أصدرت محكمة حيفا "الإسرائيلية" اليوم، قراراً يتم بموجبه إغلاق خزانات الأمونيا في حيفا فوراً، بعد قبولها التماساً تقدمت به بلدية المدينة.
يشار إلى أن الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصرالله هدد في شهر فبراير من العام الماضي 2016 بقصف حاويات الأمونا في حيفا في حال اندلاع حرب مع العدو "الإسرائيلي".
وحظيت تصريحات السيد نصرالله آنذاك التي تحدث فيها عن نتائج قصف حاويات الأمونيا في منطقة حيفا بوصفه أنها تعادل قنبلة نووية اهتماماً كبيراً تصدر عناوين الصحف "الإسرائيلية"، كما توقف الإعلام "الإسرائيلي" عند انتقاده العلاقة بين "إسرائيل" والدول العربية.
وعلق حينها محلل الشؤون العربية في القناة الثانية "الإسرائيلية" إيهود يعري قائلاً " إن السيد نصرالله، توجه إلى رئيس الأركان "الإسرائيلي" ايزنكوت، وقال له أنت لديك أفضل سلاح جو، وأنت قادر على فعل ما يحلو لك في لبنان، لكن أنا أستطيع أن أضرب حاويات "الأمونيا".
هذا وقالت القناة "الإسرائيلية" العاشرة "إن حزب الله يحلم بقنبلة نووية ويزيد من إشاعات السرطان في حيفا". فيما نقلت القناة السابعة عن عضو الكنيست عن المعسكر الصهيوني ياعل كوهن بارن قولها: "إن السيد نصرالله يعلم ما تحاول الحكومة "الإسرائيلية" إخفاؤه. وأضافت تعليقاً على كلام الأمين العام لحزب الله آنذاك "إن سكان حيفا يعيشون في خطر مزدوج، أمني وصحي، وفي الوقت الذي تنشغل فيه الحكومة في تأخير إغلاق حاوية الأمونيا، انكشف بنك أهداف نصرالله" متسائلة "هل يتعين وقوع كارثة حتى يستيقظ رئيس الحكومة ويدرك أن خليج حيفا سيشتعل؟
وفي تعقيب نادر من قبل وزير في الحكومة "الإسرائيلية" على كلام الأمين العام لحزب الله قال وزير البيئة "الإسرائيلي" أفي غباي "إن حاوية الأمونيا تمثل خطراً بيئياً وأمنياً.
وأضاف، نحن نعمل لإخراجها من مدينة حيفا من خلال إقامة مصنع لإنتاج الأمونيا في الجنوب".
وتحتوي حاويات الأمونيا في حيفا نحو 12 ألف طن من الغاز السام والمميت المعرض للانتشار والانفجار في أي لحظة، بسبب قصف صاروخي، أو هجوم عسكري، أو كارثة صناعية أو هزة أرضية.
وجاء في تحقيق نشرته صحيفة "معاريف" في آب/ أغسطس الماضي أن "أعداداً كبيرة من المستوطنين في شمال فلسطين معرضون لأحد أكبر التهديدات على حياتهم".
وتختلف تقديرات الخبراء "الإسرائيليين" حول عدد الإصابات المتوقعة في حال إصابة خزان الأمونيا الكائن في منطقة حيفا الصناعية إصابة مباشرة بصاروخ للمقاومة.
ووفقاً لبعض التقديرات "الإسرائيلية"، فقد يصل عدد القتلى والجرحى إلى بضعة آلاف فيما تحدثت أبحاث أخرى عن أن تسرب خُمس كمية الغاز الموجودة في خزان الأمونيا في خليج حيفا قد يؤدي إلى نحو 17 ألف قتيل، بالإضافة إلى 77 ألف إصابة أخرى فيما قد تصل تكلفة الخسائر الصحية لمثل هذه الكارثة الكيميائية إلى 30 مليار شيكل ناهيك عن الأضرار الواقعة على الممتلكات الخاصة والبنية التحتية والتي تقدر بعشرات المليارات.
وخلال حرب تموز عام 2006 بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، سقطت عشرات الصواريخ بجوار هذه المصانع ما دفع إلى انتقاد تقرير "مراقب الدولة" آنذاك سلوك قيادة "الجبهة الداخلية" بخصوص هذه المنشآت واصفاً إياه بـ "الخطير للغاية" لاسيما أن هذه المصانع محاذية جداً للتجمعات السكانية وتحوي كميات كبيرة من المواد الخطرة المتواجدة في مستودعات غير محصنة، وبعضها مكشوف على أسطح المصانع.
رغم أن نصرالله لم يقل بشكل مباشر إن المقاومة ستستهدف هذه الحاويات مكتفياً بنقل ما قاله الخبراء "الإسرائيليون"، إلا أن القلق الشديد الذي تركه كلامه في الأوساط "الإسرائيلية" حول مخاطر استهداف حاويات الأمونيا وغيرها من المنشآت الاستراتيجية، يبين أن تهديداته ما كانت لتخطر على بالهم، حتى في أحلامهم.