وزير الدفاع الإيراني: لسنا مصرين على بقاء الأسد

الثلاثاء 27 ديسمبر 2016 07:26 م / بتوقيت القدس +2GMT
وزير الدفاع الإيراني: لسنا مصرين على بقاء الأسد



موسكو \وكالات \

أجرى مراسل تلفزيون "روسيا اليوم" في طهران لقاء خاصا مع العميد حسين دهقان وزير الدفاع الإيراني، تحدث فيه عن الأزمة السورية وخاصة الوضع في حلب ومحاور أخرى، وتطرق لأول مرة حول مصير الرئيس الأسد، معربا انهم لا يتسمكون به لكنه من يقرر مصيره...

وفيما يلي نص المقابلة:

س: فلنبدأ مباشرة من الملف الأكثر سخونة هذه الأيام، أي من مدينة حلب، بعد أن سيطر الجيش السوري وحلفاؤه أي روسيا وإيران على المدينة، كيف تقيمون الأوضاع هناك حاليا بعد إجلاء جميع المسلحين؟

ج: حلب كعاصمة اقتصادية لسوريا، من الطبيعي أنها كانت أحد الاهداف الرئيسية للإرهابيين للسيطرة عليها، ومنذ دخولهم إلى سوريا، ومن الطبيعي لو حدث  ذلك، سوف يعني تقديم الدعم لهم من الحدود الشمالية، وسوف يتمكنون حينها من التقدم نحو الجنوب، باتجاه حمص وحماة وحتى دمشق وبكل سهولة.

حلب نقطة استراتيجية، ومؤثرة في الأجواء السياسية والاقتصادية السورية، وبهذا المقدار علينا أن نقبل بأن الحكومة السورية ومن وقفوا إلى جانبها، كانوا يشعرون بأهمية مدينة حلب، لذلك فإن الخطط التي اتبعت لتحرير المناطق في سوريا، جعلت حلب في الأولوية، وخلال الفترة الأخيرة، أدت الاجراءات العسكرية إلى الحد من استمرار صمود الإرهابيين، ومن جهة اخرى، توصل داعموهم إلى نتيجة مفادها أن استمرار ذلك الوضع، أي قبل تحرير حلب، كان سيؤدي إلى القضاء على جميع الإرهابيين، من حيث التنظيم والأعداد ووحدة الصفوف والمعنويات، لذا قرروا الاستسلام والجلاء عن المدينة.

بالتأكيد هذه نقطة تحول كبيرة في محاربة المجموعات الإرهابية من قبل الحكومة والجيش السوري، سوف نكمل هذا الطريق إلى جانب الجيش السوري، حتى يعترف جميع الإرهابيين بهزيمتهم، أما التيارات الأخرى فلتأتي إلى طاولة الحوار السوري - السوري، كي يحددوا مصير سوريا.

س: هناك حديث عن اقتراب الاتفاق على وقف شامل لإطلاق النار في كل أنحاء سوريا، كم نحن قريبون من ذلك ؟

ج: هذا الأمر بحاجة إلى ضمانات حقيقية، بمعنى أنه على الجميع أن يقبلوا بوقف شامل لإطلاق النار، وعليهم الالتزام بمسألة معاقبة أي طرف ينتهك وقف إطلاق النار، لا يمكن لـ "داعش" و"جبهة النصرة" أن يكونا جزءا من وقف إطلاق النار، بل بقية المجموعات المسلحة، يجب البدء بعملية سياسية بعد وقف إطلاق النار، وإطلاق المفاوضات بين هذه المجموعات والحكومة السورية.

الأمر المهم في وقف إطلاق النار هذا، هو أولا الفصل بين الإرهابيين والمعارضة الجاهزة للتفاوض مع الحكومة السورية، ثانيا محاربة الجميع للتيارات الإرهابية المتمثلة بـ "داعش" و"جبهة النصرة"، ثالثا أن يتعهد الجميع بإيقاف دعم الإرهابيين من جميع النواحي السياسية والمالية والعسكرية، كما أنه يجب السماح بتجول المدنيين في سوريا بحرية، إلى جانب توفير إمكانية تقديم المساعدات الإنسانية في جميع مناطق سوريا، وفي النهاية الاتجاه نحو فك الحصار عن المناطق المحاصرة. بعبارة أخرى يجب أن يتمكن الشعب السوري من الحياة بأمان، ونحن متفائلون بشكل عام، شريطة أن تقبل الدول الداعمة للإرهابيين بهذه الأمور، وأن يبدوا تعاونا في ذلك.

اعتقد أن الإرهابيين وداعميهم توصلوا إلى نتيجة مفادها أن الطريق الذي سلكوه، كان الطريق الخطأ، وإذا حكموا عقولهم ومنحوا الأولوية لمصير الشعب السوري، فسوف يلقون أسلحتهم ويشاركون في الحوار، وإذا أرادوا الحصول على دور في إدارة شؤون بلادهم، يمكنهم ذلك من خلال المفاوضات، والطرق القانونية المشروعة، وليس عن طريق قتل الناس وتدمير البنى التحتية، لأن ذلك لن يؤدي إلا إلى ابتعاد الشعب السوري عنهم، ولن تكون لهم أي قاعدة اجتماعية بين الشعب السوري، كي يمارسوا أي نشاط سياسي في المستقبل.

س: أعلنت موسكو أنها نشرت منذ الخميس قوات شرطة عسكرية في مدينة حلب.. ما هو دور إيران في المدينة بعد تحريرها، هل ستنشرون قوات شرطة لحفظ السلام والأمن؟

ج :هذه إجراءات مشتركة، أي أنه من المقرر أن تقوم الأطراف الثلاثة إيران وروسيا وتركيا، بالإشراف على ما تم الاتفاق عليه في موسكو مؤخرا، لأجل تطبيق وقف إطلاق النار وبقائه مستمرا، لذلك فإن هذا العمل موزع بيننا وبشكل واضح.

س: هل نفهم أن إيران سترسل قوات لحفظ الأمن ؟

ج :إيران لا تمتلك قوات هناك، هناك الجيش السوري وهو المسؤول عن هذه المهمة، وإذا اقتضى الأمر نحن سنقدم له الاستشارات العسكرية.

س: ما تأثير تحرير حلب على مسار العمليات العسكرية المقبلة في كل سوريا ؟

ج: لذلك علاقة بنتيجة وقف إطلاق النار، إذا تم تطبيقه واستمر، سوف تبدأ العملية السياسية، حيث من المقرر أن تلتقي المعارضة مع الحكومة في مدينة أستانا لأجل التفاوض، ونامل أن يتوصلوا إلى نتيجة. إذا بدأت هذه العملية السياسية واستمرت، يجب أن تستمر محاربة "جبهة النصرة" و"داعش" بالتوازي معها، لان "جبهة النصرة" تسيطر حاليا على العديد من المناطق السكنية، ولا تسعى نحو الحوار، لذا يجب محاربتها، لكن أين ؟ ذلك له علاقة بظروف المنطقة والاستعدادات.

س: كما قلتم سيادة العميد، فإن "جبهة فتح الشام" أو "النصرة"، و"داعش" يسيطران على مناطق واسعة من سوريا، الآن ماذا بعد تحرير حلب، هل ستكون (الجبهة القادمة) الرقة التي يسيطر عليها "داعش"، أم مدينة الباب التي يسيطر عليها "داعش" أيضا، أم مدينة إدلب التي تسيطر عليها "جبهة النصرة"، وكيف سيكون الحال هناك مع التواجد الأمريكي الكردي في محيط الرقة والتركي في الباب؟ كيف سيكون التنسيق بين الجيش السوري والحرس الثوري الإيراني والقوات الجوية الروسية من جهة، والقوات التركية والتحالف الدولي من جهة أخرى؟ هل التنسيق ممكن على الأرض؟

ج :نحن لم ولا ننسق مع الامريكيين ولن نتعاون معهم مطلقا، التحالف الغربي هو تحالف شكلي، ولا تتوفر لديه إرادة حقيقية للمحاربة لا في العراق ولا في سوريا ، كما تذكر أنهم قصفوا الجيش السوري في دير الزور، نحن لا نلمس أي التزام من قبلهم لأجل لعب دور مفيد ومؤثر في محاربة الإرهاب عمليا، لأن الإرهابيين ترعرعوا على أيديهم، وهم راغبون في الإبقاء عليهم، ربما يريدون إضعافهم وليس القضاء عليهم، لأنهم أداة في أيديهم لتأزيم المنطقة وبعض مناطق العالم. فهم مدعومون من قبل أمريكا والسعودية وقطر، أما على الأرض فتدعمهم تركيا، لذلك إذا تمكنا نحن في إيران إلى جانب روسيا وسوريا، من التوصل إلى اتفاق مع تركيا لوقف دعم هذه الجماعات، خاصة "جبهة النصرة" و"داعش"، بل ومحاربتهم، أعتقد أنه حينها يمكن أن نشهد أجواء أفضل في سوريا.

س: وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، دعا خلال مؤتمر صحفي عقب مباحثات موسكو إلى أن يشمل وقف إطلاق النار في سوريا "حزب الله"، وطالب بوقف تقديم الدعم له، وذلك لضمان أي وقف إطلاق نار مستقبلا في سوريا، هل يمكن أن تقبل طهران بذلك لأجل إنقاذ أي اتفاق مستقبلي حول سوريا؟

ج: أعتقد أن على الأتراك الإجابة على سؤال هام قبل أن يكون لديهم طلبا من هذا القبيل، هل كان دخولهم إلى الأراضي السورية بطلب من الحكومة السورية ؟ أم كان بقرار أحادي من جانبهم؟ إذا كان بطلب من الحكومة السورية، فيجب أن يخرجوا من هناك بمجرد طلب الحكومة السورية، فيما عدا ذلك، فهم معتدون، ولا يمكن للمعتدي أن يقرر نيابة عن الآخرين.

روسيا وإيران دخلتا سوريا بطلب رسمي من الحكومة السورية الشرعية المنتخبة، ذهبنا هناك لتقديم الدعم إلى الحكومة، وفي أي وقت رأت الحكومة السورية انها لم تعد بحاجة إلى قواتنا، فلن تكون هناك ذريعة للبقاء، أعتقد أن وزير الخارجية التركي بدلا من أن يتهرب من أخطاء حكومته، عليه أن يتحمل المسؤولية، ويرى لماذا تسببوا بكل هذه الأزمات في سوريا، لو أنهم لم يتركبوا الأخطاء في سوريا منذ البداية، لما اضطروا اليوم لإصلاح خطئهم بخطأ آخر.

س: بعد هذه المدة الطويلة من الحرب، كيف تقيمون اليوم وضع "داعش" و"جبهة فتح الشام" (النصرة سابقا) من حيث العدد والعتاد والقدرات القتالية ؟ هل هناك تغيير في معنوياتهم وأعدادهم وتجهيزاتهم؟

ج: في المرحلة السابقة تعرضوا لخسائر حقيقية وكبيرة، من حيث التنظيم والقيادات ووحدة الصفوف وانهارت معنوياتهم، لكن خلال آخر وقف لإطلاق النار، تمكنوا من إعادة تسليح أنفسهم وتنظيم صفوفهم، وأعدوا أنفسهم للمواجهات التالية.

خلال المرحلة الحالية في معركة حلب، خسروا عددا كبيرا من قياداتهم وعناصرهم المسلحة الذين قتلوا، وهذه الخسارة الكبيرة أجبرتهم على الخروج من حلب الشرقية، وإلا لقاوموا وصمدوا لمدة اطول، حيث أن الأنفاق التي أوجدوها هناك، والألغام التي زرعوها، كانت لكي يبقوا في حلب وليس ليخرجوا منها. إن خروجهم من حلب يعني أنهم لم يتمكنوا من الصمود، وعلى كل حال، خسروا الكثير من أعدادهم وقياداتهم، لكنهم لا يزالون يمتلكون الكثير من المعدات العسكرية، لا يمكننا إنكار ذلك، لكن السؤال الهام هو هل سوف يستطيعون الاستمرار أم لا؟ لذلك علاقة بتركيا وبقية حلفائها في هذ المجال وبقراراتهم، أما في الطرف المقابل، فالجيش السوري بات يتمتع بوضع أفضل بكثير، من حيث المعنويات والتنظيم والتدريب والتسليح، إضافة إلى الدعم الجوي الروسي وبعض الدعم في السلاح البري، كل ذلك حسّن من وضع الجيش السوري في مواجهة المسلحين والإرهابين.

س: لكن الجيش السوري وبينما كان يجلي المسلحين من مدينة حلب، فقد السيطرة على مدينة تدمر!

ج: تلك قضية أخرى! لم تكن تدمر أولوية مقارنة بمدينة حلب، التركيز لم يكن لأجل عدم خسارة تدمر، يقوم العدو أحيانا في ساحة الحرب، باتباع حيل وخدع، كي يجبر الطرف المقابل على التراجع عن هدفه الرئيسي، ما حصل في تدمر هو شيء من هذا القبيل، كانوا يهدفون إلى تشتيت تركيز الجيش عن مدينة حلب، كي يستعيدوا السيطرة عليها ويبقوا فيها، ولهذا هاجموا تدمر.

س: بناء على المباحثات الإيرانية الروسية التركية الأسبوع الماضي في موسكو، هل حل الأزمة السورية بات بيد هذه الدول الثلاثة أم يمكن ضم دول أخرى كالسعودية ؟

ج: البقية كانوا في جنيف واجتمعوا هناك لمرات عدة، نحن نعتقد أن الحل الوحيد للأزمة السورية هو أن نساعد في التوصل إلى حل سوري – سوري، السعودية لا تلعب ذلك الدور الذي يؤهلها للمشاركة في المفاوضات.

س: لكن السعودية لها دور في سوريا !

ج:السعودية ليس لها أي حدود مع سوريا.

س: أنتم تتهمونها بدعم الجماعات (الإرهابية)

ج: هم يسعون إلى قلب نظام الحكم (في سوريا)، والذين يسعون إلى ذلك لا يمكن التفاوض معهم، بل ينبغي الرد عليهم وبشكل حازم والآخرون كذلك.

نحن نعتقد أنه في حال قبل الجميع المبادئ السورية الثلاثة فإن الحل سيكون في متناول اليد، المبدأ الأول هو الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، كدولة موحدة، والثاني هو أن النظام السوري السياسي لا ينبغي أن يكون موضع شك، في المرحلة الحالية هناك بشار الأسد، في حال قبلوا بوحدة سوريا وبرئاسة بشار الأسد والنظام السياسي الحاكم حاليا، عندها يمكن لمعارضة الجلوس إلى طاولة الحوار مع النظام الحاكم في سوريا كي تقدم مطالبها، في هذا يمكن التوصل إلى نقاط يمكن الاستناد إليها لإعادة الأمن والاستقرار ومتابعة العملية السياسية، (الثالث) أن يجلسوا ويكتبوا دستورا جديدا أو يعملوا على إجراء إصلاحات معينة، وحتى خوض انتخابات حرة ونزيهة، يمكن للجميع فيها أن يقدم نفس للترشيح برئاسة سوريا، أما أن يأتوا ويقولوا أنه يجب على بشار الأسد ان يترك السلطة، فهذا هراء. الشعب السوري هو من يقرر، وهذا التدخل الأجنبي لن يسهم في تسوية الأمور بل يعكر الأجواء، هذا أحد أسباب فشل مباحثات جنيف.

س: في حديثكم أشرتم إلى شخص الرئيس السوري بشار الأسد، فهمت منكم أن إيران لا تصر على شخص الرئيس السوري بشار الأسد في أي مرحلة مقبلة !

ج : لا، نحن لا نصر على ذلك، نقول إنه لا يمكن لأحد القول أنه لا يحق لبشار الأسد الترشح في الانتخابات الرئاسية، هذا موقفنا، الشعب هو من يقرر، وليس أي أحد آخر.

س: هل تقبلون بشخص آخر خلال مرحلة انتقالية مثلا ؟

ج: الشعب هو من يقرر، إما أن ينتخبه أو لا.

س: أحدثت الأخبار عن طلعات القوات الجوية الفضائية الروسية من قاعدة همدان الإيرانية ضجة في الصيف الماضي. وكان توقف الطلعات مفاجئا بالمثل. أين موقع طهران وموسكو من مسألة استخدام همدان من أجل العمليات في سوريا في الوقت الراهن؟ هل يمكن استئناف الاستفادة من القاعدة، وما هي الشروط الضرورية لذلك؟

ج: هناك قضية طرحها العديد، وهي أن إيران وضعت قاعدتها تحت تصرف روسيا، ذلك ليس صحيحا بالمطلق، لأنه أمر يتعارض مع دستورنا، لكن، ولأننا نتعاون مع روسيا في مواجهة الإرهاب، فقد قدمنا لها بعض التسهيلات لإقلاع وهبوط المقاتلات، وفي أي وقت نشعر أن هناك ضرورة، وتطلب روسيا تقديم التسهيلات مجددا، فسوف ندرس ذلك وفقا للظروف حينها، ونتخذ القرار. نحن لم نوقع عقدا مع روسيا كي تمكن من استخدام قواعدنا، في أي وقت. وفقا للظروف، وإذا توفر طلب من روسيا، ورأينا أن هناك ضرورة لذلك، فنحن مستعدون لتقديم المساعدة بهذا الشأن.

س: هل هناك مفاوضات حاليا تجري بهذا الشأن؟

ج: لا توجد حاليا.

س: تجري إيران وروسيا منذ فترة مباحثات حول أكبر صفقة أسلحة تقدر بنحو 10 مليارات دولار حسب ما أعلن الطرف الروسي. هل تشمل هذه الصفقة أسلحة هجومية أم دفاعية ؟

ج: لا، أنا قلت أن احتياجاتنا التي لا يمكننا تصنيعها محليا، مستعدون لتأمينها ومن أي مصدر، عدا أمريكا وإسرائيل وحلفائهما، من بين دول العالم هناك روسيا والصين، ونحن لدينا تاريخ من التعامل مع هاتين الدولتين وهذا الأمر مستمر في المستقبل.

س: هل هناك مخاوف بأن هذه الصفقة قد تُتَّخَذ حجة لتشديد العقوبات ضد إيران من جانب الغرب والأمريكيين على وجه الخصوص؟

ج: نحن لا نسعى إلى ما يتعارض مع الاتفاق النووي، ولا نعير الكثير من الاهتمام إلى ما تقوله أمريكا، نحن نتمتع بقدرات وإمكانيات تجعلنا قادرين على تأمين حاجاتنا.

س: مؤخرا، زار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أذربيجان، وهناك تم التوقيع على صفقة أسلحة واتفاقيات أمنية وعسكرية، وأطلق نتنياهو تصريحات معادية لإيران من جارتكم الشمالية أذربيجان، كيف تنظرون إلى هذا التعاون بين إسرائيل وأذربيجان ؟

ج: نحن أوصينا أصدقاءنا في أذربيجان، أن منح إسرائيل وطأة قدم في تلك المناطق، لن يكون لصالحهم، وهو أمر لن تتحمله إيران. لكن هذا قرارهم لتحقيق أهدافهم والحفاظ على مصالحهم، ولا يمكننا الاعتراض على ذلك. قبل نحو عامين، دخلت طائرة تجسس إسرائيلية من دون طيار أجواءنا من داخل أذربيجان، ونحن أرسلنا لهم رسالة احتجاج بأن هذا العمل إسرائيلي، وإن إسرائيل نافذة استخباراتيا في أذربيجان، حينها كان من الصعب على الرئيس الأذربيجاني تقبل ذلك، وحين التقيته وتحدثت معه، اتضح بعد عام أن هناك خلية تجسس إسرائيلية في أذربيجان.

باعتقادي على أصدقائنا في أذربيجان، أن يتنبهوا إلى أن الكثير في المنطقة وخارجها لا يرغبون بإقامة علاقات استراتيجية بين إيران وأذربيجان، ويسعون إلى إعاقة ذلك، الرئيس الأذربيجاني بالطبع يرغب بتطوير العلاقات معنا، لكن هناك آخرون يتدخلون ويؤثرون، أما فيما يتعلق بتهديدات نتنياهو، فنحن لا نعترف به حتى نستمع إلى ما يقول، الكلام الفارغ مجاني، فليقل ما يريد إلى أن يشعر بالتعب.