كانت امنيتها الوحيدة ان تري ابنها احمد حيًا يرزق ويحقق حلمه بان يصبح طبيبا، لكن القدر كان اسرع واغمض الموت عين احمد، بعدما منعته سلطات الاحتلال الاسرائيلي من اجراء عملية قلب مفتوح داخل مستشفيات الخط الاخضر.
وكالة "سما الاخبارية "التقت بعائلة الطفل" احمد" والذي تمني ان يمهله القدر فقط ستة اشهر اضافية ليخوض امتحانات الثانوية العامة، الا ان القدر تجلي بانهاء حياته وترك في قلب امه غصة لن تتسي ولن تغفر، بعدما ساومها الاحتلال وعرض عليها التعامل معهم مقابل السماح لابنها بالعلاج. .
وتقول " عرضوا علينا التعامل معهم مقابل علاج احمد وعمل كل الاجراءات اللازمة له مع العلم انهم على دراية كاملة بان احمد يحتاج الي اجراء عملية قلب مفتوح، فما كانت ردة فعلي الا الصراخ في وجوههم "انتم تساوموني على حياة ابني .. انا افضل ان يموت في غزة ولا اقدم لكم ما تريدون ..هذا صعب".. ابتزاز المخابرات الاسرائيلية لم يتوقف عند امه فقط بل وصل بهم الامر الي ابتزاز" احمد" ذاته مقابل العلاج الا انه رفض وهو يعلم جيدا ان القدر لم يمهله الكثير من الوقت.
وتتابع والدة "احمد " قائلة "طلبوا احمد لاجراء مقابلة له في تاريخ ١٠اكتوبر من العام الماضي على حاجز ببت حانون - ايريز وبعد الموافقة على اجراء المقابلة مع المخابرات الاسرائيلية بدأت المساومة من جديد مقابل التعاون الامني.
و يقول والد احمد السيد حسن شبير "جردو احمد من كل ملابسه ورموا أدويته وطعامه، وانتظر ضابط المخابرات ساعات طويلة، وخلال المقابلة تفاجأ أحمد بالضابط يعرض عليه التعاون مع المخابرات الإسرائيلية وإعطاء معلومات عن عدد من جيرانه وأصدقائه ومعارفه".
ويضيف "صُدم أحمد، وقال لي إن ضابط المخابرات تحدث عن صحتي، وقال لي نحن نعلم أن وضعك الصحي صعب جدًا، ومستعدون لعلاجك، وسنجلب لك أمهر الأطباء، مقابل أن تتعاون معنا في بعض المعلومات عن معارفك وجيرانك".
وخلال المقابلة، رفض أحمد ابتزاز الضابط، وقال له إنه مريض ولا يستطيع أن يفعل ما يطلبه منه، فحاول ضابط المخابرات إغراء الفتى بالإشادة به وبذكائه، وأنه سيكون في أفضل حال.
وكان رد أحمد النهائي: "إذا بدكم (أردتم) تساوموني على العلاج، فعلاجي ليس على نفقتكم ومعي تغطية مالية من السلطة الفلسطينية، وأنا أفضل الموت على أن أوافق على طلبكم"، فرد عليه ضابط المخابرات: "ارجع إلى غزة وخلي أطباؤها يعالجوك". الشاب الجميل احمد كان يعاني من تشوهات خلقية في قلبه منذ ولادته سافر خلالها للعلاج اربعين مرة الا انه خلال العامين الاخيرين قوبلت محاولات سفره بالرفض لرفضه التخابر مع الاحتلال مفضلا العودة الي غزة دون ان يكون بائعا خائنا لوطنه.
احمد فضل الموت على الخيانة تاركا خلفه الاف المرضي الذين يصارعون الاحتلال والموت دون ان تسمح لهم هذه القوة المتغطرسة بالعلاج داخل مستشفيات الخط الاخضر ..والبقية تاتي.