لمناسبة الذكرى التاسعة والأربعين لانطلاقة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أقامت الجبهة مهرجاناً سياسياً مركزياً للمناسبة، وذلك يوم الأحد في 18/12/2016، في قاعة رسالات، بحضور فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، فصائل التحالف الوطني الفلسطيني، والقوى الوطنية والإسلامية اللبنانية،والسفيرالفلسطيني في لبنان أشرف دبور، وممثلي أحزاب وحركات التحرر العربية، وممثلين عن وزراء ونواب، سفراء دول عربية وصديقة، وشخصيات دينية، وجمعيات ومؤسسات وروابط لجان شعبية، ولجان الأسرى والمعتقلين، لجان مقاطعة البضائع الصهيونية، وحشد جماهيري كبير، وحشد من أعضاء وكوادر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وقد استقبلت فرقة الكشافة التابعة لمنظمة الشبيبة الفلسطينية الحضور.
افتتح المهرجان بالنشيدين اللبناني والفلسطيني وقسم الجبهة، وبالوقوف دقيقة وفاء للشهداء.
ومن ثم كانت كلمة ترحيبية بالحضورمن قبل عريف الحفل الدكتور طلال أبو جاموس مرحبا بالحضور وموجها التحية للشهداء في مقدمتهم الدكتور جورج حبش وأبوعلي مصطفى.
كما كانت كلمة للأستاذ أحمد بهاء الدين شعبان، الأمين العام للحزب الاشتراكي المصري، وجه في بدايتها التحية إلى الجبهة الشعبية في ذكرى انطلاقتها، وإلى شهدائها وأسراها في السجون الصهيونية، مؤكدًا في كلمته على أن القضية الفلسطينية مازالت القضية المركزية لكل جماهير الأمة العربية، لأن هذا الشعب الفلسطيني الذي صمد أمام كل الغزوات الإمبريالية، وضحى وقاتل الكيان الصيوني والصهيونية، يستحق أن يستمر بنضاله حتى يحقق أهدافه، لأن تحرير فلسطين مقدمة لتحرير الوطن العربي كافة.
كلمة حزب الله ألقاها الحاج حسن حب الله، عضو المجلس السياسي في حزب الله، ومسؤول العلاقات الفلسطينية، افتتحها بتقديم التحية من حزب الله من المقاومة الإسلامية في لبنان للجبهة الشعبية بذكرى انطلاقتها التاسعة والأربعين، مؤكدا في كلمته على أن الجبهة الشعبية تناضل ضد الكيان الصهيوني، وتضع نصب عينيها إنهاء الانقسام وتوحيد العمل الوطني والإسلامي الفلسطيني، مشيرًا في كلمته إلى ضرورة التنسيق والتعاون بين جميع فصائل المقاومة لوضع خطة عمل لاستعادة حقوقنا، مؤكّدًا على أن طريقالمقاومة الفلسطينيةوالعربية واحد، وعليه فالمقاومة في حزب الله مستعدة بكل قوتها وجهودها لدعم المقاومة الفلسطينية.
كلمة الجبهة الشعبية في تُونس ألقاها الناطق باسمها حمة الهمامي الذي حضرعلى رأس وفد من الجبهة الشعبية في تون، وقد بدأ كلمته بتقديم التحية للجبهة الشعبية في ذكرى انطلاقتها التاسعة والأربعين، مؤكّدًا على أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة العربية التي مازالت تواجه أعداءنا وأعداء كل شعوب العالم، مؤكداً موقف الجبهة الشعبية في تونس، وإن هذا العدو ليس عدوّاً للشعب الفلسطيني وحده، فهو يهدد وجود كل الأمة العربية، مشيرًا إلى أن ما يجري في الوطن العربي هو من أجل إلهاء الشعوب العربيّة عن واجباتها تجاه فلسطين، لأن ما يجري هو استمرار لتطبيق اتفاق سايكس بيكو لتقسيم العالم العربي. مشيرًا إلى أنه من واجب القوى الوطنية والتقدمية العربية الوحدة في وجه الإمبريالية والصهيونية، والرجعية، وعليها أن تناضل ضد التطبيع مع الصهاينة، ونحن مع وحدة قوى المقاومة الفلسطينية من أجل استمرار نضالها بشكل موحد، وتقاوم الاحتلال،ومشدداً على ضرورةوحدة حركة التحرر العربية ضد الأنظمة العربية الرجعية.
كما كانت كلمة لنجاح واكيم منسق الجبهة العربية التقدمية، أكد فيها إلى أن سقوط فلسطين كان وجهاً من أوجه السقوط العربي العام الذي جسدته وكرسته الأنظمة التابعة والعميلة للاستعمار، وبذلك أدركت، ومن اليوم الأول، أن تحرير فلسطين هوجزء من عملية تحرر عربية شاملة. وقد أشار إلى أن الجبهة الشعبية ظلت وسط أقسى الظروف، تقاوم هذا السيل، وسط هذا الانهيار العربي الشامل،فالجبهة الشعبية حفظت للأمة العربية شعلة التحررالوطني في أحلك الظروف، فصارت الجبهة الشعبية ضمير الشعب الفلسطيني، وهي العنفوان الأقوى والأنقى لقضية فلسطين.
والقى محمد راقي عضوالمكتب السياسي في حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي المغربي. كلمة حيا فيها الجبهة وشهداءها ونضالها ، مشددا على مركزية القضية الفلسطينية،ومؤكداً على أن الوحدة الوطنية الفلسطينية والقوى التقدمية العربية هي السبيل لتحقيق أماني وأحلام شعوبنا.
ومن ثم كانت كلمة للأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب، قدم في بدايتها التحية للجبهة في ذكرى انطلاقتها، مشيراً إلى أن ما يميزالجبهة الشعبية عن غيرها أنها تربط بين تحرير الأرض وتحرير الإنسان الفلسطيني، وتزرع الوعي في عقول وقلوب الفلسطينيين، وتابع: "إن الجبهة قدمت الألوف من الشهداء والأسرى لتستحق الثقة من كافة الشعوب العربية".
كما أشار إلى أن الحزب الشيوعي اللبناني وقف إلى جانب القوى الفلسطينية، وخضنا سويا المعارك ضد العدو الصهيوني في الجنوب وبيروت، فهذه المسيرة معمدة بالدم. كما أشار في كلمته إلى أن العدو الصهيوني يستمر في احتلال الأرض وبناء المستوطنات، وبناء الجدار العنصري، ويستمر في اعتقال المناضلين، والأنظمة العربية في سبات كبير وتسعى إلى التطبيع مع هذا العدو، وكما أشار في كلمته إلى بناء الجدار حول مخيم عين الحلوة قائلًا: " إن الحزب الشيوعي اللبناني والقوى الوطنية اللبنانية ترى في بناء الجدار حول مخيم عين الحلوة، زيادة في الضغطعلى الشعب الفلسطيني، ونرى أنه على الدولة اللبنانية أن تستعيض عنه بحوار سياسي فلسطيني لبناني، كي تنظم العلاقة بين الطرفين، لإعطاء الحقوق المدنية والاجتماعية للشعب الفلسطيني في لبنان ليستكمل نضاله ضد العدو الصهيوني، حتى يحقق الحرية والعودة إلى فلسطين".
كلمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ألقاها نائب الأمين العام للجبهة الرفيق أبو أحمد فؤاد، افتتحها بتقديم تحيات الأمين العام الأسيرأحمد سعدات واللجنة المركزية والمكتب السياسي وكافة أعضاء الجبهة وكوادرها في كل مكان في داخل الوطن المحتل وفي بلدان اللجوء والشتات.
وقد أشار في كلمته إلى أنه في ذكرى الجبهة التاسعة والأربعين، نؤكد إلى أن الجبهة هي لكل الشعب الفلسطيني، فنحن نلتقي اليوم وكلنا عزيمة وإصرار على متابعة مواصلة مسيرة الشهداء، ونستذكر معا من سبقونا من شهداء وأسرى في مسيرة التضحيات، درب الآمال والتضحيات، مشيرًا إلى أن الجبهة أمام مسيرة من الشهداء والجرحى في الوطن وخارج الوطن تجدد العهد أن تستمر بالنضال حتى تحقيق كامل أهداف شعبنا.
وشدد في كلامه على أمرين، حيث قال: نحن في الجبهة الشعبية دعاة وحدة وطنية ودعاة إصلاح في منظمة التحرير الفلسطينية ومن داخل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، ونقول باستمرار إن الحالة التي نعيشها بشكل أو بآخر يستفيد منها أعداء الشعب الفلسطيني.
وفي الشق الثاني بارك لحركة فتح نجاح مؤتمرهم،داعياً إلى أن يكون في سلم أولياتهم بند رئيسي هو استعادة الوحدة الوطنية، وإن نجاح المؤتمر هو بالسعي من أجل تحقيق الوحدة الوطنية، ونؤكد على أنه لا تبرير لأن يستمر الانقسام داخل الساحة الفلسطينية، وأن تستمر بهذه الحالة المأساوية.
كما أشار إلى أولوية الدعوة إلى حوار وطني شامل وأن يكون المجلس الوطني المزمع عقده في الخارج في أي بلد عربي. حتى تتوفرفيه شروط تحقق المصالح الوطنية الفسطينية وعلى رأسها الوحدة، ودعا أبو أحمد فؤاد إلى تطبيق مااتفق عليه في حوار القاهرة، وهو خيار الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وخيار غالبية الشعب الفلسطيني.
وفي ختام كلمته قدمّ التحية للشهداء والأسرى، وعاهد الشعب الفلسطيني على الاستمرار في النضال والمقاومة حتى إزالة الاحتلال وتحقيق الحرية والعودة.