انتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب امس الأربعاء القضاء الفدرالي واصفا إياه بالـ"مسيس جدا" متهما القضاة الذين سيصدرون قرارا حول مرسومه المتعلق بالهجرة والذي علق تنفيذه، بتعريض أمن الولايات المتحدة للخطر.
وينتظر أن يصدر 3 من قضاة محكمة الاستئناف في سان فرانسيسكو، قبل نهاية الأسبوع قرارهم حول الاستئناف على قراره بحظر الهجرة الى الولايات المتحدة، الذي يعتبر أكثر قرارات ترامب اثارة للجدل.
وقال ترامب في اجتماع لمسؤولي إنفاذ القانون من أنحاء البلاد "لا أريد أن أصف محكمة بأنها منحازة وبالتالي لا أريد القول إن هذه المحكمة منحازة قبل صدور قرارها. ولكن القضاء يبدو مسيسا جدا".
ودافع ترامب عن مخططه لبناء جدار حدودي على الحدود الجنوبية مع المكسيك البالغ طولها نحو 790 كيلومتر، الهادف الى منع تدفق المهاجرين من دول أمريكا اللاتينية، واستجدى بالجدار "الإسرائيلي" على الحدود مع مصر، الذي شيّدته لوقف تدّفق اللاجئين الأفارقة القادمين من السودان واريتريا وغيرها.
وتساءل: "هل تعمل الجدران بنجاعة؟ إسألوا "اسرائيل"، إنها تعمل"!
ويأتي تصريح ترامب بعد أقل من أسبوعين منذ أن نشر رئيس الوزراء "الاسرائيلي" بنيامين نتنياهو تغريدة أبدى فيها دعمه لقرار ترامب ببناء جدار حدودي، ما أثار حفيظة المكسيك التي طالبته بالاعتذار عن هذا التصريح. إذ كتب في التغريدة "ترامب مدح الجدار الذي بُني بإرشادي عند حدودنا مع مصر".
وقال: إنها أوقفت تقريبا كليا التسلل بشكل غير قانوني إلى "إسرائيل". وقلت ردا على ذلك إنه محق. ردا على أقوالي قام بإعادة تغريد ما كتبته أنا".
وخلال لقائه مع مسؤولي القانون الذين يحملون رتبة "شريف" قرأ ترامب مادة قانونية أقرت قبل 65 سنة وتنص على أن الرئيس الأمريكي لديه صلاحية منع دخول مهاجرين اجانب الى البلاد اذا اعتبر مجيئهم "ضارا بمصالح الولايات المتحدة".
وقال ترامب إن "طالبا مستواه متواضع سيفهم هذا، أي كان سيفهمه"، ملمحا الى أن القضاة الذين يخالفونه الرأي لديهم نوايا سيئة.
"أمننا في خطر"
وقال الرئيس الأمريكي معلقا على جلسة محكمة الاستئناف "عندما نقرأ شيئا مكتوبا بهذا الوضوح ويفهمه الجميع ويأتي محامون لاحقا ... شاهدت واستمعت مساء أمس ولم أصدق اذني". معتبرا أنه يتوجب على قضاة سان فرانسيسكو تأييد المرسوم "احتراما للقضاء".
وأضاف ترامب "إنه أمر مؤسف ويوم حزين. أمننا في خطر" قبل ان يرسم صورة قاتمة جدا للولايات المتحدة في مجال الاجرام.
وأوضح "في 2016 استمر عدد الجرائم في المدن الكبرى في الارتفاع بشكل كبير. في الكثير من المدن الكبرى شاهدنا في 2016 ارتفاعا في عدد جرائم القتل والاغتصاب والاعتداءات وحوادث اطلاق النار".
ووصف الوضع في شيكاغو ثالث مدن البلاد التي تشهد حرب عصابات بأنه "مأساة وطنية". علما أنه كان قد هدد بإرسال قوات فدرالية الى شيكاغو في حال لم تتمكن الشرطة من السيطرة على الأوضاع هناك ووقف ما وصفها "بالمذابح" قاصدا الحروبات بين العصابات المختلفة.
وغرد في وقت سابق "إن لم تخرج الولايات المتحدة منتصرة من هذا الاجراء (في سان فرانسيسكو) لن ننعم أبدا بالأمن الذي هو من حقنا". وغالبا ما يربط ترامب بين الهجرة وزيادة الجرائم في الولايات المتحدة حتى وان لم تثبت أي دراسة جدية ذلك. بل على العكس أظهرت الابحاث أن المهاجرين يرتكبون جرائم اقل من المولودين في الولايات المتحدة.
ومنذ اعتداءات 11 أيلول/ سبتمبر 2001 ارتكب اميركيون او رعايا لا ينتمون الى الدول السبع المستهدفة بمرسوم ترامب اخطر الهجمات في الولايات المتحدة.
توتر بين السلطتين التنفيذية والقضائية
ومساء الثلاثاء عرضت حكومة ترامب حججها على القضاة الثلاثة في سان فرانسيسكو خلال اتصال هاتفي دام لأكثر من ساعة.
وأكد أوغوست فلنتجي محامي وزارة العدل أن المرسوم "يدخل تماما ضمن صلاحيات الرئيس" ويحترم الدستور.
على العكس منه، قال المدافع عن ولاية واشنطن نوا بورسيل إن على القضاء "الحد من تجاوزات السلطة التنفيذية" وحذر من أن اعادة تطبيق المرسوم "سيغرق البلاد مجددا في حالة من الفوضى" في اشارة الى الاستياء الدولي والتظاهرات التي أثارها.
ويندرج هذا النقاش في إطار توتر شديد بين السلطتين التنفيذية والقضائية منذ تولي ترامب مهامه.
ووصف الرئيس القاضي الفدرالي الذي علق تطبيق مرسومه بانه "شبه قاض" وأن قراره "معيب".
كما أقال وزيرة العدل بالوكالة سالي يايتس التي شككت في شرعية المرسوم. وعلى مجلس الشيوخ تثبيت خيار ترامب لرئاسة وزارة العدل جيف سيشنز.