إيمان أحمد عبدالعاطي، الفتاة المصرية التي تقيم في منطقة سموحة بالإسكندرية، ويصل وزنها إلى 500 كيلوغرام، ولذلك لم تخرج من منزلها منذ ربع قرن، هل تذكرونها الآن؟ هي في طريقها للهند للعلاج.
التفاصيل حول سفرها للهند دراماتيكية، وموقع "تويتر" للتغريدات القصيرة كان همزة الوصل والشاهد الرئيسي على القصة بكاملها.
وتروي شيماء أحمد عبدالعاطي، شقيقة إيمان لـ"العربية.نت" التفاصيل، وتقول إن مأساة شقيقها اهتمت بها كل وسائل الإعلام العالمية، وتوافد على شقتهم بمنطقة سموحة وفود إعلامية وصحافية متتالية من ألمانيا وروسيا والصين والهند وبريطانيا، ونشروا تفاصيل الحالة، وتعاطف معهم الملايين الذين عبروا عن رغبتهم في علاجها والبحث عن المراكز الطبية المتخصصة في علاج مثل هذه الحالات النادرة من المرض.
اتصال هاتفي من طبيب هندي
وتضيف شيماء قائلة "فوجئت باتصال هاتفي من ضمن جملة الاتصالات الهاتفية التي تواترت علينا من طبيب هندي مسلم يدعى مفضل، وقال إن لديه مركزا في مدينة مومباي لعلاج هذه الحالات النادرة من السمنة، والتي ترجع لخلل في إفراز الغدد، ما يؤدي لتخزين الماء في الجسم، وطلب منا التقدم بطلب للحصول على تأشيرة سفر للهند، لكن الطلب تم رفضه، فأبلغت الطبيب بذلك واستسلمت للأمر".
وتقول فوجئت مساء أمس الثلاثاء باتصال هاتفي من السفارة الهندية في القاهرة، يبلغني بضرورة الحضور إليها ومعي جوازات سفري وشقيقتي ووالدتي لاستخراج التأشيرات والسفر للهند خلال يومين على الأكثر.
وأضافت "كما فوجئت باتصال آخر يأتيني من الطبيب أبلغني فيه أنه عندما علم برفض استخراج تأشيرت لي ولشقيقتي أرسل تغريدة لوزيرة الخارجية الهندية على موقع تويتر، يبلغها بالأمر، ومعبرا لها فيها عن رغبته في إنهاء إجراءات سفر إيمان ونقلها لمومباي للعلاج، وردت عليه الوزيرة بالموافقة، وشكرته على إبلاغها بالأمر، وبالفعل تدخلت لدى السلطات المصرية، وحصلت على موافقتهم على منحنا التأشيرات".
الوزيرة ترد على تويتر: أشكرك على إخباري
وقالت إن الطبيب الهندي غرد موجها حديثه لوزير خارجية بلاده على صفحتها الشخصية على "تويتر" قائلا "إن إيمان طلبت العلاج، أرجو المساعدة في منحها تأشيرة سفر علاجية بعد رفضها من خلال الإجراءات التقليدية"، وردت عليه وزيرة الخارجية في تغريدة تقول: "أشكرك لإخباري بالأمر، سوف نساعدها بالتأكيد".
ثم كتب الطبيب تغريدة أخرى أمس الثلاثاء يقول فيها: "إن سفارة الهند بالقاهرة منحت إيمان التأشيرة، شاكرا الوزيرة على استجابتها السريعة للأمر.
وأضافت شيماء أن الطبيب أكد لهم أن علاج شقيقتها متوافر بمركزه، مؤكدة أنها تواصلت مع جميع المراكز والمنشآت الطبية في مصر والعالم، ولم تجد علاجا حتى الآن سوى عند هذا الطبيب الهندي الذي أخبرها بتكفله بعلاج شقيقتها مجانا، كما أخبرها أنه جمع أموالا من أصدقائه، وأرسل لها تذاكر سفر لها ولشقيقتها ولوالدتها من هذه الأموال.
حالة شيماء "النادرة"
شيماء ذكرت أن شقيقتها ولدت في العام 1980 وكانت تعاني منذ صغرها من سمنة زائدة، ومع مرور الوقت كانت الحالة تتفاقم، فتم عرضها على عدد كبير من الأطباء، وأكدوا أنها تعاني من خلل كبير في الهرمونات أدى لزيادة وزنها بصورة رهيبة ولافتة للنظر.
وأضافت أن هذا الخلل أدى لإصابة شقيقتها بجلطة في المخ أثرت على نطقها وكلامها، كما أدى بها إلى أنها أصبحت طريحة الفراش ولم تعد تقوى على ممارسة حياتها الطبيعية، وحاولنا معها كثيرا كي نوقف زيادة الوزن، فأجرينا لها عمليات تدبيس للمعدة دون فائدة، كما تم عرضها على الكثير من الأطباء في الإسكندرية والقاهرة، وفشل الجميع في التعامل مع الحالة.
أسرة إيمان مكونة من الأم والشقيقة فقط بعد وفاة الأب، وتقوم الأم والشقيقة بالتناوب على خدمتها من تناول للطعام والجلوس معها وقضاء حاجتها، فهي لا تستطيع الحركة والوصول لدورة المياه.
وتتابع شيماء روايتها لـ"العربية.نت" وتقول إن إيمان كانت في البداية تسير على قدميها، وعندما وصلت لعمر الـ11 عاما أصبحت تسير على ركبتيها، ولم تعد قادرة على الخروج من المنزل، وبعد إصابتها بجلطة في المخ أصبحت طريحة الفراش وتنام على ظهرها دون أن تستطيع التقلب يمينا ويسارا.
وتقول إن حالة إيمان ظهرت منذ ولادتها، فقد ولدت ووزنها 5 كيلوغرامات، وقرر الأطباء وقتها صرف دواء لها لعلاج خلل الغدد، ومنعها وزنها الزائد من الذهاب إلى المدرسة لتتوقف عند نهاية المرحلة الابتدائية، ثم تطورت الحالة لتصل إلى عدم قدرة إيمان على الوقوف على قدميها بعد أن زاد وزنها بشكل كبير وكان عمرها 11 عاما، ومنذ ذلك التاريخ لم تخرج من المنزل، فقد أصبحت تسير على ركبتيها، ثم أصيبت بما يسمى "التهاب خلوي في الركبة" لتصل في النهاية لمرحلة العجز التام عن الحركة.
وتضيف الشقيقة أن التشخيص الكامل لحالة شقيقتها كما وصفه الأطباء هو خلل في الغدد وانسداد في الأوعية الليمفاوية، يتسبب في إفراز كميات هائلة من المياه تتجمع بالجسم وتسبب زيادة الوزن.