واللا العبري: الهدوء الوهمي في الضفة والقطاع قد يختفي قريبًا

الثلاثاء 27 ديسمبر 2016 10:11 ص / بتوقيت القدس +2GMT
واللا العبري: الهدوء الوهمي في الضفة والقطاع قد يختفي قريبًا



القدس المحتلة/ ترجمة اطلس للدراسات/

كتب آفي يسسخروف محلل الشؤونالعربيّة في موقع (WALLA)، الإخباريّ :-

التصويت الذي عُقد في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الخميس الماضي، أدخل النظام السياسي والإعلامي في ذعر لعدة ساعات، حتى ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ألغى اللقاءات التي كان مخططًا لها ذاك اليوم في محاولة منه لرفض الموقف، وهو إدانة مجلس الأمن للبناء في المستوطنات. السياسيون، صانعو القرار، ووسائل الإعلام لم يكونوا يعلمون بأن أغلب شعوب العالم تعارض لذاك الحد البناء الاسرائيلي في الضفة الغربية وتراه تصرفًا غير شرعي. القلق كان من أن يقف الأغيار أمامنا مرة أخرى، وتحديدًا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي سحب التصويت، كان هو من أنقذنا من أيديهم.

التصرف المصري حول التصويت في مجلس الأمن يمكن وصفه بالغريب نوعًا ما، ما زال غير واضح ما السبب الذي دفع مصر للإسراع بطرح القرار للتصويت مساء الأربعاء، وأيضًا غير واضح أبدًا ما الذي دفعهم للتراجع في اليوم التالي وسحب القرار. للحظة بدا أن السيسي انضم لرئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن الذي قدم المشروع ضد إسرائيل، لكنه تراجع عن ذلك. يمكن تخيّل ما الذي دار في رأس أبي مازن في ضوء الموقف المصري ومدى عمق شعور الخيانة التي حسها. السيسي - من وجهة نظر أبي مازن - ليس فقط طعنه بسكين في ظهره، في ظل دعمه الواضح لخصمه محمد دحلان؛ بل أيضًا لفها داخله حين اتخذ تلك الخطوة أمام مجلس الأمن.

في إسرائيل، انهار تقريبًا للحظة ذاك اللحن الذي تم عزفه في الشهر ونصف الماضي، في أعقاب فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية للولايات المتحدة. مع انتخابه للبيت الأبيض، خُيّل للإسرائيليين أنه لم يعد هناك من سيقف في وجه نية دولة إسرائيل مواصلة البناء في المستوطنات، وأن حلم إقامة دولة فلسطينية في الضفة قد يتلاشى.

نتنياهو نفسه لم يُخفِ ارتياحه للتطورات في واشنطن وتحدثه مع مقربيه حول الفرصة التاريخية التي فُتحت أمام دولة إسرائيل، قد يكون هو ووزير التعليم نفتالي بينيت صادقيْن، وقد يكون فعلًا انتهى عهد الدولتين، وربما نحن في فجر عهد جديد في الشرق الأوسط، ستستطيع فيه إسرائيل ضم أجزاء كبيرة من مناطق الضفة، السفارة الأمريكية سيتم نقلها للقدس، وسيضطر الفلسطينيون للاكتفاء بالحكم الذاتي في المدن الكبرى.

في حين أن الوضع الأمني بالضفة هادئ نسبيًا، يبدو أن الرئيس الأمريكي المنتخب هو أيضًا يدعم الاستيطان ويبغض الفلسطينيين. في ضوء حقيقة أن العالم لن يفعل شيئًا دون موافقة واشنطن؛ فمن المحتمل أن إسرائيل ستستطيع مواصلة سيطرتها الحالية على الفلسطينيين في الضفة الغربية.

المشكلة الأساسية في هذه المعادلة هي أن العامل الأكثر أهمية بها لا يؤخذ بعين الاعتبار، الفلسطينيين أنفسهم. افتراض أن إسرائيل ستستطيع مواصلة وتركيز الاستيطان في الضفة وتحويل فكرة حل الدولتين إلى خيال بعيد جدًا، ربما، مع فكرة أن الفلسطينيين سيحافظون على الهدوء تحديدًا في ظل اليأس الذي يحاصرهم. ومع ذلك، وجهات النظر واستطلاعات الرأي تشير إلى اتجاه مؤسف جدًا، بدلًا من أن يؤدي فقدان الأمل لهدوء؛ قد يقود لانتفاضة عنيفة أكثر من تلك التي بدأت في أكتوبر 2015. البنى التحتية لحماس التي اكتُشفت على يد "الشاباك" والتخطيط لسلسلة هجمات انتحارية في حيفا والقدس هي مجرد دليل آخر على ذلك، مثل هجمات إطلاق النار التي وقعت في الأسابيع الماضية في "بنيامين".

قد تبقى المستوطنات، لكن الهدوء في الضفة لن يبقَ

استطلاع أجري في الضفة قبل 10 أيام، بواسطة معهد خليل السكاكيني، يؤكد على تلك الاتجاهات المقلقة وعلى تغيرات في وجهات نظر الجمهور الفلسطيني. 65% من المستطلعين قالوا ان حل الدولتين ليس ذا صلة كبيرة في ضوء البناء في المستوطنات. على سبيل المقارنة، قبل ثلاثة شهور قال ذلك "فقط" 56%. أغلب الفلسطينيين لا يثقون في حل لا يريده اليمين أيضًا، لكن معطيات أخرى تشير إلى أن قلة الثقة لن تؤدي بهم للجلوس مكتفي الأيدي.

حين سئلوا ما هي أفضل طريقة لتحقيق مطالب الفلسطينيين، فقط 24% ادعوا بأن المقاومة غير العنيفة هي الحل، 33% قالوا بأن المفاوضات هي الطريق الأفضل، و37% أعربوا عن دعمهم للمقاومة المسلحة. دعم الكفاح المسلح ازداد نوعًا ما مقارنة باستطلاع أجري قبل 3 أشهر.

أحد الأسباب الأساسية التي يبدو أنها توقف الفلسطينيين من الخروج لكفاح مسلح هي النشاطات المكثفة لقوات الأمن الاسرائيلية في الضفة ضد نشطاء الإرهاب. في حين أن أجهزة الأمن التابعة للسلطة تعمل بجانب قوات الأمن الاسرائيلية، القيادة الفلسطينية تعتقد أنه يجب الحفاظ على قنوات المفاوضات. ومع ذلك، فيما يتعلق بقيادتهم، ردود الفلسطينيين في الاستطلاع غير مشجعة، وخصوصاً بالنسبة لإسرائيل. 65% من المستطلعين قالوا بأنهم كانوا يريدون لأبي مازن ان يستقيل، مقابل 61% قبل 3 شهور. الدعم لرئيس السلطة الفلسطينية تراجع، وفي اليوم الذي سينهي ولايته يمكن التخمين ما الذي سيحدث.

في ظل نظرة الاشمئزاز المتزايدة تجاه إسرائيل في الشارع الفلسطيني، وفي ظل غياب زعيم يعارض العنف وفي ظل فقدان الأمل بإقامة دولة فلسطينية؛ يمكن الافتراض أن الاستيطان سيستمر، لكن ليس الهدوء.