اعتبر ضباط كبار في الشرطة الإسرائيلية أنه يتعين تشكيل لجنة تقصي حقائق داخلية في جهاز الشرطة على أثر الأحداث التي شهدتها قرية أم الحيران مسلوبة الاعتراف في النقب، واستشهد خلال المربي يعقوب أبو القيعان بنيران الشرطة ولقي شرطي مصرعه.
وذكرت صحيفة 'هآرتس' اليوم، الاثنين، أن ما دفع هؤلاء الضباط إلى الدعوة لتشكيل لجنة تقصي حقائق داخلية كهذه هو الإعلان المتوقع لقسم التحقيقات مع أفراد الشرطة (ماحاش) عن أن استشهاد المربي أبو القيعان لم يكن إثر محاولة تنفيذه عملية دهس وإنما بسبب إطلاق افراد الشرطة النار على سيارته وإصابته بجروح قاتلة، وأن إعلانا كهذا من جانب 'ماحاش' من شأنه أن يلحق ضرر خطير بصورة الشرطة وأداء الشرطة مقابل المجتمع العربي في المستقبل.
وادعى هؤلاء الضباط أن ثمة حاجة لتقصي حقائق كهذا من أجل استخلاص دروس حيال الجهات ذات العلاقة التي شاركت في تخطيط وتنفيذ عملية هدم البيوت في أم الحيران. وقالوا إن التخطيط كان خاطئا من مستوى قائد المنطقة وحتى قائد لواء الجنوب، ودعوا إلى عدم الاكتفاء بالتحقيق في أداء أفراد الشرطة في لواء الجنوب فقط، وإنما التدقيق في نشاط الشرطة على المستوى القطري أيضا.
يشار إلى أن الشرطة أقامت وحدة 'يوءاف' في لواء الجنوب خصيصا لتنفيذ أوامر هدم البيوت في القرى العربية مسلوبة الاعتراف في النقب.
وبحسب ضباط الشرطة هؤلاء، فإن على لجنة تقصي حقائق كالتي يقترحونها أن تدقق في أسئلة حول المعلومات الاستخبارية التي كانت بحوزة الشرطة حول مقاومة متوقعة من جانب أهالي أم الحيران ومستواها، وحول التخطيط والمصادقة على خطة الشرطة لعملية الهدم وإخراج الأهالي من بيوتهم، ومن قاد العملية فعليا ومن أعطى الإرشادات لأفراد الشرطة. كذلك يتعين على التحقيق أن يبحث في مسألة حجم قوات الشرطة التي شاركت في العملية ولماذا تقرر تنفيذ العملية في الليل وليس في وضح النهار، ولماذا حمل أفراد الشرطة كميات كبيرة من الأسلحة النارية، ولماذا ارتدى أفراد الشرطة دروع واقية وخوذ خلافا لعملية الإخلاء التي نفذت في مستوطنة 'عمونا'.
ودعا ضباط الشرطة إلى التركيز أيضا على أداء الشرطة في أعقاب الحدث في أم الحيران، وكيف وصلت التقارير من القرية إلى المفتش العام للشرطة، روني ألشيخ، ووزير الأمن الداخلي، غلعاد إردان، ورئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو. ويبدو أنه في هذه الناحية يحاول ضباط الشرطة إبعاد اتهامات لهؤلاء المسؤولين الثلاثة بأن تصريحاتهم كانت عنصرية وتحريضية وتحميل مستوى قيادي بوليسي أدنى مسؤولية هذه التصريحات.
يذكر أن أحداث أم الحيران، في 18 كانون الثاني/يناير الماضي بدأت فجرا بحضور قوات شرطة كبيرة إلى القرية لتنفيذ هدم البيوت، وإطلاق النار بدون أي سبب على سيارة أبو القيعان، ومصرع شرطي، واستشهاده وهدم البيوت. وفي غضون ذلك أطلق إردان وألشيخ، ولاحقا نتنياهو، بتصريحات زعموا فيها أن الشهيد أبو القيعان حاول تنفيذ عملية دهس. ومن شدة عنصريتهم المهووسة، أوحوا أيضا بأن المربي الشهيد كان متماثلا مع تنظيم 'داعش'. وحرض إردان ضد النواب العرب.
"عرب 48"