بعد أيام معدودة من الكشف عن الدور الإيراني في شركة صناعة الغواصات الألمانية "تيسنكروب"، التي تنتج الغواصات لسلاح البحرية الإسرائيلية، يتضح أن وزير الجيش السابق، موشي يعالون، لم يكن يعلم بالدور الإيراني.
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الصادرة صباح اليوم الخميس، فإن عدم معرفة يعالون يتناقض مع التصريح الذي أصدرته وزارة الجيش، يوم أمس الأول الثلاثاء، والذي تراجعت فيه عن إنكارها، وأقرت بأنها كانت تعلم بعلاقة إيران مع شركة "تيسنكروب" منذ العام 2004.
يشار إلى أن وزارة الجيش كانت قد نفت، الخميس الماضي، معرفتها بأي علاقة إيرانية مع الشركة الألمانية المنتجة للغواصات، إلا أنها أقرت، الثلاثاء، بأنه بعد إجراء عملية فحص شاملة استغرقت عدة أيام، انكشفت بعض التفاصيل عن علاقة إيران بالشركة الألمانية، علما أن هذه المعلومات كانت قد نشرت على الإنترنت، كما أن الصحيفة قدمتها إلى وزارة الجيش قبل الكشف عن القضية الجمعة الماضي.
ولفتت الصحيفة إلى المدير العام لوزارة الأمن أودي آدم، والمسؤول عن الأمن في جهاز الأمن نير بن موشي، قد أنكرا معرفة وزارة الجيش بذلك حتى الثلاثاء الماضي، وعندها صرح وزير الجيش الحالي، أفيغدور ليبرمان، بشكل مفاجئ أن الوزارة كانت تعلم بذلك، وأنه ليس لذلك أي تأثير، وأنه لم يكن أمام إسرائيل أي خيار آخر.
ويتضح اليوم، بحسب الصحيفة، أن وزير الجيش السابق، موشي يعالون، لم يكن يعلم أبدا بذلك، وأن المسؤولين عن الأمن في وزارة الجيش لم يطلعوه على ذلك. ونقل عن مقربين منه قوله إنه قرأ عن ذلك في صحيفة "يديعوت أحرونوت" وفوجئ به.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية رفيعة قولها إن الحديث عن "إخفاق خطير"، وأنه كان يجب وضع هذه التفاصيل أمامه قبل أن يبلور وجهة نظره بشأن تنفيذ صفقة أخرى مع الشركة الألمانية، حتى لو اعترض على الصفقة.
يشار إلى أنه خلافا لموقف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، فإن يعالون عارض شراء الغواصات الثلاث الأخرى من "تيسنكروب" لأسباب عملانية. وبحسبه فإن إسرائيل ليست بحاجة لها. وفقط بعد عزله من منصبه وتعيين ليبرمان بدلا منه، تم عقد الصفقة والمصادقة عليها في المجلس الوزاري المصغر.
كما يتضح من التفاصيل الجديدة، أنه لم يتم إبلاغ يعالون بحقيقة أنه كانت لإيران حصة أكبر في الشركة الألمانية، تصل إلى 8%، وتم خفضها لاحقا تحت ضغوط أميركية في إطار العقوبات الاقتصادية التي فرضت على إيران.
ويتضح أيضا أن يعالون لم يكن يعلم أن ممثل شركة الاستثمارات الإيرانية "IFIC" عضو في مجلس إدارة "تيسنركوب" حتى العام 2005، وهي الفترة التي كانت تجري فيها المباحثات بين إسرائيل والشركة بشأن الغواصات التي تم شراؤها.
ونقل عن مقربين من نتنياهو قولهم إن التقديرات تشير إلى أنه تم الحفاظ على سرية الاتفاق مع ألمانيا، بيد أن مسؤولين أمنيين يعتقدون أن عدم معرفة وزير الأمن بذلك يجب أن يتم فحصها فهي تشير إلى الشكل غير المهني التذي تدار به وزارة الجيش، وقد يفسر ذلك لماذا نشر مسؤولو الوزارة، الأسبوع الماضي، الرد الأولى الخاطئ، باعتبار أنهم كانوا على قناعة بأنهم على حق، ووجدوا صعوبة في تصديق أن هذه المعلومات موجودة، بسبب عدم إطلاعهم عليها.
كما نقلت الصحيفة عن مسؤولين آخرين في وزارة الجيش قولهم، يوم أمس، إنهم لم يعلموا شيئا عن العلاقة الإيرانية بشركة الغواصات.
وكتبت الصحيفة أن أداء كبار المسؤولين في وزارة الجيش في الأيام الأخيرة يثير القلق، حيث أن "من يثق بمحاولات الطمأنة التي يقومون بها بشأن سرية المعلومات وعدم تسرب مواد استخبارية إسرائيلية حساسة في صفقة الغواصات، يجب أن يتذكر أنهم هم أنفسهم الذين لم يكونوا على علم بعلاقة إيران التي كانت معروفة للجميع باستثنائهم".
(عرب 48)