ألمّحت وسائل الإعلام الإسرائيلية، إلى أن تصفية مصمم الطائرات من دون طيار، التونسي محمد الزواري في مدينة صفاقس، يوم الخميس، مرتبطة بالأساس برغبة إسرائيل في تحسين مكانتها في أية حرب مستقبلية ضد حركة "حماس" في قطاع غزة.
في هذا السياق، قال المعلق العسكري لموقع "والا" الإخباري أمير بوحبوط، إن "القدرات القتالية والميدانية لحركة حماس، تغيّرت بشكل واضح منذ أن شرعت الحركة بالتزود بالطائرات من دون طيار، التي كان الزواري أحد المسؤولين عن تطويرها لصالح الحركة". وفي تعليق نشره الموقع أمس الأحد، أشار بوحبوط إلى أن "الطائرات من دون طيار باتت مركباً أساسياً من مركبات القوة العسكرية للحركة وأحد مصادر التهديد الجدية لإسرائيل".
وكشف أن "تصفية مهندس الطائرات من دون طيار على ما يبدو، جاءت لتقليص حجم التحديات أمام سلاح الجو الإسرائيلي، على اعتبار أن قدرة هذا السلاح على إسقاط هذه الطائرات خلال الحروب غير مضمونة".
ونقل بوحبوط عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن "الطائرات من دون طيار التي تمتلكها حركة حماس ستشكل تهديداً جدياً للجبهة الداخلية الإسرائيلية"، لافتاً إلى أن "كل الدلائل تشير إلى أن جهود حماس لتعزيز قدراتها الجوية لم تتوقف".
وحسب المصادر الأمنية، فقد "قررت حماس التزود بالطائرات من دون طيار في أعقاب حرب 2008"، مشيرة إلى أنها "شرعت بشراء نماذج صغيرة وبسيطة من هذه الطائرات من الخارج وتهريبها عبر الأنفاق".
وادعت المصادر أن "إسرائيل قامت خلال حرب 2012 بمهاجمة مخزن يحتوي على الطائرات من دون طيار، إلى جانب قيامها بنشر فيديو يظهر فيه نشطاء التنظيم وهم يتدربون على استخدام هذه الطائرات في منطقة خان يونس، جنوب القطاع".
وأشارت المصادر إلى أن "إسرائيل تحسبت لإمكانية أن تشرع حماس في توظيف هذه الطائرات في جمع المعلومات الاستخبارية عبر التصوير، أو استخدامها في شن غارات هجومية على أهداف محددة". وأضافت أن "أول استخدام عملياتي لهذه الطائرات من قبل حماس تم خلال حرب 2014"، مشيرة إلى أن "حماس أجرت تدريبات مكثفة على الطائرات من دون طيار خلال عام 2015".
وتابعت المصادر قائلة إن "حماس أجرت في سبتمبر/أيلول الماضي، تدريبا آخر على الطائرات من دون طيار"، منوّهة إلى أن "سلاح الجو الإسرائيلي أسقط إحدى الطائرات التي استخدمت في التدريب فوق البحر الأبيض". وشددت المصادر على أن "هناك شكوكا بأن يكون بوسع سلاح الجو الإسرائيلي خلال الحروب والمواجهات العسكرية، التعاطي مع تهديد الطائرات من دون طيار".
من جهته، اعتبر مراسل الشؤون الفلسطينية في قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية عيدو حمو، أن "تصفية الزواري تهدف إلى إحباط توجه حركة حماس لتحسين قدراتها القتالية في الحرب المقبلة".
وذكر في تقرير بثته القناة، مساء السبت، أن "إعلان كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عضوية الزواري في صفوفها ومسؤوليته عن تطوير طائرات أبابيل، يدل على أن تصفية الزواري جاءت بهدف الإحباط".
وقد أعطت صحيفة "يسرائيل هيوم"، والمقرّبة من ديوان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الانطباع بأن إسرائيل هي المسؤولة عن تصفية الزواري. ففي مقال افتتاحي نشرته الصحيفة أمس، وكتبه كبير معلقيها الدبلوماسي السابق بوعز بيسموط، جاء فيه أن "موت الزواري جاء ليثبت أن كل إرهابي لا يمكنه أن يشعر بالأمان حتى لو كان على أرض عربية وعلى بعد آلاف الأميال".
واعتبر بيسموط أن "عملية الاغتيال تشير إلى أن الموساد استعاد عافيته بعد الضربة التي وُجّهت للجهاز في أعقاب تصفيته القيادي في حماس محمود المبحوح في دبي عام 2010، بعد انكشاف صور وأسماء 11 شخصاً شاركوا في عملية الاغتيال".
من ناحيته قال معلق الشؤون العسكرية في قناة التلفزة العاشرة أورن هيلر، إن "ما يثير الرعب في إسرائيل هو أن تتمكن حركة حماس من خلال الخدمات التي يوفرها الزواري وغيره، من التزود بطائرات من دون طيار انتحارية، بمعنى أنه يكون بالإمكان تزويدها بالمتفجرات وبرمجتها بحيث تنقض على أهداف محددة من الأعلى".
من ناحيته، قدّم أحد كبار المعلقين في الشؤون الاستخبارية في إسرائيل رونين بريغمان، حواراً مفترضاً بين نتنياهو ورئيس جهاز الموساد يوسي كوهين، تكهّن بتقديم الأخير اقتراح تصفية الزواري. وخلال مشاركته في برنامج بثته قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة مساء الجمعة، رجّح بريغمان أن "يكون كوهين قد طمأن نتنياهو بأن ما حدث عند اغتيال المبحوح لا يمكن أن يتكرر على اعتبار أن الأوضاع الأمنية في تونس هشة بشكل يساعد الموساد على العمل". وتوقعت قناة التلفزة الثانية مساء السبت، أن "يشجع نجاح تصفية الزواري نتنياهو في المصادقة على المزيد من مخططات التصفية التي يقدمها الموساد".