مشكلات اللثة.. غضب يعكر صفو الابتسام

الخميس 26 يناير 2017 12:03 م / بتوقيت القدس +2GMT
مشكلات اللثة.. غضب يعكر صفو الابتسام



وكالات / سما /

الوجه مرآة التواصل بين الناس وتزينه الابتسامة التي تعد المدخل إلى نفوس الآخرين وقلوبهم، ولكن ما إن يكون لدى المريض ابتسامة غير جميلة، حتى يحاول إخفاءها، إما بوضع يده على فمه أثناء الابتسام أو تورية وجهه أثناء الضحك أو محاولة الابتسام من دون تحريك الشفاه مظهراً ابتسامة مصطنعة، وتؤكد الدكتورة سنان أمجد لطفي، اختصاصية جراحة الفم والوجه والفكين أن الابتسامة اللثوية تعتبر من العيوب التي تحتاج للتدخل الطبي، أما الأسباب، فمنها ما يتعلق بالأسنان، حيث تكون قصيرة أو ما يتعلق بقصر الشفة العلوية، ومنها ما يتعلق بالعظام المحيطة بالأسنان واللثة، وبالتالي اضطراب علاقة اللثة مع القواطع العلوية وأسوأ الحالات ما يتعلق بعظم الفك العلوي، حيث يكون الفك العلوي بأكمله متدنياً.

تعرف الابتسامة اللثوية بظهور كمية زائدة من نسيج اللثة ما يقارب 4 ملم عند الابتسام، وهذا العيب قابل للعلاج بالطرق المحافظة أو الجراحية، وذلك حسب الحالة المرضية وشدتها.

من الطرق المحافظة التي يلجأ إليها الطبيب حقن البوتوكس في العضلة الرافعة للشفة العلوية ما يجعل العضلة في وضع استرخاء وغير فعالة، ولكن لسوء الحظ هذه الطريقة مؤقتة ولا تدوم أكثر من ستة أشهر، كما أن لحقن البوتوكس اختلاطات من شلل في الشفة العلوية وصعوبة في نطق بعض الأحرف، وفي بعض الحالات سيلان اللعاب لا إرادياً من الفم.

التوازن الجمالي

تضيف الدكتورة سنان: «من الطرق الأخرى المحافظة إجراء تطويل لتاج السن بهدف إعادة التوازن الجمالي بين نسيج اللثة والأسنان لتظهر طبيعية وذلك بإزالة اللثة الحرة فوق السن بالطرق الجراحية باستخدام المشرط أو الليزر وأحياناً يلجأ الطبيب إلى إزالة جزء من العظم المغطي للسن، لإظهار أكبر كمية من السن، وهذه الطريقة لها عيوبها في احتمال حدوث حساسية في الأسنان.

يلجأ الطبيب أحياناً إلى مشاركة المعالجات المحافظة مع الجراحية للحصول على نتائج مرضية للمريض، ويلجأ الأطباء غالباً للطرق الجراحية في حالات التطاول الزائد للفك العلوي التي لا يمكن تصحيحها إلّا بالمعالجة الجراحية التقويمية حيث يجري الجراح فيها عملية لرفع الفك العلوي، تحت التخدير العام ويقوم الجراح بكسر الفك العلوي أفقياً، وإزالة قسم من العظم وإعادة تموضعه بشكل ينقص فيه ارتفاع الهيكل الوجهي، وبالتالي إنقاص كمية ظهور اللثة أثناء الابتسام، وتجرى هذه العملية بالمتابعة مع طبيب التقويم».

علاج جراحي

تشير الدكتورة سنان أمجد إلى إمكانية إجراء جراحة تنزيل الشفة العلوية بالتخدير الموضعي وذلك باقتطاع جزء من الغشاء المخاطي الفموي الشفوي من الداخل وإعادة خياطة باطن الشفة العلوية في مكان أكثر انخفاضاً بعد إزالة جزء من الغشاء المخاطي المغطي للفك العلوي، وبخفض الشفة تصبح حركة الشفة محدودة وغير قادرة على الارتفاع وتستغرق مدة هذه الجراحة 45 دقيقة، وتعطي نتائج تجميلية جيدة.

وأيضاً هناك عيوب أخرى تظهر أثناء الابتسام، وهي التصبغات القتامينية للثة عند المرضى ذوي البشرة السمراء والمرضى المدخنين، وطرق إزالتها بسيطة إما باستخدام طريقة الكشط الجراحي أو ليزر الأغشية المخاطية الحديث، ومن هذه الطرق العديدة يكون الطبيب صاحب القرار في اختيار أي طريقة تناسب حالة المريض.

صحة اللثة

يقول د.أحمد طلبة سليم، طبيب الأسنان «لا تقل أهمية صحة اللثة والمحافظة عليها عن صحة الأسنان، بل وتجميل اللثة أيضاً لا يقل أهمية عن تجميل الأسنان، فغالباً تجميل اللثة خطوة أساسية وضرورية قبل وبعد تقويم الأسنان أو تجميلها ولا يوجد شخص لم يعانِ من مشاكل اللثة، فكل إنسان تمر عليه بعض الأوقات لا يهتم كثيراً بنظافة فمه بشكل عام، ولا يعتني بها، وهذا بدوره يؤدي إلى مشاكل متعددة تصيب اللثة ويوجد العديد من العادات الخاطئة التي نمارسها يومياً، وتؤثر على صحة اللثة وصحة جسمنا بشكل عام.

يضيف د.أحمد: توجد عدة أسباب تؤدي إلى التهاب اللثة وتورمها وتغير لونها، ولكي تستطيع أن تتجنبها، وتحذر منها قدر الإمكان، ولا تعانيها في المستقبل لابد من التعرف إليها وتتلخص في:

} تَغير الهرمونات في جسم المرأة أثناء فترة الحمل، وأيضاً تعرض جسمها لفقد الكثير من الفيتامينات والكالسيوم التي تذهب غذاء للجنين؛ ما يؤدي لحدوث ضعف في جسم المرأة بشكل عام وبالخصوص في اللثة، ويؤدي أيضاً لتورمها وظهورها بشكل غير جيد، ولذلك يجب زيارة طبيب الأسنان بشكل دوري أثناء فترة الحمل.

} إهمال نظافة الفم، وعدم الاهتمام بتنظيف الأسنان واللثة كل يوم، وعدم التخلص من بقايا الطعام التي تَعلَق في الأسنان، وتتراكم وتسبب تكون الجير وتراكم البكتيريا على اللثة.

} العدوى البكتيرية، وتراكم الجراثيم في اللثة والفم.

} بعض أنواع الأدوية التي قد يكون لها أعراض جانبية، وتُؤثر على صحة اللثة ولونها.

} أثناء فترة تقويم الأسنان ومع عدم الاهتمام بنظافة الأسنان يؤدي إلى تورمها ونزولها على الأسنان.

} التدخين والكحول والمخدرات تؤثر كثيراً في صحة اللثة ولونها.

تحذير طبي

يحذر د.أحمد من احمرار اللثة والتهابها وتورمها وتغير لونها لأنها تعتبر أمراضاً خطرة، وإذا تركت بلا علاج قد تؤدي إلى مشاكل صحية أخرى أكثر خطورة، وإذا شعرت بأن مشكلة اللثة لديك تتفاقم كحدوث نزيف مثلاً فلا بد من زيارة طبيب الأسنان، فمهما اختلف السبب وراء مرض اللثة، فيجب أن تُسرع في العلاج من هذه المشكلة، والتخلص منها في أسرع وقت؛ كي تحافظ على صحتك بأفضل حال.

ويضيف د. طلبة: أهم طرق علاج اللثة والمحافظة على صحتها الحفاظ على فمك نظيفاً، وذلك بالقيام بتنظيف الأسنان بعد الأكل بالفرشاة والمعجون (3 مرات يومياً)، إضافة إلى الذهاب لطبيب الأسنان بشكل دوري (كل 3-6 أشهر) كي يشخص حالتك ويقوم بالتنظيف الدوري لأسنانك (بجهاز الألتراسونك) من الجير والذي يؤثر بشكل مباشر على صحة اللثة.

يشير د.أحمد إلى أنه في حالة تورم اللثة أو تغير لونها وشكلها يتدخل طبيب الأسنان جراحياً أو بالليزر، حيث يتم قص الأجزاء المتورمة والزوائد منها ليعيد اللثة إلى شكلها الطبيعي ويجملها بالشكل الأمثل المتناسق مع شكل المريض وأسنانه، فقبل عملية تجميل الأسنان يجب إعادة اللثة للشكل الجمالي الطبيعي لها، وأيضاً غالباً ما يصحب علاج الأسنان بالتقويم إذا استمر فترة طويلة تورم اللثة ونزولها على الأسنان، فبعد إزالة التقويم الثابت يقوم الطبيب بقص الزوائد وإرجاع اللثة إلى شكلها الأمثل.

توجد سلبيات كثيرة لعلاج اللثة جراحياً، ومنها نزيف اللثة وتألم المريض لفترة غير قليلة بعد العلاج، وبالتالي علاج اللثة بالليزر هو أحدث طرق علاجها والأمثل بالنسبة للطبيب والمريض.

استخدام الليزر

يقوم الطبيب باستخدام جهاز الليزر في قص الزوائد من اللثة من غير أي نزيف، وبالتالي يتمكن الطبيب من رسم اللثة بشكل واضح ومثالي، دون أي تدخل لأي نزيف وبالتالي تكون الرؤية واضحة تماماً للطبيب أثناء عملية قص الزوائد، ويستخدم جهاز الليزر في تفتيح لون اللثة الغامق الناتج عن التدخين أو بعض الأدوية، ويتم ذلك أيضاً من غير نزيف أو ألم أثناء وبعد عملية التفتيح.

يستخدم الطبيب المخدر في عملية قص أو تفتيح اللثة، وقد يصحب المريض بعض الآلام البسيطة بعدها، ولكنها أقل بكثير من علاج اللثة جراحياً، ويستمر الألم فترة قليلة خصوصاً في عملية تفتيح اللثة ويزول تماماً بمُسكن من وصف الطبيب لمدة لا تزيد على يومين، ويستخدم جهاز الليزر أيضاً في علاج الكثير من أمراض اللثة الأخرى كالتقرحات اللثوية بطريقة سريعة وبشكل غير مؤلم.

الامتناع عن الضحك

وعن مشكلة الابتسامة اللثوية يقول د. عمرو الهادي حامد، طبيب الأسنان، «تعتبر من أكبر المشاكل المسببة للشعور بالحرج لدى الكثير من الأشخاص الذين يعانونها، و قد يصل الأمر عند البعض منهم إلى حد التقليل أو الامتناع عن الضحك بصورة طبيعية ما ينعكس سلباً على الحالة النفسية للشخص ويؤدي إلى قلة الثقة بالنفس، وبفضل التطور الكبير الذي يشهده طب الأسنان أصبحت هناك الكثير من طرق العلاج الناجع لهذه المشكلة، والجدير بالذكر أن معظم هذه العمليات العلاجية تتم تحت تأثير التخدير الموضعي ويمكن للمريض ممارسة حياته بصورة طبيعية في نفس اليوم».

أساليب العلاج

يؤكد د. عمرو اختلاف طرق وأساليب علاج الابتسامة اللثوية باختلاف سبب الحالة ومقدار اللثة الظاهرة أثناء الضحك، فإذا كان السبب ناتجاً عن زيادة في حركة الشفة العليا، وتحدث بسبب انقباض عضلات الشفة العليا بدرجة أقوى من الانقباض الطبيعي، بحيث يؤدي إلى ارتفاع شديد في الشفة العليا، وبالتالي إلى انكشاف وظهور جزء كبير من اللثة أثناء الضحك، وفي أحيان أخرى، قد تحدث أثناء الكلام، تعالج هذه الحالة بعدة طرق، منها حقن البوتكس، بحيث يتم حقن المادة في العضلات الرافعة للشفة العليا بغرض تقليل قوة حركة العضلة، وبالتالي تقليل حركة الشفة العليا إلى الأعلى ومن فوائد هذا العلاج أنه يتم من دون الحاجة إلى التدخل الجراحي أو عن طريق جراحة إعادة تموضع الشفة، حيث يقوم طبيب الأسنان بإنزال الشفة العليا وتثبيتها إلى الأسفل جراحياً للحد من الحركة الزائدة للشفة، وتتم هذه العملية تحت تأثير المخدر الموضعي خلال دقائق في عيادة الأسنان، ومن فوائد هذه العملية أنها تعتبر حلاً دائماً، ولا يحتاج المريض إلى إعادة إجرائها مرة أخرى بعكس حقن البوتكس التي تحتاج إلى إعادة الحقن كل 6 أشهر بحسب الحاجة.

قطع الجزء الزائد

يضيف د. عمرو، أمّا في حالة وجود خلل في نسبة طول تاج السن إلى اللثة فيختلف الوضع، إذا كان السبب زيادة في نمو اللثة فقط، في هذه الحالة يقوم الطبيب بعلاج اللثة بقطع الجزء الزائد منها، ورسم حواف اللثة مع الحفاظ على شكلها الطبيعي، وإذا كان السبب زيادة في نمو اللثة والعظم معاً، فالحل الأمثل لهذه الــحالة عمـــلية إطالة تــــاج الأسنان الأمامية.

زيادة الميل

وأخيراً يشير د. عمرو، إلى أنه يجب على الطبيب المعالج مراعاة المعايير الجمالية للابتسامة، بحيث يكون الجزء الظاهر عند الابتسامة يراوح بين 1و3 ملم وحواف اللثة متوافقة مع حواف الأسنان الأمامية، وإذا كان هناك خلل في وضعية الأسنان الأمامية بسبب زيادة الميل الأفقي أو العمودي للأسنان يتم العلاج عن طريق العلاج التقويمي بواسطة مختص تقويم الأسنان في حالة اقتصار الخلل على وضعية الأسنان فقط، أما إذا كان الخلل يشمل وضعية الأسنان والفك العلوي معاً ففي هذه الحالة لابد من اللجوء إلى الحل الجراحي لرفع الفك إلى الأعلى، وتتم هذه العملية تحت تأثير التخدير الكامل بواسطة جراح الأسنان ومختص تقويم الأسنان.