كشف استطلاع للرأي أجرته جمعية حقوق المواطن في “إسرائيل”، عن وجود غالبية كبيرة من اليهود يعتقدون أن ممارسات الدولة ضد الفلسطينيين لا تشكل انتهاكًا لحقوق الإنسان.
وفي المقابل، أظهر الاستطلاع الذي وزعت نتائجه، وفقاً لصحيفة “هآرتس” العبرية، أن أكثر من نصف اليهود بقليل يعتقدون أن الممارسات المشابهة ضد المستوطنين تشكل انتهاكًا لحقوق الإنسان، وأن أكثرية ساحقة من اليهود تعتقد أن مثل هذه الممارسات ضد الفلسطينيين مبررة، في مقابل أن أكثر من نصف اليهود بقليل يعتقدون أن الممارسات المشابهة ضد المستوطنين هي مبررة.
وأكدت نتائج الاستطلاع الذي جاء تحت عنوان “حقوق الإنسان 2016: تهديدات وفرص”، أن خطاب حقوق الإنسان في “إسرائيل” غير مستقر ويتسم بتناقضات في ظاهره، وينعكس هذا الأمر في عدة جوانب، مثل الربط القوي نسبيًّا بين تنفيذ الواجبات والحصول على الحقوق، ويكشف هذا الموضوع فجوات كبيرة في المجتمع.
وقالت الجمعية إن: “بحث الرأي العام الذي أجريناه على مواقف الجمهور في قضايا حقوق الإنسان يقدم صورةً مركبة ومثيرة للتحدي: معظم الجمهور يبدي احترامًا للحقوق ورغبةً في تعزيز المساواة، إلا أن تطبيق قيمة الحقوق، في أعين الكثيرين، مقتصر على مجموعات معينة. وهكذا، يبدو أنه قد نسي حقوق فلسطيني الداخل المحتل“.
وارتكز التقرير على استطلاع كمي لعينة تمثيليّة للمجتمع في “إسرائيل”، ضمت 500 من اليهود و200 من فلسطيني الداخل.
وأكدت النتائج أن خطاب حقوق الإنسان في “إسرائيل” غير مستقر ويتسم بتناقضات في ظاهره. وينعكس هذا الأمر في عدة جوانب، مثل الربط القوي نسبيّاً بين تنفيذ الواجبات والحصول على الحقوق. وثمة أيضًا علاقة قوية بين درجة التدين، المواقف السياسية والقومية في كل ما يخص حقوق الإنسان، ويكشف هذا الموضوع فجوات كبيرة في المجتمع. وفي المقابل، ثمة إجماع واسع النطاق بشأن تأييد الحقوق الاجتماعية، كسب الرزق، السكن، التعليم والصحّة، ومرد ذلك كما يبدو إلى انعدام الأمن الاجتماعي-الاقتصادي الذي يعاني منه جزء كبير من الجمهور.
وقالت الجمعية إن النظرة إلى الاحتلال والصراع تحسم الكثير من المواقف المتعلقة بالمساواة وبحقوق الإنسان، لا بل تطغى عليها. والصراع هو الأساس الأخلاقي في عيون اليهود لانتهاكات حقوق الإنسان الفلسطيني، ويبدو أن أكثرية المجيبين اليهود يقبلون ويبررون انتهاك حقوق الانسان الفلسطيني.