أظهر استطلاع للرأي أعده مركز القدس للإعلام والاتصال JMCC بالتعاون مع مؤسسة فريدريش إيبرت أن أكثرية الفلسطينيين (53.7%) اصبحوا أكثر تشاؤما بإمكانية حل الصراع العربي الإسرائيلي بعد انتخاب الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، مقابل 4.7% أصبحوا أكثر تفاؤلا. ولدى مقارنة هذه النسبة مع رأي المستطلعين حين انتخب باراك أوباما رئيسا عام 2009، تبين أن 28.1% كانوا أكثر تفاؤلا و 18.9% كانوا أكثر تشاؤما. وفي الوقت ذاته قالت نسبة 48.5% إن انتخاب ترامب سيقلل من فرصة الوصول إلى سلام عادل بين الفلسطينيين والإسرائيليين مقابل 5.1% قالوا إن انتخابه سيزيد فرص السلام بين الجانبين، فيما وحين تم انتخاب أوباما رئيسا عام 2009، اعتقدت نسبة 35.4% أن انتخابه سيزيد فرص السلام مقابل 11.5% قالوا العكس.
أما عن الطريقة المثلى للرد على احتمال نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، فقد فضلت النسبة الأكبر والبالغة 23.4% سحب الاعتراف الفلسطيني بإسرائيل، فيما قال (19.7%) إنهم مع مقاطعة السفارة الأمريكية، و18.7% كانوا مع تقديم شكوى ضد الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، و (16.5%) كانوا مع وقف التعامل مع الولايات المتحدة كراع لعملية السلام.
رغبة في الانتخابات وسط إحجام نسوي !!
يظهر الاستطلاع ارتفاع نسبة الذين يؤيدون الانتخابات على كل الأحوال من 37.6% في آذار من العام الماضي إلى 46.9% في شباط الحالي، ويلاحظ أن أكثرية هؤلاء (55.9%) من قطاع غزة مقابل 41.5% في الضفة. وقد انخفضت نسبة من يريدون التصويت لحماس إلى 16.5% في هذا الاستطلاع بعد أن كانت 20.2% في آب 2015، فيما قال 40.4 % إنهم سيصوتون لفتح بعد أن كانوا41.1 % في اب 2015. ويلاحظ أن نسبة 31.1% من النساء المشاركات في الاستطلاع قالت إنها لن تصوت على كل الأحوال، مقابل 19.9% من الرجال قالوا إنهم لن يصوتوا.
ولو جرت انتخابات رئاسية ولم يرشح الرئيس محمود عباس نفسه فيها، فسيكون مروان البرغوثي الأوفر حظا، بنسبة تأييد 14.6% ويليه إسماعيل هنية بنسبة 9.1%.
وبشكل عام، فما زالت النسبة الأكبر والبالغة 35.4% تثق بحركة فتح أكثر من باقي التنظيمات السياسية والدينية، مقبل 16.3% يثقون بحماس أكثر، يليها الجبهة الشعبية بنسبة ثقة 3.8%، ويذكر أن نسبة الرجال الذين يثقون بحركة فتح أكبر من نسبة النساء، وبالمقابل نسبة النساء اللواتي لا يثقن بأحد أكثر من نسبة الرجال.
مفارقات بين الرجال والنساء : المصالحة والحلول السياسية
يظهر الاستطلاع وجود تباين في اراء النساء والرجال عموما حيال القضايا المختلفة، ومن ذلك على سبيل المثال أن الرجال أكثر تشاؤما حيال المصالحة (%19.2 توقعوا اتمامها) مقابل 24.2% من النساء، في المقابل حملت النسبة الأكبر من النساء والبالغة 25.6% المسؤولية عن استمرار الانقسام لإسرائيل. بالمقابل، 19.9% من الرجال حملت إسرائيل المسؤولية.
وفي كل الأحوال فقد انخفضت نسبة مؤيدي حل الدولة الواحدة من 21.3% في تموز من العام الماضي إلى 18.1% في هذا الاستطلاع، بينما ارتفعت نسبة الذين يعتقدون أن حل الدولتين هو الأفضل من 43.7% في تموز من العام الماضي إلى 49.6% خلال ذات الفترة، وما يلفت الانتباه أن نسبة مؤيدي حل الدولتين أكثر بين النساء كما أن النساء يؤيدن بشكل اقل حل الدولة الواحدة، والعكس صحيح تماما في الحالتين بالنسبة للرجال.
أما بالنسبة لأفضل الطرق لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني، فقد ارتفعت نسبة الذين يعتقدون أن المفاوضات السلمية هي الأفضل من 33.6% في آذار 2015 إلى 37.6% في شباط الحالي وكانت نسبة التأييد (39.1%) أعلى في صفوف النساء. وقد حمل 19.3% من آب 2015إلىمسؤولية استمرار الانقسام لحركة حماس، مقابل 12% لحركة فتح، بينما ارتفعت نسبة الذين يحملون المسؤولية لكل من حركتي فتح وحماس من 24.0% في آب 2015إلى 39.2% في شباط الحالي.
الرجال والنساء: ما مصير المساواة!!
أوضحت النسبة الأكبر البالغة 47.4% من المستطلعين ودون فرق يذكر بين النساء والرجال أن درجة المساواة بين الجنسين في مجتمعنا قد تحسنت خلال العشر سنوات الأخيرة، في حين قالت نسبة 12.8% أن درجة المساواة تراجعت، بينما قال 35.3% إنها لم تتغير. ويذكر أن النسبة الأكبر 19.6% ممن قالوا أن المساواة قد تراجعت هم من قطاع غزة.
ومن ناحية أخرى، فإن نسبة 48.0% من المستطلعين يعتقدون أن الشرطة تمارس سياسة عادلة مع النساء، علماّ أكثرية هؤلاء 52.5% من الضفة مقابل 40.3% من غزة، كما أن أغلبية من 61.1% تعتقد أن الشرطة تعامل النساء المعنفات بشكل ملائم، مقابل 22.4% يرون هذه المعاملة غير ملائمة، ويظهر أن نسبة أكبر هي 33.6% في غزة ترى تعامل الشرطة مع المعنفات غير ملائم مقابل 15.6% في الضفة.
النساء : مع الشريعة فماذا عن تعدد الزوجات !!
أيدت النسبة الأكبر من المستطلعين والبالغة 42.5% أن تكون القوانين مبنية على الشريعة مقابل 14.7% أيدوا أن تكون مبنية على القانون المدني، ويظهر أن النساء أكثر ميلا لاعتماد القوانين المبنية على الشريعة حيث 45.1% أيدن ذلك مقابل 39.8% من الرجال.
وبالرغم من ذلك عارضت أكثرية المستطلعين 83.8% زواج الفتيات تحت سن 18 عاماَ مقابل 16.1% ايدوا ذلك،. وبالمثل فقد عارضت أكثرية من 69.3% تعدد الزوجات مقابل تأييد 30.6%، علماّ أن 42.4% من الرجال يؤيدون تعدد الزوجات فيما تعارضه 80.4% من النساء.
وعلى صعيد أخر أفادت الاكثرية 64.6% من المستطلعين أنهم لا يصافحون الجنس الاخر، وأكثرية هؤلاء من النساء في حين قال 35.4% إنهم يصافحون الجنس الاخر وعن أسباب ذلك، قالت أكثرية من 84.1% أنهم لا يصافحون الجنس الاخر لأسباب دينية، بينما قال 14.7% إن الأسباب لها علاقة بالعادات والتقاليد.
الانتماء والهوية الفلسطينية
وعند سؤال المستطلعين كيف تعرف نفسك بكلمة واحدة، قال النصف تقريبا أي 52.5% أنهم فلسطينيون، بينما النصف الآخر تقريبا توزع بين 21.7% قالوا أنهم مسلمون، و 5.3% قالوا أنهم عرب، و 3.3% قالوا أنهم فتحاويون، و 2.8% وطنيون، وأغلب الباقي لا يعرفون أو لا جواب لديهم. هذا مع العلم أنه لم يلاحظ فوارق في الإجابة على هذا السؤال بين سكان غزة أو الضفة، أو بين الرجال والنساء.