دافع البيت الأبيض، عن قراره عدم استخدام حق النقض ضد قرار مجلس الأمن الذي يحظر الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، وحمل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن لجوء واشنطن إلى هذا القرار.
قال نائب المستشار للأمن القومي في البيت الأبيض، بن رودس، الذي يعتبر أحد كبار المستشارين المقربين من الرئيس الأميركي باراك أوباما،رداع على الانتقادات الإسرائيلية، إن الرئيس ووزير الخارجية، جون كيري، حذرا مرارا في السنوات الأخيرة، علانية وفي محادثات خاصة، من أن البناء في المستوطنات سيؤدي إلى زيادة الضغوط الدولية على إسرائيل.
واوضح بن رودس فإن سياسة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بشأن البناء في المستوطنات أجبرت إدارة أوباما على السماح بقرار مجلس الأمن.
وأضاف أنه كانت لدى نتنياهو الإمكانية لتبني سياسة تؤدي إلى نتيجة مختلفة. وقال أيضا 'لو لم نر تسارعا في البناء في المستوطنات، ولو لم نسمع تصريحات من كبار المسؤولين في حكومة نتنياهو، فإن موقف الولايات المتحدة من قرار مجلس الأمن قد يكون مختلفا'.
وأشار إلى أن حقيقة حصول ذلك في نهاية السنة الثامنة من ولاية أوباما يؤكد أن ذلك لم يكن مسار العمل المفضل.
كما لفت إلى أن أوباما ألقى عدة خطابات حذر فيها من أن التوجهات الحالية ستؤدي إلى زيادة المحاولات الدولية لممارسة ضغوط على إسرائيل. وقال إن 'الخيارات التي لجأت حكومة نتنياهو إليها عبر السنوات بشأن البناء في المستوطنات، وبشأن عدم استغلال الفرص التي وضعت أمامه للدفع بعملية السلام، أجبرت الإدارة الأميركية على عدم استخدام حق النقض ضد القرار'.
وبحسبه فإن قلق الإدارة الأميركية في السنوات الأخيرة من توسع البناء الاستيطاني تصاعد، وتصاعد معه القلق من تصاعد العنف والتحريض في الجانب الفلسطيني. على حد قوله.
وتابع أنه 'في غياب عملية سلام، ومقابل التصاعد في البناء الاستيطاني، لم يكن هناك خيارات أخرى أمام الإدارة الأميركية، باستثناء عدم استخدام حق النقض.
ورفض بن رودس الاتهامات التي وجهت للإدارة الأميركية في الأيام الأخيرة من قبل مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، ووصفها بأنها 'مليئة بالأكاذيب وعدم الدقة'. وقال إن 'أوباما فعل من أجل إسرائيل وأمنها أكثر من أي رئيس أميركي آخر، بما في ذلك توقيع على اتفاقية المساعدات الأمنية بقيمة 38 مليار دولار'.
وأشار أيضا إلى صعود ملموس في عدد المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة، حيث يصل عددهم اليوم إلى نحو 590 ألفا، بينهم نحو 90 ألفا في المستوطنات النائية المقامة شرقي جدار الفصل. وأضاف أن التسارع في البناء لم يكن ضمن ما تسميه إسرائيل 'الكتل الاستيطانية'، وإنما في كافة أنحاء الضفة الغربية.
كما لفت إلى أن تصريحات نتنياهو، أثارت قلق الإدارة الأميركية، ووالتي جاء فيها أن 'حكومة نتنياهو ملتزمة بالاستيطان أكثر من أي حكومة أخرى'. وأضاف أنه 'لا يمكن جعل حل الدولتين شعارا، بينما على أرض الواقع يصبح تدريجيا غير ممكن'.