“المحاربون لن تستطيعوا تمييزهم وكشفهم حتى من أمتار” .. بهذه الكلمات يبدأ التقرير، الذي نشرته أمس الثلاثاء مجلة “يسرائيل ديفينس” الإسرائيلية، المتخصصة في الشؤون الأمنية والعسكرية.
وتقول المجلة في تقريرها:
(( لقد إلتقينا مع أحد هؤولاء المقاتلين من الوحدة 414 .. وحدة جمع المعلومات الإستخباراتية الميدانية في الجيش الإسرائيلي، والذين يعملون على حدود قطاع غزة .
عندما يتوجه هؤولاء الجنود لجمع المعلومات من حدود غزة، يعلمون إنهم لم يخرجون لمهمة جمع المعلومات فقط، أو مراقبة العدو وحسب، إنهم يعلمون أنه ملقى على عاتقهم مسؤولية كبيرة جداً وهي عدم الكشف عنهم . ولأجل البقاء مخفيون عن العيون لفترة طويلة، فعلى كل جندي منهم تعلم طرق التمويه، والتعمق بها خلال مراحل التدريب المتقدمة.
“قدرتهم على التخفي والتمويه هي معيار نجاح المهمة”، هذا ما يقوله الرائد “جلعاد بن بيشي”: قائد فصيل في الكتيبة 414، والذي شارك خلال خدمته في كمائن عديدة، ويعرف ما هي طبيعة وأهمية التمويه، ويضيف الرائد: “بالنسبة لنا التمويه ليس فقط لعبة، ولا مهمة واحدة في السنة، إنما هي حياتنا المتعلقة بنا”.
ويكشف الرائد بن بيشي: “بعد التدريب والإعداد الأولي، في كل طاقم هناك جندي يطلق عليه إسم “بناي” بمعنى البناء أو المسؤول عن بناء الكمائن، وهو خبير متخصص في أمور التمويه، وعلى هذا الجندي ملقاة مسؤولية التمويه، وإخفاء القوة في الميدان وعدم ظهورها، حتى تنتهى المهمة بنجاح”.
ويضيف الرائد بن بيتشي: ” هو يقرر على مسؤوليته كيف على الطاقم التحرك، وهو يأخذهم للأماكن المناسبة من أجل الإختفاء بشكل جيد في محيط المنطقة المراد العمل بها، ويحدد مكان الكمين، ومكان المخبئ، ويراقب عملية الإختفاء والتمويه منذ بدايتها حتى نهايتها”.
ويذكر الرائد بن بيتشي: “أن صاحب هذه المسؤولية الكبيرة هو المساعد، يوآف بيتشيتو، فهو (البناء) الرئيسي في الكتيبة 414، الذي يوضح للجنود طبيعة عملهم ويوجههم، ويتعامل مع عدة أنواع من الكمائن الثابتة أو المتحركة، في المناطق الحرشية والجبلية والرملية الصحراوية، ويستخدم الشبكات وأوراق الأشجار من تغطية الكمائن” .
ويقول المساعد يوآف بيتشيتو: “لتحديد مكان المخبئ وطبيعته هناك حسابات كثيرة أهمها ظروف المكان في المدينة ، أنت لا تستطيع إختيار مكان دائم أو ثابت للكمين، وإنما مكان من الصعب الوصول إليه وكشفه”.
ويضيف يوآف: “أما في مناطق غير المدن عليك إختيار مكان يوجد به أشجار أو صخور كبيرة ،أعشاب خضراء، هذا لأجل الإندماج في المكان دون الكشف عنك”.
ويستطرد المساعد: “الإندماج في المكان، كأنك جزء منه هو أمر ضروروي للتمويه، لكنها ليست المركب الأساسي للتمويه، يجب الأخذ بعين الإعتبار مدة المكوث بالمكان، وعدم التحرك الكثير ،وعدم إحداث ضجة أو أصوات خلال الكمين”.
ويكمل المساعد بيتشيتو: “عليك الإهتمام بكل ما هو حولك، وفهم طبيعة المكان، وتقدير سلوك البشر والحيوانات في المنطقة المحيطة بالكمين، لأجل تفاديها وعليك إخفاء الأثر، والأهم هو الحفاظ على السرية والهدوء، وعدم الحديث إلا بلغة الإشارات، ونقل الأدوات والأسلحة بكل هدوء”.
وينهى المساعد بيتشيتو بالقول: “الكمين والتمويه الجيد والناجح، هو الذي لا يستطيع أحد تمييزه والكشف عنه، من على بعد أمتار معدودة، الأمر مرتبط بعدة إجراءات مهمة، أهمها هو تفهم أعضاء الطاقم لآلية العمل، وهنا أقول لكم إنه يمكن الإعتماد على جنود الكتيبة 414، والتأكد أن أحدا لا يمكنه كشفهم” .))