تزامنا مع تحذيرات وزيرين في إسرائيل من أن الحرب مع غزة وشيكة جدا، يدعو رئيس مجلس الأمن القومي السابق الجنرال بالاحتياط غيورا آيلاند لنزع فتيل الانفجار من خلال تخفيف الحصار المفروض عليها كي لا تبقى داخل «طنجرة ضغط».
وفي حديث للقناة الإسرائيلية العاشرة أوضح آيلاند أمس أن حركة حماس تضطر لزيادة الاحتكاك والتوتر مع إسرائيل على خلفية الضغوط الاقتصادية – الاجتماعية من الشارع الفلسطيني. ويذكّر بأن غزة اليوم بمثابة دولة حدودها واضحة مجاورة فيها حكومة منتخبة، وأن الدول العربية والمجتمع الدولي التزموا بإعادة ترميم القطاع بعد شهر من انتهاء عدوان «الجرف الصامد» في 2014 .
ويتابع «للأسف تم وضع مهمة الترميم بيد مصر والسلطة الفلسطينية وهما غير معنيتين به لأن الأولى ترى بحماس خصما لها، والثانية متحاملة عليها بسبب علاقاتها التاريخية مع «الإخوان المسلمين» وهذا خطأ فادح لأنه لا يعقل إسناد مهمة حراسة الحليب لقطين كبيرين».
آيلاند الذي قال إن حماس حكومة شرعية منتخبة من قبل الفلسطينيين ومن الحكومات العربية القليلة المنتخبة من قبل جمهور واسع، غير معنية بالتصعيد، وإن هناك حالة تلاقي مصالح بينها وبين حماس رغم كونها عدوة شرسة.
ويعتبر أن مصلحة إسرائيل في غزة أمنية فقط ، فيما تبحث الأخيرة عن استقرار، ومع ذلك قال إنه اذا كان لا بد من الحرب فهناك عدة احتمالات ينبغي دراستها الآن ومبكرا منها ضرب القطاع من الجو، حملة برية لمحاصرة مدينة غزة، رافضا الإدلاء بتفاصيل.
جاء ذلك على خلفية التوتر الحاصل بين الطرفين منذ عدة أيام على خلفية هجمات إسرائيلية هي الأشد منذ 2014 ، وعلى خلفية تأكيدات وزيرين إسرائيليين أن الصراع الواسع مع غزة مسألة وقت قصير.
وكان وزير التعليم وزعيم حزب المستوطنين ( البيت اليهودي) نفتالي بينيت قد قال إن الحرب القادمة وشيكة، وإن السؤال الأساسي هو متى ستندلع هذه الحرب وليس إذا كانت ستندلع أم لا.
واستغل بينيت القصف العنيف الذي نفذته طائرات الاحتلال على قطاع غزة للتحريض على حماس ولعب دور الضحية، وقال إنهم «يستثمرون بأدوات القتل مكان بناء الحياة»، متناسيًا الحصار المطبق الذي تفرضه قوات الاحتلال على القطاع منذ 10 سنوات ونيف. ويدعي بينيت أن التهديد الوجودي لإسرائيل موجود ومستمر من قطاع غزة ومن لبنان، وأن الرد الإسرائيلي يجب أن يكون صارمًا، داعيا للانتصار عليها.
ويحذر من انتهاء الحرب بالتعادل، ملمحًا بذلك إلى العدوان الأخير الذي شنته إسرائيل على القطاع وانتهى بإعلان هدنة رغم اختلال موازين القوى العسكرية واستمرار حرب شرسة 51 يوما. ويدعو بينيت إلى استخدام أقصى قوة في الحرب المقبلة من أجل وضع حد للقذائف التي تطلق من غزة، قائلًا لمستوطني غلاف غزة «إن الحل الوحيد هو الحسم العسكري الكامل لوقف هذا الخطر».