الاسماك المصرية تخترق الحصار الى اسواق غزة

الأحد 22 يناير 2017 08:10 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الاسماك المصرية تخترق الحصار الى اسواق غزة



غزة \سما\

يشكو صيادو غزة من انتشار الأسماك المصرية في الأسواق الغزية، ما يزيد من الأعباء الاقتصادية التي تواجههم في ظل الحصار البحري واعتداءات الاحتلال المتصاعدة بحقهم، وفي المقابل أبدى تجار أسماك ومواطنون ارتياحهم لعودة الأسماك المصرية إلى قطاع غزة؛ بسبب تدني سعرها مقارنة بالأسماك المحلية وسدها العجز في سوق الأسماك.

الصيادون يشتكون
وقال صيادون: إن الأسماك المهربة بدأت تدخل إلى الأسواق عبر الأنفاق بين غزة ومصر منذ عشرة أيام رغم توقفها فترة طويلة.

وقال مسؤول اتحاد لجان الصيادين في اتحاد العمل الزراعي زكريا بكر: يدخل إلى غزة بشكل يومي ما يقارب من طنين من الأسماك المصرية، في ظل انعدام أي رقابة على الأسماك، ما ساهم في ضرب سوق السمك في القطاع.

وأكد بكر لـ"الأيام الالكترونية" أن الأسماك المهربة تدخل إلى غزة وتباع في الأسواق إلى جانب السمك الغزي لتزيد من الأعباء الملقاة على عاتق الصياد، منوهاً إلى أن السمك المهرب يصل إلى القطاع فاسداً، لأنه يمكث عدة أيام حتى يتمكن المهربون من إدخاله وتجاوز الحواجز في الجانب المصري.

وتابع: عندما تصل الأسماك المهربة إلى الأسواق تقل أسعار السمك المباع، حيث اشتكى الصيادون من انخفاض أسعار السمك إلى النصف.

وقال: قبل عشرة أيام كان كيلو السمك من نوع لوكس يباع في الأسواق يباع بـ 80 شيكلاً فقط، أما اليوم يباع الكيلو الواحد بـ 40 شيكلاً فقط.

وأشار إلى إن استمرار إدخال الأسماك المهربة سيضر بنحو 4000 صياد يعملون في قطاع غزة، إضافة 1500 عامل يعملون في مهن مرتبطة في مهنة الصيد، لافتاً إلى أن العدد الإجمالي للذين يعتمدون على مهنة الصيد يصل إلى 60 ألف مواطن.

وأضاف: "بدلاً من تعزيز صمود الصيادين يتم السماح للمهربين بمنافستهم وزيادة خسارتهم. وطالب بكر بعزل أماكن بيع السمك المستورد والمهرب عن السمك المحلي، وتخصيص نقاط بيع محددة له بعيداً عن حسبة السمك المعروفة التي يجب أن تخصص للسمك الغزي.

سد العجز
في المقابل، قال تاجر الأسماك أيمن أبو حصيرة: إن كمية الأسماك الطازجة التي تدخل من مصر أسبوعياً تتعدى الثلاثين طناً، غالبها أسماك مزرعة في برك في محيط منطقة دمياط، خصوصاً من صنفي الجرع والبوري.

ووصف أبو حصيرة خلال حديث لـ"الأيام الالكترونية" جودة هذه الأسماك بالجيدة والمقبولة خصوصاً في فصل الشتاء.

ويباع كيلو الجرع المصري بعشرين شيكلاً مقابل أكثر من 70 شيكلاً للجرع المحلي البحري، فيما يتراوح سعر كيلو البوري المصري ما بين 15 و20 شيكلاً مقابل 30 شيكلاً للبوري المحلي البحري.

وأكد أبو حصيرة أن استيراد الأسماك المصرية ساهم بسد العجز الكبير في الأسماك الطازجة في القطاع بسبب تراجع محصول الصيد البحري بشكل كبير جداً خلال الأشهر الأخيرة.
وقال: إن القطاع يشهد عجزاً غير مسبوق في الأسماك المصطادة محلياً والتي أصبحت تشكل أقل من 5 في المئة من الأسماك الموجودة في الأسواق.

أما تاجر الأسماك بلال أبو جاسر فاعتبر أن عودة دخول الأسماك المصرية مرة أخرى أحيا تجارة الأسماك في القطاع بعد أن كاد يغادر المهنة بسبب نقص الأسماك المحلية الطازجة.
ووصف أبو جاسر صاحب محل لبيع الأسماك في مخيم الشاطئ الإقبال على شراء الأسماك المصرية بالممتاز؛ بسبب تدني سعرها مقارنة بالأسماك المحلية.

وأضاف أبو جاسر: إن المواطنين يرغبون بشراء الأسماك الطازجة بغض النظر عن مكان استزراعها، خصوصاً عندما يكون سعرها متدنياً.

واعترف بأن الأسماك المصرية المهربة أعادت الحيوية لأسواق الأسماك التي شهدت خلال السنوات الماضية مصاعب كبيرة بسبب تدني كميات الأسماك المحلية.

وقال أبو جاسر إن المواطنين متعطشون للأسماك الطازجة، وهذا ما يفسر الإقبال الواضح من المواطنين على شراء الأسماك المصرية الطازجة.

أما التاجر إسماعيل أبو صبحي فيأمل بأن يتمكن التجار والمهربون، خلال الأيام القادمة، من إدخال أنواع أخرى من الأسماك المصرية بعد أن تشبعت الأسواق بشكل نسبي بنوعي البوري والجرع.

وقال أبو صبحي: إن المواطنين يرغبون برؤية أنواع أخرى من الأسماك وبكميات كبيرة كالسروس والدنيس والكنعن والمنفاخ والمليطة وغيرها من الأنواع الأخرى التي كانت تدخل قبل أربع سنوات.

وأوضح أبو صبحي أن الكميات المهربة تزداد يوماً بعد يوم، وهو مؤشر إيجابي على إعادة الحركة والنشاط لتجارة الأسماك في القطاع، بعد أن أصبح سكان القطاع يعتمدون على الأسماك المجمدة المستوردة من الهند وأميركا اللاتينية، في ظل تدني كميات السمك المحلي ووقف عمليات التهريب من مصر خلال السنوات الأربع الماضية.

ولا يعتقد التاجر محمد الغندور أن يؤثر توفر الأسماك المصرية على أسعار السمك المحلي الذي يمتاز بطعمه ومذاقه المميز والشهي وله زبائنه.

وقال لـ"الأيام": إن الأسماك المحلية تحافظ على أسعارها بسبب عدم قدرة الأسماك المهربة على مجاراة جودتها غير الموجودة حتى في الأسواق الإسرائيلية.

بدوره، قال المواطن حسام بشير: إن الأسماك الطازجة تظل أفضل من الأسماك المجمدة التي يتم استيرادها من بيئة غير معروفة.

وأضاف بشير: إن وجود الأسماك الطازجة في الأسواق أتاح الفرصة له لشراء الأسماك أكثر من مرة في الأسبوع، خصوصاً مع تدني أسعارها مقارنة مع أسعار ما يتوفر من كميات قليلة جداً من الأسماك المحلية.

ويأمل بشير في أن يتواصل إدخال الأسماك من مصر بعد سنوات من الحرمان. 

عن الايام