شهدت ندوة أقامها معهد ترومان للدراسات والتي عقدت الثلاثاء في الجامعة العبرية بالقدس مشاحنات كلامية بين عدد من الحضور وهم من الطلاب العرب ، وضيف الندوة وهو المعارض السوري عصام زيتون المنسق بين الجيش السوري وفصائل معارضة مسلحة أخرى، من جهة والمجتمع الدولي من جهة اخرى.
وكان مركز ترومان قد دعى زيتون ليقدم شرحا وافيا " عن الوضع في سوريا والعالم الذي لا يحرك سكنا إزاء ما يحدث هناك وعن العلاقات الراهنة مع إسرائيل"، الامر الذي لاقى اقبالا منقطع النظير من الجمهور اليهودي، حيث يستدل ذلك من عدد الحضور الذي حضر الى القاعة المقامة بها الندوة.
وتحدث زيتون في بداية مداخلته عن " المساعدات الإنسانية التي تقدمها إسرائيل للشعب السوري"، علما أن التلاسنات بدأت عندما اتصل زيتون عبر السكايب بأبرز ضباط الجيش الحر وهو العقيد الركن المنشق أبو صخر، طالبا منه "أن يصف الحياة الصعبة التي يعيشها الشعب السوري تحت الحصار" قائلا له إنه سيتحدث أمام جمهور متجاهلا أن يذكر المكان.
وعندها خرج 4 طلاب من العرب الذين يعيشون في دولة الاحتلال عن صمتهم ليهاجموا زيتون وهم يصيحون "اخبره انك تتحدث من إسرائيل التي تحتل الشعب الفلسطيني"، عندها انتقل زيتون للحديث بالإنجليزية قائلا للطلاب " اخجلوا من أنفسكم بالمقارنة لما يحدث في سوريا، انتم تعيشون في جنة عدن"، ليصفق على اثرها الجمهور الإسرائيلي.
واشتد التلاسن بين الجانبين حين وجه زيتون حديثه لطالبتين محجبتين قائلا " انتن داعش"، في حين قال الكاتب والصحفي الكردي المعارض سيروان كاجو (مقيم في الولايات المتحدة) لأخرى " حقيقة انك تتصرفين هكذا وتصرخين هذا دليل انك تعيشين في دولة ديمقراطية"، لترد عليه قائلة " وجودي في جامعة إسرائيلية لا يعني الا أحتج على الاحتلال".
وقال زيتون في الندوة "إن الظروف التي يعيشوها اهل غزة المحاصرين من قبل إسرائيل هي ظروف افضل من تلك التي يتمتع بها الشعب السوري، من المخيب للآمال ان يتصرف الطلاب العرب هكذا، ان يستغلوا الديمقراطية لزعزعة الهدوء في ندوة كهذه"، مشيرا الى "انه يطرأ تغيير واضح في النظرة لإسرائيل في الشارع السوري بسبب مساعداتها".
اما سيروان كاجو فقال بعد الندوة "أعي أن الكثير من الفلسطينيين يريدون بقاء الأسد وهم ينظرون الى الاكراد وكأننا عملاء للموساد، ولكنهم بالوقت ذاته لا ينظرون الى علاقة إسرائيل بقطر، الأردن ومصر اللواتي يحتضن ممثليات رسمية، نحن لا نملك حتى علاقات رسمية مع إسرائيل بالرغم من رغبتنا بذلك".
