الأسف، فإن الكثيرين لم يلتقطوا المبادرة ولم يقدروا أهميتها، من وجهة نظري، فإن المبادرة العربية للسلام هي أثمن مبادرة قدمت من أجل حل القضية الفلسطينية على مدى القرون السبعة الماضية، أي أنه منذ العام 1948 لم يتقدم أحد بمبادرة شجاعة وجريئة وواضحة مثل المبادرة التي أتت من المملكة العربية السعودية لتحل هذه المشكلة، فالدول العربية تقول إذا انسحبت إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة ستطبع العلاقات معها، وقضية اللاجئين تحل حسب بند يقول حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين حسب القرار 194 وباقي القضايا تحل.

"الأيام": جرت في الأيام الماضية محاولات إسرائيلية للتخريب على اللقاء بينك وبين الرئيس الأميركي؟
الرئيس: أنا لا أعرف إذا جرت محاولات أو لم تجر، ولكن هم يتصرفون كما يريدون، ونحن نتصرف كما نريد، وبالنتيجة فإن هناك من يحكم بأن ما نقوله صحيح أم خطأ.

"الأيام": نتنياهو يردد دائماً أنه على استعداد للقاء معك؟
الرئيس: وأنا مستعد للقاء معه، وأنا قلت له أكثر من مرة إنني مستعد، وقررنا في مناسبتين مرة في القاهرة ومرة في موسكو، وفي المرتين لم يأت، وبالذات في موسكو، فقد وصلت إلى وارسو للسفر في اليوم التالي إلى موسكو، ولكنه اعتذر، واعتذاره كان لطيفاً جداً، قال إنه يعتذر لأن أبو مازن مشغول!.

"الأيام": تقديرك أنه ليس لدى نتنياهو رؤية للتوصل إلى سلام؟
الرئيس: أتمنى أن يصل إلى قناعة بأن هذا الوضع لن يستمر ولا بد من حل، ما هو الحل؟ الحل هو أن يأخذ الشعب الفلسطيني حقه حسب الشرعية الدولية وأن تكون إسرائيل موجودة حسب الشرعية الدولية، فإذا ما وصل إلى هذه القناعة فإننا سنصل إلى حل، ونأمل أن يصل إلى هذه القناعة.

"الأيام": بالنسبة للموضوع الداخلي وتحديداً غزة، أنت تحدثت عن إجراءات غير مسبوقة، وكانت هناك بعض الإجراءات، ما الذي تقوله إلى الشعب الفلسطيني في غزة بهذا الشأن؟
الرئيس: أقول للشعب الفلسطيني إننا منذ 10 أعوام، منذ الانقلاب، ونحن نسعى إلى تسوية أو إلى ما نسميه مصالحة، وآخر هذه المساعي كانت من خلال دولة قطر التي قدمت فعلاً جهداً مشكوراً لتقريب وجهات النظر، ثم فوجئنا بأن حركة حماس شكلت حكومة، بمعنى أنها شرّعت الانقسام. كما أنه منذ العام 2014 رفضت حماس أن تسمح للحكومة الفلسطينية المتفق عليها معهم، حكومة الوفاق الوطني، بأن تعمل في غزة.
أنا قلت لهم إذا ما ألغوا حكومتهم وسمحوا لحكومة الوفاق الوطني بأن تعمل وجئنا إلى المبادرة القطرية، بمعنى أن نشكل حكومة وحدة وطنية ونذهب إلى انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني فإننا جاهزون لهذا الأمر فوراً، وتنتهي المشكلة، وإذا لم يريدوا ذلك فإن لنا الحق أيضاً بأن نقوم بالإجراء الذي نراه مناسباً، لأننا نرى أن دولة في غزة مستحيل أن نقبل بها، ودولة دون غزة أيضاً لا نقبل بها.

"الأيام": هناك محاولة من "حماس" وغيرها لإظهار الإجراءات وكأنها تستهدف سكان غزة؟
الرئيس: لماذا؟ نحن لا نستهدف أحداً، وأهل غزة هم أهلنا، وسكان غزة إخواننا، ونحن مسؤولون عنهم، ولكن الذي يعطل هذا الموضوع والذي يخربه هو "حماس" التي تبعد الناس عن بعضها البعض، نحن لسنا ضد أهل غزة، على العكس، على مدى 10 سنوات ونحن ملتزمون تجاه غزة، ولكن "حماس" قررت أنها لا تريد مصالحة، وأنها تريد أن تشرع حكومتها، وفي هذه الحالة لا بد من إجراءات تتخذ ضد "حماس"، وليس ضد الشعب الفلسطيني في غزة.

"الأيام": التقارير تتحدث عن تصعيد من "حماس" ضد "فتح "في غزة..؟
الرئيس: ليصعدوا كما يريدون ولكن في النتيجة لا يصح إلا الصحيح.

لا بد من إعادة بناء هيكلية منظمة التحرير

"الأيام" :بالنسبة للمجلس الوطني الفلسطيني هل من تاريخ لانعقاده؟
الرئيس: نحن نعمل من أجل عقد المجلس الوطني الحالي، لأنه بعد مضي فترة طويلة من الزمن لا بد من إعادة بناء هيكلية منظمة التحرير الفلسطينية، كنا ننتظر المصالحة، ولكن المصالحة الآن أصبحت بعيدة، ومع ذلك نحن مستعدون لعقد المجلس الوطني خلال فترة قريبة وإذا ما حصلت المصالحة، فسنعقد مجلساً وطنياً جديداً ولا مانع لدينا، ولكن لا يعقل أن ننتظر إلى الأبد حتى توافق "حماس".
إن أجهزة منظمة التحرير الفلسطينية تحتاج إلى إعادة نظر، تحتاج إلى بناء وتفعيل، فهي البيت المعنوي الفلسطيني ويجب أن نحميه.

إسرائيل تتحمّل المسؤولية كاملةً عما يجري للأسرى

"الأيام": فيما يتعلق بموضوع إضراب الأسرى، هل تخشى من أن يؤدي الموقف الإسرائيلي إلى تصعيد؟
الرئيس: للأسف، فإن الذي يصعّد هو إسرائيل، لأن طلبات الأسرى لا تحتاج - حقيقةً- إلى كل هذا الجهد، فهي جميعاً مطالب إنسانية ولا يوجد طلب سياسي، والمطالب كانت موجودة أساساً لا سيما ما يتعلق بالزيارات وغيرها، ولكن إسرائيل تمنعها الآن فقط للمناكفة والتهرب من التزاماتها الإنسانية تجاه الأسرى، ونأمل أن تعيد النظر حتى لا يصاب أحد بأذى، لأنه صراحةً إذا ما أصيب أحد بأذى فإن إسرائيل هي التي تتحمل المسؤولية كاملة عما يجري للأسرى. 

المصدر :" صحيفة الأيام