نشرت صحيفة "هارتس" العبرية أنه بعد الانتصارات التي حققها الجيش السوري في حلب، من المحتمل أن تنتقل الجهود العسكرية إلى عدة اتجاهات، منها إدلب، لكن الجولان هو أحد الخيارات الثانية، وتجدد القتال فيه سيضع "إسرائيل" في ورطة".
وذكر المحلّل عاموس هرئيل في مقاله "أنه بعد سيطرة الجيش السوري وهزيمة التنظيمات المسلحة، تُبث من حلب ومحيطها صو مختلفة: التفاعل مع الطفلة بانا العبد التي حظيت بانتباه عالمي بفضل حسابها على "تويتر"، وقوافل اللاجئين التي تغادر المدينة، فضلاً عن زيارة الانتصار التي أجراها قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني الجنرال قاسم سليماني".
واعتبر هرئيل "أن اكتمال السيطرة على شرق حلب سيسمح للرئيس السوري بشار الأسد بالانتقال إلى مهمات عسكرية أخرى، حتى ولو دام الاستعداد فترة طويلة"، مشيرًا الى "أن الخطوة المنطقية، والمطلوبة تقريبًا من ناحية الحكومة السورية، تتعلق بمنطقة إدلب، التي تقع بين حلب والجيب العلوي في شمال غرب الدولة. هذه المنطقة، بحسب هرئيل، ذات أهمية روسية-سورية مشتركة. فالنظام السوري معني بإبعاد فوهات المدافع التي تهدد مدن اللاذقية وطرطوس، فيما ترغب روسيا بحماية قاعدتها الجوية والمرفأ البحري اللذان تستخدمهما في نفس المنطقة" وفق قوله.
ولفت المحلل في صحيفة "هآرتس" الى "أنّ الانتصارات العسكرية من المتوقع أن تشجع الرئيس الأسد للمبادرة بخطوة تستلزم دعمًا روسيًا وإيرانيًا، لإعادة السيطرة على منطقة الحدود مع "إسرائيل" في الجولان (المحتل)" وفق توصيف الصحيفة.
وبحسب هرئيل، فـ"إنّ هذه بالطبع نقطة الاهتمام المصيرية لـ"إسرائيل"، التي ليست مسرورة أيضًا من إنتصار النظام في حلب"، منوِّهاً "أن إستئناف القتال بوتيرة أكبر بين النظام والمسلحين في الجولان من المتوقع أن يورط "إسرائيل" لسببين: الأول، إنزلاق إطلاق النار مما يستدعي ردا "إسرائيليا" ومن المتوقع أن يجعلها تتدخل في القتال، للمرة الأولى بحجم أكبر من كل سنوات الحرب في سوريا. الثاني، هجمات جوية روسية على مقربة من الحدود تكون مدخلا لتصادم غير مقصود مع سلاح الجو ومع منظومات "الدفاع" الجوي "لإسرائيل"" على حد تعبيره.