منذ انتهاء العدوان الإسرائيلي صيف 2014، والاحتلال يواصل ترميم حدوده مع القطاع، وتعزيزها بوسائل مراقبة متطورة، تهدف للحد من عمليات التسلل أو اختراقها مستقبلا.
ويستخدم الاحتلال في محاولة تأمين الحدود وسائل عديدة، من بينها جيبات غير مأهولة مزودة بكاميرات رصد وتتبع، إضافة إلى مناطيد تجسس ثابتة ومتحركة، وكاميرات مثبتة في أماكن مختلفة من خط التحديد، ووسائل أخرى.
مناطيد تجسس
ويواصل الاحتلال إطلاق مناطيد تجسس، بعضها يقف في وضع ثابت، وأخرى متحركة، أبرزها ما يسمى بمنطاد "كرم أبو سالم"، وهو عبارة عن بالون هوائي أبيض اللون، يقف في وضع شبه ثابت فوق معبر كرم أبو سالم تماما، ويراقب خط التحديد والحدود المصرية الفلسطينية، والمصرية الإسرائيلية.
ويحلق المنطاد المذكور على مسافة قريبة من الأرض، ويعتقد أنه يحوي كاميرات مراقبة، ومعدات رصد وتتبع حديثة، قادرة على كشف ورؤية منطقة الشريط الحدودي بالكامل، سواء خلال ساعات الليل أو النهار.
ووفق شهود عيان ومصادر محلية، فإن المنطاد المذكور يتم إنزاله أحياناً، ومن ثم إطلاقه في نفس النقطة مجددا.
ويقول مزارعون من بلدة الشوكة جنوب شرق مدينة رفح، إن هذا المنطاد كان يطلق على فترات زمنية متفاوتة، لكن وبعد العدوان بات يحلق على الدوام في المنطقة، ويتحرك شمالاً وجنوباً، لتكثيف عمليات الرصد.
وأوضحوا أنه وبالإضافة للمنطاد، وضعت كاميرات مراقبة في كل مكان، خاصة قرب المواقع العسكرية، بينما أكد مواطنون آخرون وضع مجسات استشعار على طول السلك الشائك، وهي عبارة عن أسلاك دقيقة، فور لمسها أو المشي فوقها تبدأ بالتحرك وتصدر إشارات تنبيهيه، وتطلق إنذار ينبه الجيش الإسرائيلي، الذي يسارع لتفحص المنطقة التي حدثت فيها الاهتزازات.
دوريات غير مأهولة
ويؤكد المزارع إبراهيم أبو عيد، أن الاحتلال بدأ منذ انتهاء العدوان الأخير بإطلاق دوريات غير مأهولة، تجوب خط التحديد ليل نهار، ويتم التحكم فيها عن بعد، وهي عبارة عن جيبات عسكرية مصفحة صغيرة، تحمل أسلحة رشاشة وكاميرات مراقبة متطورة، وقادرة على الوصول لأية نقطة بسرعة فائقة، في حين يسير الاحتلال دورياته المأهولة بالجنود على خطوط بعيدة أكثر عن الأراضي الفلسطينية.
ووصف أبو عيد هذه الجيبات بأنها عبارة عن محطات تجسس متنقلة، مجهزة بمعدات متطورة للغاية، تجوب الحدود طولاً وعرضاً، وهي ترسل في الغالب لأية منطقة يشك الاحتلال بوجود أمر ما بها، لتقوم برصد وتصوير كل حركة في تلك المنطقة.
طائرات استطلاع
ولا تتوقف طائرات الاستطلاع عن التحليق فوق خط التحديد ليل نهار، خاصة فوق محافظتي خان يونس ورفح، وهي تقوم بدور كبير في مراقبة الحدود، خاصة وأنها تستطيع تصوير أية منطقة حتى في عمق الأراضي الفلسطينية داخل القطاع.
ويما يزيد من خطورة هذه الطائرات وفق المواطنين والمزارعين، قدرها على تصويب نيران قاتلة تجاه أي هدف في أية لحظة، فمعظم عمليات الاغتيال التي وقعت لمقاومين أو مواطنين عاديين، نفذتها تلك الطائرات.
وبالإضافة إلى كل الوسائل المذكورة، فإن جنود الاحتلال يواصلون فرض سيطرتهم على المنطقة الحدودية، عبر إطلاق النار باستمرار تجاه البساتين والمزارع، وطوال ساعات الليل والنهار، وكأنهم يقولون للسكان المحليين، نحن هنا يقظين، فلا يفكر أحد منكم بالاقتراب