نقل السفارة الأمريكية إلى القدس .. أمر طبيعي !! محمد يوسف الوحيــدي

الجمعة 20 يناير 2017 07:42 ص / بتوقيت القدس +2GMT
نقل السفارة الأمريكية إلى القدس .. أمر طبيعي !! محمد يوسف الوحيــدي



ما الذي يمنع أمريكا من نقل سفارتها إلى القدس المحتلة ؟ ما الذي يمنع إعترافها بيهودية الدولة ، و أن القدس عاصمة الإسرائيليين الأبدية ؟  ما الذي منع نتنياهو من بناء المزيد من المستوطنات ؟ و التبجح في وجه العالم ، صفع العرب و المسبمين على وجوههم كل يوم ، صباحاً و مساءً ؟ بالله عليكم ما يمنعهم ؟

ما الضرر الذي سيقع على أمة ثلاثة أرباعها تحبو على ركبها أمام السيد أزرق العينين ، و تضع كل أو جُل ما تملك في بنوكهم ، و تتعامل بدولارهم ، و تُرضع شركاتهم ومصانعهم و بيوتهم و سياراتهم وطائراتهم ودباباتهم بنفطها و غازها ؟؟

ما الغريب وقد أحرق الأقصى منذ خمسين سنة ولم يحدث شئ ؟

ما العجب و قد إحتلت فلسطين ، و لبنان ، و ضرب قصر الرئيس العربي السوري ألف مرة ، و فضت عذرية لبنان مائة مرة حتى نخاع بيروت ، و لم يتصدَ إلا الفلسطيني و اللبناني ، بعد أن إنتهيا من قتل بعضهما البعض ...

ما المانع و المسيحيون العرب منشغلون في الشكوى و الولوله ، و البكاء على جدار الفاتيكان مرة و البيت الأبيض مرات ، و منشغلون في إقامة المحطات التلفزيونية لمهاجمة النبي محمد و القرآن و لا يقل لي أحد أنهم عملاء و خارجون ...

و لم الإستغراب و المسلمين سنة و شيعة منشغلون في تحليل السبي و زواج المتعة ، و الإختلاف على من قتل علي و الحسين ، ولعن الصحابة و قدح  السيدة أسماء ، أو ذم معاوية و يزيد و من تلاهم من الصناديد ، و من أحق بقيادة الدولة ، عليّ أم أبا بكر يا ترى ؟؟ وهم لا يقصرون أيضاً ، جرب و قم بجولة على القمر الفضائي عبر تلفزيونك ، و شاهد الكم المهول من القنوات المتخصصة : السنة ضد الشيعة و الشعية ضد السنة  !!

ولماذا لا ينقل السفارة ، و يلغي اي إتفاق ، بحجة الأنفاق ، و الإنقسام ، و الإنفصال ، فالفلسطينيون أساساً  غزيين و ضفاويين ، و بينهما داحس و الغبراء ، و ينعتون رئيسهم  بما يشبه نعوت الشيعة للسنة ، و الآخرين ينعتون مشايخهم و قياداتهم بما يشبه نعوت السنة للشيعة .. يذبح بعضهم بعضاً ، و يخون بعضهم بعضاً ..

ما الذي سيقلق ترامب أو نتنياهو و هو يشاهد اصحاب القات ، يفجر بعضهم بعضاً ، و تتزعمهم سخيفة  يمنحونها جائزة نوبل ، فتقيم الدنيا في اليمن السعيد ، لإستعادة المجد التليد ..

فليقل لي أحد ما المانع أن لا تقوم إسرائيل بضم القدس ؟ و الضفة ؟ و إعلان يهوديتها ؟ و الإبقاء على الجولان إسرائيلياً خالصاً ، و طائرات ملوك و أمراء و مشايخ و ووزراء وجال أعمال و علماء و كتاب و صحفيين من العرب و المسلمين تحط آناء الليل و أطراف النهار في مطار بن غوريون ؟ و مكاتب التمثيل التجاري و الإقتصادي و الثقافي ناهيك عن السفارات التي ( يجب الإبقاء عليها حتى يكون هناك قناة إتصال لتوصيل صوت إخواننا الفلسطينيين ) تتمدد ما بين المحيط و الخليج ؟؟

أين هي ليبيا و بترول ليبيا و غاز ليبيا ؟ برتش بتروليوم تحكم ليبيا ، و شمال العراق ، دولة للكرد على الأبواب ، و العراق يحارب بعضه بعضاً .. و تونس تبحث عن هوية ، و مصر غارقة في محيط من المشاكل ، و المغرب يناور بين الإخوان و السلفيين و اليهود و الملكيين ..

ما الذي يخيفهم من أمة وهم يراقبون إهتماماتهم يومياً على صفحات التواصل الإجتماعي ، يتحدثون عن اي شئ و كل غث و نفاق ووشاية حتى عن أنفسهم ، و يثبتون أنهم أجوف من طبل ، و أنهم الأعلى في متابعة مواقع الجنس و العنف ، و الأكثر إنشغالا في معارضة أي شئ و كل شئ ، و الأكثر إفتاء في أمور الدين و الدنيا ، و أن حياتهم أضحت إفتراضية أكثر منها حقيقية ... بالتالي ، نقل السفارة ، هو الأمر الطبيعي و الملائم لهكذا أحوال ، و غير الطبيعي هو عدم نقلها و عدم إستغلال هذا الوضع المزري و المخزي للعرب .

في لحظة ما ، يصل الفرد ، سواء أكان عادياً أم نبياً إلى نقطة اللارجوع ، نقطة إنعدام الوزن ، وهي ذاتها ما وصل إليها حتى نبي الله يونس  (وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا ) .. وحالة إنعدام الوزن هذه ، نتيجتها واحد من إثنين ، إما الإنعطاف بقوة نحو التطرف و الإنفلات و الإرهاب و الجريمة و العنف ، أو الإنسياق الكامل و العبودية التامة المبنية على  حالة من الغيبوبة الذهنية و الإيمان العميق بالدونية وفقدان الآدمية ..

بالتالي ، و الحال كذلك ، لو كنت مكان نتنياهو و ترامب و الغرب ، هل تحسب حساباً لأي عربي ، سواء من الشعب أو الحكام ؟