كشف المعلّق العسكري لقناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة، ألون بن دافيد، الطريقة التي استدرج من خلالها مهندس الطيران التونسي محمد الزواري تمهيداً لاغتياله.
وفي تحقيق مطوّل، نشرته صحيفة معاريف، قال بن دافيد: إن الطُعم الذي استُدرج من خلاله الزواري تمثّل في عميلة لـ «الموساد»، قدمت نفسها على أنها صحافية، أجرت معه لقاءات عدة حول أنشطته العلمية، من أجل الحصول على ثقته، وجعله يطمئن إليها.
وأوضح أن الصحافية المزيفة، التي كانت تحمل جواز سفر أجنبياً وبطاقة صحافية، عندما تأكدت من اطمئنان الزواري إليها، أرسلت إليه في اللقاء الأخير، الذي كان يُفترض أن تجريه معه، اثنين من أعضاء فرقة الاغتيال، التي تعرف باسم «كيدون»، لتصفيته، بعد أن كانت هي قد غادرت تونس بالفعل.
واعتبر بن دافيد أن عملية الاغتيال نجحت، رغم أن «الموساد» عمل تقريباً وفق طريقته المعهودة، المتمثلة في تهيئة الظروف من خلال «طُعم» يتمثل في عميلة تحمل جواز سفر أجنبياً، تقدم نفسها للمستهدف على أنها صحافية، للتعرف على ساحة الاغتيال ولكسب ثقة الهدف.
وذكر أن جميع عمليات الاغتيال التي ينفذها الموساد تتم بعد أن يتأكد أعضاء وحدة الاغتيال أن «الطُعم» غادر بالفعل حدود الدولة، التي ستتم فيها التصفية، مرجحاً أن يكون منفذو الاغتيال استخدموا جوازات سفر لم تستعمل من قبل في تنفيذ عمليات أخرى «ما يقلص فرص ربطهم بعمليات أخرى نفّذها الموساد».
واعتبر بن دافيد أن اغتيال الزواري يدلل على أن إسرائيل بإمكانها أن تفعل ما يحلو لها في المنطقة، متوقعاً أن يدفع «نجاح» عملية الاغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، إلى إقرار المزيد من العمليات في المستقبل «في مناطق أكثر تعقيداً من تونس».
وأشار إلى أن التجربة دللت على أن نتانياهو سيجد الطريقة لكي يلمّح إلى دوره في إصدار التعليمات لتصفية الزواري، من أجل مراكمة مكاسب سياسية على الصعيد الداخلي. وشكّك بن دافيد بمواقف السلطات التونسية من عملية الاغتيال، قائلاً: «أشك في أن المسؤولين التونسيين ذرفوا دمعة واحدة على الزواري، بعد أن أعلنت حركة حماس أنه يعمل لمصلحتها».