بلغة عربية مكسرة أجاب جنرال إسرائيلي على أسئلة طرحت عليه خلال دردشة مباشرة عبر موقع "فيسبوك"، لكن حديث الجنرال الهادئ يخفي مآرب أخرى.
هذه الدردشة لم تكن نشاطا عابرا، بل هي جزء من سياسة إسرائيلية تقوم على التواصل مباشرة مع الجمهور الفلسطيني بعيدا عن سلطة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، التي قلصت إسرائيل صلاحياتها بشكل كبير خلال الأشهر الأخيرة.
وجاءت الدردشة تحت عنوان "خلونا نحكي سوا" باللهجة المحلية، أي دعونا نتحدث مع بعضنا بعضا، وأجاب فيها ما يسمى بمنسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية يوآف مردخاي على تساؤلات طرحها عليه المشاركون في صفحته "الفيسبوكية".
ويمثل مردخاي ما يسمى الإدارة المدينة الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، وهي هيئة عسكرية مكلفة بتقديم خدمات للفلسطينيين، لكنها أيضا الأداة التي تشرعن الاستيلاء على أراضيهم وهدم منازلهم.
سياسة ليبرمان
وظهرت سياسة "التواصل المباشر" بصورة واضحة مع تولي أفيغدور ليبرمان منصب وزير الجيش في إسرائيل عام 2016، واعتبر صراحة أن محمود عباس لا يشكل شريكا لإسرائيل، وتوعد بتدمير حركة حماس في أي حرب مقبلة.
ويتودد الجنرال مردخاي للفلسطينيين في العالم الافتراضي، وينشر في صفحته المسماة "المنسق" أخبارا عما يطلق عليها تسهيلات للفلسطينيين، مثل تصاريح العمل وإدخال البضائع وحركة المعابر وغيرها.
تلميع الاحتلال
لكن دراسة لجامعة بيرزيت الفلسطينية أكدت"عدم صدق" المنسق الإسرائيلي، بالتركيز على الجانب الإنساني كما ذكر في هدف إنشاء صفحته، إذ تطغى التعليقات السياسية والدعائية عليها.
وقال أحد المشاركين في الدراسة إن صفحة "المنسق" تحاول "تبييض وجه الاحتلال وإظهاره بصورة إيجابية بعيدا عن الجرائم التي يقترفها الجنود الإسرائيليون يوميا".
وحسب الدراسة وصل عدد المشتركين في الصفحة إلى 117 ألف متابع، 44 في المئة منهم فلسطينيون.
وأوضحت أن 76 في المئة من تعليقات الفلسطينيين كانت إيجابية، و24 من إجمالي تفاعل المتابعين عبارة عن استفسارات، و50 في المئة عبارات عن نقاشات وتأييد.
وثمة هدف آخر يضاف إلى "تلميع" صورة الاحتلال من وراء هذه الصفحة، وهو توفير معلومات لتوجهات الفلسطينيين، خاصة الشباب منهم، إذ صدرت تحذيرات عدة تشير إلى ضرورة تفادي هذه الصفحة التي تشكل أداة تجنيد للمخابرات الإسرائيلية.