أكد الناطق العسكري باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام "أبو عبيدة" أن القائد المجاهد محمد الزواري، ارتقى بعد أن ترك بصمات راسخة وخلّد اسمه في سماء فلسطين وعلى جدران المسجد الأقصى المبارك.
وقال أبو عبيدة في كلمة له خلال افتتاح نصب تذكاري للمهندس الزواري بمدينة رفح صباح اليوم :"كيف لا يرتفع اسم القائد الزواري هنا، وقد مرّ من هنا إلى غزة مرات عديدة ليشارك إخوانه في قيادة المقاومة بعلمه ومشروعاته وإبداعه، فأدخل إلى منظومات المقاومة إضافات نوعية في مجال طائرات الأبابيل".
وأضاف :"إنّ دم الشهيد القائد الزواري لن يذهب هدراً، وإن فاتورة حسابنا مع هذا العدو المجرم تزداد مع كل جريمة يرتكبها".
وأوضح أنّ الكتائب والمقاومة اليوم بألف خير بعون الله، وتسير على أرض صلبة وبخطىً واثقة نحو ما يسوء هذا العدو ويؤلمه ويدفّعه الثمن غالياً، بإّذن الله تعالى.
وشدد أن معركة تحرير فلسطين واسترداد ميراث الأنبياء على هذه الأرض هي مسئولية جماعية للأمة شعوباً وأنظمةً وقوىً وجماعات.
سيظل اسمه علماً
وتابع الناطق العسكري قائلاً :"نقف هنا اليوم في رفح، إذ تأبى المقاومة إلا أن تحتفي بشهيدنا المقدام وأن تخلّد للتاريخ والأجيال القادمة اسمه على بوابة فلسطين الجنوبية التي طالما كانت ممراً ومعبراً للفاتحين المنتصرين والمجاهدين المحبّين للأقصى وفلسطين".
وأوضح أنّ تخليد اسم شهيدنا الزواري في غزة له دلالات عميقة وأهمية خاصة: إذ إنّ من يتقدم خطوة لنصرة فلسطين ومجاهديها وأقصاها يرفع الله ذكره ويخلّد علمه وعمله، ويكتب له الحياة في قلوب الأحرار، ويمنحه وسام المجد وشرف الشهادة في سبيل الأقصى.
وأشار إلى أن القائد الزواري أبى على نفسه أن يكون رقماً مجرّداً في سجل العلماء والمبدعين أو يكون اسماً عابراً في ذاكرة الأجيال، فحقق الله أمنيته قبل استشهاده وبعد استشهاده، وسيظل اسمه علماً يرفرف في سمائنا مع كل طائرة أبابيل ومع كل صاروخ يدك حصون الأعداء وقنبلة تقض مضاجع المحتلين في البرّ والبحر والجوّ بإذن الله تعالى.
وشدد على أن استراتيجية المقاومة في العمل ضد العدو داخل حدود فلسطين لم ولن يجعلها تتنكر لدور الطاقات المبدعة والدعم مختلف الأشكال بالمال والسلاح والخبرات من أمتها، فهي تدرك أنّ قضية فلسطين ليست قضية جغرافيا أو صراع سياسي داخلي بين شعبٍ ومحتل فحسب، بل هي قضية أمة وصراع وجود وحضارة وتاريخ.
ما خفي أعظم
وأضاف أبو عبيدة أنّ ما تكشّف حديثاً مما يسمى بتقرير مراقب الكيان الصهيوني حول نتائج حرب عام 2014 ليؤكد من جديد حجم الخسارة والفشل والتخبط الذي مني به العدو في هذه المعركة وإنّ الأيام ستحمل المزيد من دلائل هذا الفشل والإخفاقات الكبيرة وفي ملفات أكبر وأخطر من مجرد طريقة إدارة قيادة العدو للحرب.
وأكد أن معركة الاعداد وصراع العقول الذي أدارتها المقاومة ولا تزال مع هذا العدو تثبت كل يوم بأن قيادة المقاومة انتصرت على غطرسة وكذب وتضليل قيادة العدو، وما خفي أعظم، بفضل الله تعالى.
ودعا أبو عبيدة شباب الأمة وعلماءها ومبدعيها للاقتداء بالشهيد القائد محمد الزواري وغيره من الجنود المجهولين، وأخذ زمام المبادرة وبذل كل جهدٍ لإسناد المقاومة في فلسطين، فمن لمح سمو الهدف هان عليه عناء الأسلوب والوسيلة والطريقة.
ووجه التحية للشعب الفلسطيني وقواه المقاومة التي تشارك في طريق الاعداد والجهاد، وإلى أرواح شهدائنا البررة وعلى رأسهم شهداء الإعداد، والتحية للجرحى والمصابين وللأسرى الاحرار المنتظرين لفجر الحرية القريب بإذن الله.