تضرر عدد من مساكن التجمعات البدوية في جبل البابا وأبو النوار شرق بلدة العيزرية شرقي القدس أمس، بفعل قوة الرياح وشدة تساقط مياه الأمطار.
وتسببت الرياح العاصفة بهدم عدد من المساكن في التجمعات، وتشريد نحو 45 فردا من الرجال والنساء والأطفال.
وأوضح رئيس لجنة حماية تجمعات أبو النوار داود جهالين، أن الرياح تسببت بهدم ثلاثة مساكن من الخشب و"الزينكو" تعود إلى يوسف محمد جهالين، وموسى سليمان جهالين، وسليمان إبراهيم جهالين، بالإضافة لتطاير مظلة سطح الصف الثالث التابع لمدرسة أبو النوار الأساسية المختلطة.
وقال:"قدر التجمعات البدوية مواجهة آليات الاحتلال في أيام الصيف، ومواجهة المنخفضات الجوية في أيام الشتاء".
ونوه جهالين إلى أن السلطات الإسرائيلية تمنع سكان التجمعات البدوية من إدخال الأخشاب و"الزينكو" إلى التجمعات، من أجل ترميم منازلهم أو إعادة إعمارها.
وعن المعاناة اليومية التي يواجهها السكان في فصل الشتاء، قال جهالين:"نحن نتحدث عن بداية فصل الشتاء الذي يشمل منخفضات جوية، حيث يتوجه يوميا 80 طالبا وطالبة من الصف الرابع حتى الجامعة خارج التجمع للدراسة، ويسيرون مسافة 2 كيلو ونصف من أجل الوصول لمدارسهم، هذا عدا عن معاناة النساء اللواتي يتوجهن للمراكز الصحية وعلاج أطفالهم، وخاصة في ظل إنعدام المواصلات في التجمعات البدوية، بالإضافة إلى وعورة الطريق وخاصة في ظل الأحوال الجوية السيئة".
وأشار إلى أنه يقطن في تجمع أبو النوار شرق بلدة العيزرية 630 نسمة.
وطالب جهالين الجهات المسؤولة بأن تولي التجمعات البدوية الأولوية، وأن تلتفت إلى لجان الحماية في التجمعات، التي تعمل بأبسط الإمكانيات برفقة 17 شابا متطوعا.
كما طالب بتخصيص ميزانية لهذه اللجان، وتوفير مركبتين ولباس للمتطوعين من أجل تسهيل أداء عملهم في مساعدة وإنقاذ العائلات في ظل المنخفضات الجوية، وتعزيز التواصل مع الدفاع المدني وجمعية الهلال الأحمر تحسبا لأي طارئ.
من جانبه، أوضح عطا الله مزارعة رئيس لجنة حماية تجمع جبل البابا، أنه هدمت أربعة منازل في تجمع جبل البابا الكائن شرق بلدة العيزرية، بفعل الرياح الشديدة وتساقط الأمطار ليلة أمس الأول.
وأضاف أن لجنة الحماية تدخلت من أجل استيعاب العائلات التي هدمت بيوتها، في منازل سكان آخرين بسبب سوء الطقس، وعدم إمكانية بناء البيوت من جديد لإستمرار تساقط الأمطار.
وعبر مزارعة عن أسفه لعدم تواصل طواقم الدفاع المدني، ومحافظة القدس معهم للإطمئنان على أوضاع العائلات التي أصبحت بلا مأوى.
وأكد أن هدم المساكن تسبب بمعاناة الأطفال والنساء، الذين فقدوا أثاثهم وأغراضهم، عدا عن تضرر عائلات أخرى بسبب جرف السيول الأتربة من تحت مساكنهم.
ويبلغ عدد العائلات القاطنة في تجمع جبل البابا حوالي 56 عائلة، وعدد أفرادها نحو 300 فردا.
وتطرق إلى أنه من ضمن البيوت التي هدمت أمس، بيت هدمته جرافات الإدارة المدنية الإسرائيلية بتاريخ 16 – 5- 2016، يعود للمواطن حسن مزارعة.
وقال:"لم ينته أهالي جبل البابا من إعادة ترميم بيوتهم جراء هدمها من جرافات الاحتلال، لتهدمها الأجواء العاصفة من جديد".
ولفت مزارعة إلى أنه "في حال عدم وجود تحرك من الجهات المسؤولة وتشكيل غرفة عمليات، ستتضاعف معاناة سكان التجمعات البدوية".
ودعا المؤسسات الوطنية والدولية لمساعدة سكان التجمعات البدوية، من أجل الحفاظ على وجودهم وحياتهم، في ظل الهجمة الإسرائيلية المتواصلة حيالهم لطردهم وإحلال المستوطنين مكانهم.
وناشد مزارعة بدوره كافة الجهات والمؤسسات ومحافظة القدس تزويد لجان الحماية بالإمكانيات البسيطة من أجل قيامها بمساعدة المواطنين في هذه المنطقة.