قال الشيخ يوسف القرضاوي إن الله عندما يريد شيئا، يهيئ له الأسباب، ويقضي ما يريد، مؤكدا أنه لا يقف أمام إرادة الله تعالى شيء.
وأضاف القرضاوي في احتفالية بمدينة اسطنبول التركية “مساء السبت” بمناسبة بلوغه التسعين من عمره أن على الأمة أن تأخذ بالاسباب وتجاري سنن الله وتعمل في نطاق الكون.
وقال القرضاوي إنه لا ينبغي على أمة الاسلام أن تسكت أو تسكن، ولا تترك الظالمين يأكلون الناس، ويأكلون الحقوق والحريات والناس لا تجد شيئا.
وتابع القرضاوي: “علينا أن نسعى جميعا، وثقوا أن الله سبحانه وتعالى إذا قمنا بعمل ولو قليل، فإنه سبحانه يكثّر القليل ويبارك فيه، الله سبحانه وتعالى رحيم بنا، لا يمكن أن يتركنا أبدا..
ثقوا أيها الاخوة أن الله مع المؤمنين، وأن الله مع الصابرين، وأن الله مع الأقلاء حتى يكثرهم..
كونوا مع الله، يكن الله معكم “
واستعرض القرضاوي ذكرياته في الأزهر ومع جماعة الإخوان، وكيف قضي أيامه في المعتقل مع الشيخ الغزالي، والشيخ سيد سابق، ومرشد الإخوان الأسبق محمد مهدي عاكف، ودعا في تلك اللحظة (عند تذكره عاكف ) أن يفك الله ٍأسره وأسر د. محمد بديع وكل المعتقلين.
وقال القرضاوي إنهم كانوا يقضون أوقاتهم في المعتقل في العبادة والذكر والتفقه في الدين، مشيرا الى أن الشيخ محمد الغزالي خطب ذات مرة ضد اللصوصية عندما قللت إدارة السجن الطعام لهم، فما كان من الادارة إلا أن تراجعت وأعطت لهم الطعام “خاما” وهم يعدونه.
وأنهى القرضاوي كلمته داعيا قائلا: “وانصر اخوتنا في سورية و انصر اخوتنا في العراق وفي اليمن، وفي ليبيا وفي مصر وفي كل البلاد الاسلامية المظلومة، انصرهم يا رب العالمين، وشد أزرهم، واحم ظهرهم، وقوهم على أعدائهم”.
وفي معرض حديثه عما يحدث في سوريا، أوضح القرضاوي أنه “لابد أن نعترف بأن الشعب السوري قام في أول الأمر بثورة لا حجر فيها ولا سكين، خرج يريد الحياة والحرية وحسب، وظل يقاتل وهو لا يملك أي شئ أمام نظام يملك الجيش والشرطة والسلاح والبراميل المتفجرة والكيماوي”.
وتابع: “انظروا إلى حلب التي ظننا أنها انتصرت لا يزالون مصرين على قتل أهلها، لو كان لدي قدرة لذهبت مع الذاهبين وقاتلت مع المقاتلين هناك الذين يقاتلون الطاغوت وحدهم”.
وفي سياق متصل، لفت رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إلى أنه “حينما جاء الربيع العربي وانتصرت تونس (2011) في بادئ الأمر و هرب ذلك الرجل (في إشارة إلى الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي) بما هرب به من مليارات، تحرر الشعب ونال حريته”.
وواصل حديثه في هذا الصدد قائلا: “وكانت بعدها (بعد تونس) ثورة مصر فحاول الرئيس المصري (الأسبق حسني مبارك) أن يستولي ومن معه على عشرات المليارات، لكنهم ومع ذلك لم يستطيعوا مع كل وسائلهم أن يخمدوا ثورة الشعب، فالشعوب لا تهزم بهذه الطريقة”.
واستطرد القرضاوي: “أمة الإسلام يقدرونها بمليار و700 ألف مليون، وتزداد يومًا بعد يوم، لكن الأصل ليس بكثرة العدد ولكن ما في هذا العدد من عبادة وعمل وإخلاص وتضامن، وهذا ما يجب أن تكون عليه الأمة بمفهومها الشامل؛ لأنه ومهما قلنا إن مكوناتنا عرب وعجم وأتراك وهنود وأجناس وأقوام، إلا أننا نستمد روح الجمع من الإسلام”.
وأضاف: “البعض يعتقد أن الدين أتى ليعيش الناس في زهد، لكن مفهوم الزهد أن تملك الشيء وتزهد فيه لكن من لديهم ما يزهدو فيها أصلا، عما يزهدون! ، الإسلام أراد التكافل للجميع″.