أعلنت بعض الفصائل السورية المعارضة أنها تمد يد العون لإسرائيل والتحالف بين سوريا التي يرغبون فيها في حال سقوط الرئيس السوري بشار الأسد وإسرائيل، وبثت "جبهة الإنقاذ الوطني في سوريا" ممثلة بمنسق الجبهة فهد المصري شريط فيديو تدعو فيه للتعاون مع إسرائيل، مناشدة دولة إسرائيل الى مساعدتهم في إسقاط النظام السوري.
وقال فهد المصري – منسق جبهة الإنقاذ الوطني في سوريا، في الفيديو الذي انتشر "ندعو كافة القوى الإقليمية الفاعلة ومنها إسرائيل لتشكيل مجلس للأمن الإقليمي، برعاية الأمم المتحدة، نجلس سويا للتنسيق حول أمن المنطقة".
وفي حديث مع التلفزيون الاسرائيلي " " i24news"، أكد المصري في النشرة المركزية ردا على سؤال حول التراجع الميداني إنه "لا علاقة للواقع الميداني- الاقتصادي أو التطورات الميدانية في حلب أو مناطق أخرى، بالرسالة التي وجهناها اليوم للشعب الإسرائيلي"، مؤكدا أن هذه "ليست رسالة نستجدي فيها عطف أو مساعدة من إسرائيل، بل هذا هو الواقع ولوضع الوقائع كما هي".
"بعض أطراف المعارضة السورية تناشد إسرائيل أن تهبّ لمساعدتها وتدعو لتشكيل مجلس للأمن الإقليمي"
واعتبر المصري أنه من واجبه الأخلاقي والوطني والإنساني أن يقول الحقيقة ويتوجه لكافة الأطراف الإقليمية والدولية مناشدا تدخلها "لوضع حدٍ للدمار" على حد قوله. وتابع "الهدف هو كشف موقفا السياسي حيال إسرائيل وحيال المنطقة، قلنا بكل صراحة إن سوريا الجديدة لن تكون قوة معادية لأي قوة محلية أو إقليمية أو دولية".
وقال المصري "رسالتنا للكنيست والحكومة الإسرائيلية بضرورة الضغط على الأطراف الإسرائيلية التي تحمي الأسد من السقوط. يكفي أن تقوم هذه الأطراف الإسرائيلية برفع الغطاء عنه وهذه هي أكبر مساعدة، ليس فقط للشعب السوري وانما للشرق الأوسط برمته"!
واكد المصري أن بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة لهو خطر على المنطقة أجمع "هذه الرسالة التي وزعناها بكل شجاعة وصراحة نطلب فيها رفع الغطاء من بعض الأطراف الإسرائيلية التي تحمي بشار الأسد من السقوط، والتفاهم من خلال المجلس الإقليمي"، مضيفا "نحن واثقون بأن التفاهم هو وضع حد لكل مشكلة".
وأكد أن الجسم الذي يمثله عمم الرسالة مفتوحة على وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدا أن "المرحلة تقتضي خطابا سياسيا جديدا لما بعد بشار الأسد".
من جانبه اعتبر أمير أورن وهو محلل عسكري إسرائيلي في صحيفة "هآرتس" أنه لدى إسرائيل علاقات جيدة ببعض قطاعات المعارضة السورية، خصوصا المتواجدة على المناطق الحدودية مع إسرائيل في الجولان.
وكان قد زار اسرائيل أفراد المجلس الوطني لقوى الثورة السورية كمال نبواني وعصام زيتون – وهو أحد ممثلي الجيش السوري الحر أيضا، اللذين شاركا في مؤتمر هرتسليا للأمن. وأكد أورن أنه لو كانت إسرائيل ترغب بالتعاون مع فصائل معارضة ومساعدتها على إسقاط بشار الأسد لكانت هي بادرت الى ذلك ولما كانت تنتظر التوجه منها.
من جانبه عبّر محمد حسين – رئيس حركة سوريا السلام عن سعادته بتشكل رأي عام جديد في صفوف الشعب السوري، مؤكدا أن ذلك لم يولد من فراع بل "بعد جهد كبير بذلته حركة سوريا السلام منذ نهاية شهر 10 عام 2013 بعد اللقاء المباشر مع المسؤولين الإسرائيليين الذين أكدوا لنا أنه ليس هناك أي تمسك للأسد ولن نقف مع مجرم يقتل شعبه. هذه رسالة وصلتنا وبشكل مباشر من مسؤولين في إسرائيل ونثق بهذا الكلام".
وأشار حسين الى أن ما يحصل الآن هو أنه لم يتشكل بعد البديل الجاهز كي يناقش مستقبل سوريا". وردا على سؤال حول الغاية من طلب المساعدة الإسرائيلية قال "ندرك تماما موقعنا الجغرافي وأن هناك مصالح مشتركة في هذه المنطقة لا بد من أن تتكامل، الأسد هو الذي خلق المشكلة. هو الذي زرع الكراهية والحقد في أجيال عدة تجاه إسرائيل، بينما العدو الحقيق هو هذا الأسد ومن يعاونه كإيران، هم العدو الأول والأخير للشعب السوري وهم من قتلوا رجاله ونسائه وحطموا حضارته وتاريخه".
وأكد "خلال أربع حروب لم تقتل اسرائيل من السوريين بقدر ما قتل هؤلاء المجرمين خلال خمس سنوات، أكثر من مليون شخص".