عرضت كوريا الشمالية صواريخها الباليستية التي تطلق من غواصات لأول مرة، اليوم السبت، قبل عرض عسكري ضخم في العاصمة بيونغ يانغ.
وكانت كوريا الشمالية قد نبهت الولايات المتحدة في وقت سابق، من اليوم، على لسان مسؤول كبير فيها، إلى ضرورة وقف ما وصفته بالهستيريا العسكرية، وإلا واجهت انتقاما، وذلك في الوقت الذي اتجهت فيه مجموعة قتالية لحاملة طائرات أميركية صوب المنطقة، واحتفلت فيه كوريا الشمالية بذكرى مرور 105 أعوام على ميلاد الأب المؤسس لها، كيم إيل سونغ.
وعرض التلفزيون الحكومي مشاهد لصواريخ من طراز 'بوكوك سونج -2' الباليستية التي تطلق من غواصات على شاحنات في انتظار عرضها أمام الزعيم كيم جونغ أون.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية نقلا عن متحدث باسم هيئة الأركان العامة للجيش الكوري إن 'كل تحركات قطاع الطرق الاستفزازية للولايات المتحدة في المجالين الاقتصادي والعسكري والتي تطابق سياستها المعادية تجاه جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية سيتم إحباطها تماما من خلال أشد رد فعل مضاد لجيش وشعب جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية'.
وأضاف 'أشد رد فعل مضاد من جانبنا ضد الولايات المتحدة والقوى التابعة لها سيتم بأسلوب لا يعرف الرحمة بحيث لا تُترك فرصة للمعتدين للنجاة'.
وقال إن 'الهستيريا العسكرية الخطيرة' لإدارة ترامب وصلت إلى 'مرحلة خطيرة لا يمكن تجاهلها'.
آسيا تحبس أنفاسها جراء التوتر في كوريا
تحبس منطقة شرقي آسيا أنفاسها، خلال الساعات القليلة المقبلة، مع إصرار كوريا الشمالية على إجراء تجارب نووية أو باليستيّة جديدة رغم التهديدات الأميركية والتواجد العسكري الأميركي قبالة سواحلها.
في المقابل، حذرت الولايات المتحدة من أن سياسة 'الصبر الاستراتيجي' مع كوريا الشمالية انتهت. ويتوجه نائب الرئيس الأميركي إلى كوريا الجنوبية مايك بنس، يوم الأحد، في رحلة طويلة مقررة لآسيا تستغرق عشرة أيام.
ودعت الصين، الحليف الرئيسي الوحيد لكوريا الشمالية وجارتها التي تعارض مع ذلك برنامجها للأسلحة، من جديد يوم الجمعة إلى إجراء محادثات لنزع فتيل الأزمة.
وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي للصحفيين في بكين 'ندعو كل الأطراف إلى الامتناع عن استفزاز وتهديد بعضها سواء بالكلام أو بالأفعال وعدم السماح بوصول الموقف إلى مرحلة يصعب الرجوع عنها أو التحكم فيها.'
وقال جيش كوريا الجنوبية إنه يعتقد أن المنظومة التي عرضتها كوريا الشمالية تشمل نوعا جديدا من الصواريخ البالستية العابرة للقارات.
يشار إلى أن حاملة طائرات ومدمرات تابعة للأسطول الأميركي بدأت تشق طريقها، يوم أمس، الجمعة، باتجاه شبة الجزيرة الكورية. وأدانت كوريا الشمالية، الجمعة، الولايات المتحدة لجلبها 'أصول إستراتيجية نووية ضخمة' إلى المنطقة مع اقتراب المجموعة القتالية لحاملة الطائرات الأمريكية كارل فينسون.
يذكر أن كوريا الشمالية قد أجرت العام الحالي تجربة صاروخية رغما عن قرارات الأمم المتحدة والعقوبات ضدها، وتطرح في الأيام الأخيرة تساؤلات بشأن مخططات الإدارة الأميركية، برئاسة دونالد ترامب، حيالها.
وكانت شبكة 'NBC' قد نقلت عن مسؤولين أميركيين قولهم إنه سيتم توجيه ضربة استباقية لكوريا الشمالية إذا اقتنعت الولايات المتحدة أنها تنوي إجراء تجربة نووية أخرى.
إلى ذلك، قال الإعلام الكوري الشمالي إنه قد وجهت الدعوة، يوم أمس، إلى نحو 200 صحفي أجنبي يتواجدون فيها لحضور 'مناسبة كبيرة ومهمة في بيونغ يانغ'.
ونقل عن معهد الأبحاث '38 North'، الذي يعمل من واشنطن ويتابع كوريا الشمالية، إن صور الأقمار الصناعية التي التقطت الأربعاء الماضي تظهر نشاطا متصاعدا حول الموقع النووي في شمال شرق كوريا الشمالية، بما قد يشير إلى أنها تخطط لتفجيرالمنشأة الووية الأكبر لديها.