أظهرت دراسة جديدة أن الرضع الذين يعانون من المغص قد يبكون لفترات أقل بعد تلقيهم علاجا مخففا من خلال الوخز بالإبر لكن نتائج الدراسة محل خلاف إذ لم يقتنع الجميع بأن مثل تلك الطريقة مفيدة للرضع.
وخلص باحثون من السويد إلى أن الرضع الذين تلقوا علاجا بالوخز بالإبر لمدة أسبوعين أصبحت فترات بكائهم أقصر وقلت احتمالات إصابتهم بالمغص مقارنة بالرضع الذين يتلقون الرعاية العادية، وقالت الدكتورة كايسا لاندجرين كبيرة الباحثين في هذه الدراسة بجامعة لوند لرويترز "ليس هناك علاج طبي آمن مؤثر لكن من الممكن تجربة مكمل غذائي يحتوي على بكتيريا لاكتوباسيلس روتري المفيدة للأمعاء."
وأضافت أنه ربما يتعين على آباء وأمهات الرضع الذين يبكون لأكثر من ثلاث ساعات في اليوم التفكير في استبعاد حليب الأبقار من غذائهم وقالت "أما بالنسبة للرضع الذين يظلون يعانون من المغص فالعلاج بالحد الأدنى من الوخز بالإبر يبدو آمنا وفعالا."
وقالت لاندجرين والباحثة إنجر هالستروم في دورية (أكيوبانكتشر إن ميدسن) إن ما يتراوح بين عشرة و 20 بالمئة من الأسر لديها رضع يبكون بحرقة، وفي الدراسة الجديدة قامت الباحثتان بتجربة نوعين من العلاج بالوخز بالإبر إضافة للرعاية العادية على مجموعة رضع أصحاء تتراوح أعمارهم بين أسبوعين وثماني أسابيع وتابعتا حالاتهم بزيارات منتظمة.
وإجمالا أكمل 147 رضيعا التجربة التي استمرت أسبوعين. وقالت الدراسة إن الرضع الذين تلقوا العلاج بالوخز قلت فترات بكاؤهم مقارنة بمن تلقوا العلاج العادي، فعلى سبيل المثال قل الوقت الذي يقضيه الرضع في البكاء ممن تلقوا الوخز بالإبر في آخر زيارة بنسبة 40 بالمئة مقارنة بأول زيارة لهم فيما قل الوقت بنسبة 20 بالمئة بين من تلقوا علاجا تقليديا.
لكن المشاركين في الدراسة كانوا أقل عددا من أن تصل إلى نتيجة بشأن ما إذا كان أحد نوعي الوخز بالإبر يفوق الآخر فاعلية. إضافة إلى ذلك أبدى خبراء الإحصاء الذين اطلعوا على الدراسة لصالح (ساينس ميديا سنتر) -وهي خدمة إخبارية علمية مقرها بريطانيا- قلقهم من أن يكون آباء وأمهات الرضع المشاركين في الدراسة قد تمكنوا من تخمين نوع العلاج الذي يتلقاه أطفالهم بما قد يتسبب في تحيز النتائج. كما أشاروا أيضا إلى أن دمج نتيجتي مجموعتي الوخز بالإبر الذي قامت به الدراسة يمكن أن يكون مصدرا محتملا للتحيز.
كما انتقد خبير إحصاء آخر في بريطانيا الدراسة في بيان قائلا إنها تظهر عكس ما خلص إليه الباحثون، وقال "نعلم أن الرضع الذين يعانون من المغص يستجيبون للحد الأدنى من الانتباه لهم وتلك التجربة تثبت أن القليل من الاهتمام الإضافي سيأتي بتأثير... وبالتالي فالنتيجة التي ظهرت ليست متصلة بالضرورة بالوخز بالإبر."