تحتفي دولة الإمارات العربية المتحدة بعد غد /الجمعة/ بذكرى اليوم الوطني الـ 45 وسط انجازات حضارية عملاقة ومتواصلة نحو مزيد من التقدم والازدهار والنماء لتتبوأ بين أمم الأرض أعلى المراتب وتسهم في خدمة الإنسانية بقيادة رشيدة تعمل بجد وتفان وتسير بخطى حثيثة نحو غد أفضل لشعبها وللأمتين العربية والإسلامية والعالم أجمع .
ويستعيد أبناء الإمارات ذكرى اتحاد بلادهم على يد المؤسس الراحل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" وهم يعيشون واقعا جديدا خطط له صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" حافلا بالمشروعات الإصلاحية بدءا بالتركيز على بناء الإنسان وإصلاح التعليم والقضاء وتطوير البنى التحتية مرورا بالإصلاح الاقتصادي وصولا إلى بناء مجتمع متماسك عماده الوحدة الوطنية.
ومثلما يستلهم الإماراتيون من ذكرى الاتحاد همة وعزيمة لمواصلة العمل والعطاء للرقي وطنا وشعبا وأمة يقف العالم وقفة تأمل وإعجاب وشاهد على تاريخ هذا الكيان الشامخ والمجبول على تخطي الصعاب والعوائق والتغلب على كل التحديات بفضل الإيمان القوي والوعي التام بوحدة الهدف وصدق التوجه .
وتحتفل الإمارات في الثاني من ديسمبر من كل عام باليوم الوطني لقيام الاتحاد وتأسيس الدولة التي قاد مسيرتها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "رحمه الله" مؤسس الدولة ومعه إخوانه حكام الإمارات السبع الذين أدركوا ببعد نظرهم أن قوتهم تكمن في اتحاد إماراتهم في كيان واحد يعود بالنفع والفائدة على أنحاء البلاد وسائر العباد وأن الاتحاد هو السبيل لحفظ أجيالهم وتطوير دولتهم وبه تشق الدولة طريقها نحو التقدم والرقى بخطى ثابتة فخطت الإمارات خطوات النجاح والازدهار بسياسات حكيمة انتهجها المؤسس الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان .
واستمرت هذه السياسة الحكيمة بعد وفاته ليستمر على نهجه ويسير على دربه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" فكان خير خلف لخير سلف فاستمر على النهج القويم الذى رسمه وخطه المغفور له الشيخ المؤسس .. فكان القائد الذى يتطلع دائما لتقدم بلاده ورقي شعبه .
وبفضل تلك السياسات الناجحة أصبحت الإمارات من أوائل الدول التي يتمتع فيها الفرد بأعلى مستوى دخل سنوي وأصبحت قبلة الاستثمار التي يقصدها كل من أراد أن يشق طريقه نحو النجاح والتميز من كل أرجاء العالم وذلك بسبب السياسات والإجراءات الاقتصادية التي اعتمدتها الدولة والتي سهلت بدورها دخول المستثمرين السوق التجاري العالمي عبر بوابة الإمارات .
واليوم .. تحتفل الإمارات قيادة وشعبا بهذه المناسبة العزيزة ابتهاجا وفخرا بما سطره الآباء والأجداد ليعود بالنفع على الأحفاد والأجيال القادمة .
ويشارك المقيمون من أكثر 200 جنسية على أرض الإمارات الطيبة أهل الإمارات فرحتهم وتلهج ألسنتهم بالدعاء للإمارات وقيادتها ويقدمون تهنئة من القلب للإمارات قيادة وشعبا ويباركون لهم الاحتفال باليوم الوطني لقيام الاتحاد ويدعون الله أن يديم فرحتهم ويصون بلدهم وينعم بالأمن والأمان على ربوع إماراتهم .
ويعد الثاني من ديسمبر من أبرز الأيام في مسيرة نهضة الإمارات التي تنطلق بقوة وطموح نحو غاياتها المنشودة التي حددها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة /حفظه الله/ ويشرف عليها أخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" ويتابعها عن كثب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة .
ومن المؤكد أن يوم الثاني من ديسمبر عام 1971 أخذ مكانه في ذاكرة التاريخ الإماراتي إذ شهد خطوات عديدة وبالغة الأهمية على صعيد ترسيخ الدولة العصرية ومنه انطلقت مرحلة البناء الشامخة لنهضة الإمارات وكان عنوان ملحمة أشبه بالمعجزة قادها بحكمة واقتدار المؤسس الكبير الراحل الشيخ زايد الذي نذر نفسه وسخر كل الإمكانات المتاحة لتحقيق نهضة البلاد وتقدمها وتوفير الحياة الكريمة والعزة للمواطنين والمقيمين على حد سواء .
**يوم وفاء الأبناء للآباء المؤسسين**
إن ذكرى اليوم الوطني الخامس والأربعين لدولة الإمارات تحمل في طياتها العديد من المعاني الطيبة والعميقة التي تنطوي عليها تلك المناسبة الغالية على قلوب أبناء الإمارات جميعا .. فهي تأتي تعبيرا عن الهوية الوطنية الراسخة قوية الأسس والبنيان التي وضع أسسها الآباء المؤسسون في قصيدة تلاحم وتحد للصعاب كانت ولا تزال معبرة عن رؤية ثاقبة وعزيمة صادقة وتجربة ناجحة يفتخر بها أبناء الإمارات بالأمس واليوم وغدا .
وتحتفل الإمارات يوم 2 ديسمبر من كل عام لتقف على مسيرة من البناء والتحديث التي أسسها الآباء وشيوخها الحكماء منذ عهد المؤسس الراحل حيث شكل كيان هذا البلد الخليجي الفاعل والمؤثر رغم الهدوء الذي تتسم به سياساته الخارجية والداخلية وسار على دربها الإماراتيون .
إن تجربة الإمارات في الاتحاد والتنمية والتطور في المجالات كافة باتت نموذجا يحتذى وملحمة تستلهم منها الشعوب النامية وسائل النجاح وتخطي الصعاب كما تنظر إليها الدول المتقدمة الكبرى في العالم كله نظرة احترام وتقدير وإعجاب .
لقد أكرم الله الإمارات برجال تميزوا بصلابة العزيمة وقوة الإرادة وحسن النوايا وصدق القول والعمل فجاءت الثمار الطيبة التي يجنيها المجتمع اليوم نتاجا لغرس أولئك الرجال ومن سار على دربهم من بعدهم .. لقد كان النهج الذي خطه القائد المؤسس الشيخ زايد مع إخوانه أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات هو التمسك بأن الاتحاد قوة وبأن شعب الإمارات يملك طاقات وكفاءات هائلة تحتاج إلى تكاتف وتعاضد وتماسك فيما بينهم .
لقد امتلك أولئك القادة ما يحتاج إليه مشروع الاتحاد من رؤية عميقة وإرادة قوية وصورة واضحة لما هم مقبلين عليه فأدركوا أن الإنسان هو الهدف وهو الغاية وهو المورد الأساسي الذي لا يمكن الاستغناء عنه فكان لابد من إعداد الإنسان الإماراتي ليكون هدفا للتنمية مثلما هو غايتها العظمى .
وعلى مدى سنوات ارتفعت صروح دولة عصرية راسخة تستمد قدرتها من علاقة فريدة وشديدة الخصوصية بين الحاكم والمحكوم ومن رؤية واضحة ودقيقة تؤمن بان الإنسان الإماراتي هو هدف التنمية وفي نفس الوقت أداتها وصانعها .
**الطائرة "سولار امبلس2"**
مسلسل الإنجازات في الإمارات لا يتوقف أبدا وحققت الإمارات في عام 2016 أول إنجاز عالمي بإقلاع وهبوط الطائرة "سولار امبلس2" في أبوظبي منهية رحلة تاريخية حول العالم بعد إقلاعها من أبوظبي وهي تعمل بواسطة الطاقة الشمسية في أول رحلة لها حول العالم من دون قطرة وقود بهدف تشجيع الاعتماد على موارد الطاقة النظيفة .
واجتازت الطائرة في رحلتها حول العالم مسافة 35 ألف كيلومتر خلال خمسة أشهر أما أيام التحليق الفعلي فكانت حوالي 25 يوما .
**الإمارات الأولى خليجيا وعربيا والثامنة عالميا في مؤشر الخدمات الإلكترونية والذكية**
في 2 ديسمبر من كل عام يتوقف الإماراتيون لمراجعة مدى تمسكهم بنهج المؤسس الكبير المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" وتنفيذهم رؤيته عندما أعلن المؤسس انطلاق مسيرة النهضة الإماراتية وبدء مرحلة جديدة في بناء الإمارات الحديثة وذلك ضمن توازن دقيق بين المحافظة على الموروث الوطني الذي يعتز به الإماراتيون ومقتضيات الحاضر التي تتطلب التلاؤم مع نبض العصر والتجاوب مع حضارته وعلومه وتقنياته والاستفادة من مستجداته في شتى ميادين الحياة ومجالات التنمية .
ومن هذا المنطلق احتلت الإمارات المركز الأول خليجيا وعربيا وعلى مستوى غرب آسيا ككل في مؤشر الخدمات الإلكترونية فيما حققت المركز الثالث آسيويا والثامن عالميا ضمن استبيان تنمية الحكومات الإلكترونية الصادر عن لجنة الأمم المتحدة لعام 2016 .
وتقدمت الإمارات أربعة مراكز من حيث تحصيلها في قيمة المؤشر الخاص بالخدمات الإلكترونية والذكية ضمن استبيان تنمية الحكومات الإلكترونية الصادر عن لجنة الأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية حيث بلغت قيمة ما حققته الدولة في هذا المؤشر 0.8913 نقطة ما يجعلها في المركز الثامن عالميا مع جمهورية أستونيا من حيث قيمة ذلك المؤشر الذي يعد مكونا أساسيا من مكونات المؤشر الكلي لتنمية الحكومة الإلكترونية .
بهذه النتيجة تحافظ الإمارات على ريادتها الإقليمية في مؤشر الخدمات الإلكترونية متصدرة المركز الأول خليجيا وعربيا وعلى مستوى منطقة غرب آسيا ككل فيما تحتل المركز الثالث آسيويا والثامن عالميا .
**التطور التكنولوجي والابتكار**
أما في محاور "جهوزية قطاع التكنولوجيا" و"نضوج قطاع الأعمال" و"التعليم العالي والتدريب" فقد حققت الإمارات المركز الأول عالميا في مؤشر "الإنفاق الحكومي على التقنيات الحديثة" والمركز الثالث عالميا في مؤشر "الاستثمار الأجنبي المباشر ونقل التكنولوجيا إلى الدولة" كما حققت الدولة المركز الرابع عالميا في مؤشر "توصيل الإنترنت إلى المدارس" والمركز الخامس عالميا في مؤشر "توفر العلماء والمهندسين" في الدولة وفق أحدث إصدار لتقرير التنافسية العالمية 2016 .
وحافظت الإمارات على المركز الـ 12 عالميا في مؤشر الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات العالمي وفقا لنتائج مؤشر الابتكار العالمي 2016 وكانت الدولة حققت المركز الأول عربيا والـ41 عالميا من حيث أدائها الشامل في مؤشر الابتكار العالمي .
ويعتبر مؤشر الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الذي حققت الإمارات ضمنه المركز الـ 12 على مستوى العالم أول المؤشرات المستهدفة ضمن المؤشر الرئيسي الذي يعرف بمؤشر البنية التحتية أحد المؤشرات الرئيسة السبعة التي يستند إليها تقرير الابتكار العالمي عند قياس مستوى الابتكار في كل دولة .
ويشمل مؤشر البنية التحتية العديد من المؤشرات الفرعية الأخرى أهمها مدى وصول تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والذي تقدمت فيه الدولة من المركز الـ 31 عالميا العام الماضي الى المركز الـ 26 عالميا العام الجاري كما يشمل المؤشر مدى الاستخدام لتكنولوجيا الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والذي تقدمت فيه الدولة من المركز الـ21 عالميا العام الماضي إلى المركز
الـ20 عالميا العام الجاري فيما حافظت الدولة على مركزها الـ 12 و13 عالميا في مؤشر الخدمات الإلكترونية الحكومية ومؤشر المشاركة الإلكترونية على التوالي .
الجدير بالذكر أن الإمارات حجزت مواقع ريادية في العديد من المؤشرات العالمية حيث تبوأت مؤخرا ريادة الدول العربية في مؤشر الجاهزية الشبكية ومؤشر الخدمات الحكومية الالكترونية كما تقدمت من المركز الـ 40 إلى المركز الـ38 في نطاق المستوى العلوي ومن المركز الـ50 إلى المركز الـ45 في النطاق العلوي لرمز الدولة وذلك ضمن مؤشر الابتكار العالمي نفسه .
**الإمارات تحقق المركز الأول إقليميا والـ16 عالميا في التنافسية العالمية 2016**
تشكلت هذه الدولة على يد الشيخ زايد "رحمه الله" ورؤيته الثاقبة لكنها ازدهرت بجهود العديد من ابناء الدولة الذين مضوا في نهجه لتصل إلى ما هي عليه اليوم .
وكانت رؤية رجل واحد هي حجر الأساس الذي بنيت عليه الإمارات وتحولت إلى دولة رائدة والى دولة الاعجاز واعجوبة الامم وسطرت قصة نجاح أبهرت العالم .
وفي أحدث تقرير للتنافسية العالمية 2016 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس" حققت الإمارات المركز الأول إقليميا والـ16 عالميا في التنافسية العالمية .
وفي محور المؤسسات جاءت الإمارات في المركز الأول عالميا في مؤشر "غياب تأثير الجريمة والعنف على الأعمال" والمركز الثاني عالميا في كل من مؤشر "ثقة الشعب في القيادة" ومؤشر "قلة التبذير في الإنفاق الحكومي" والمركز الثالث عالميا في مؤشر "قلة عبء الإجراءات الحكومية" وهو ما يعكس نجاح إستراتيجية القيادة الرشيدة والخطوات الثابتة المتخذة نحو تحقيق الأداء العالي والكفاءة في العمل الحكومي على المستويين الاتحادي والمحلي بما يضمن سعادة ورفاه المواطنين والمقيمين على أرض الدولة الطيبة .
ويعد تقرير التنافسية العالمية الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس" في سويسرا من أهم التقارير العالمية ويصدر منذ عام 1971 ويهدف إلى مساعدة الدول حول العالم على تحديد العقبات التي تعترض النمو الاقتصادي المستدام ووضع الاستراتيجيات للحد من الفقر وزيادة الرخاء ويقيم قدرتها على توفير مستويات عالية من الازدهار والرفاهية لمواطنيها ويعد من التقارير التي توفر تقييما شاملا لنقاط القوة والتحديات لاقتصادات الدول .
**الإمارات نموذج عالمي في التعددية**
وتعتبر اليوم الإمارات النموذج العالمي رقم "1" في مستوى الانفتاح الحضاري والتعددية حيث تتألف من وجوه أتت من مختلف بقاع الأرض وأحضرت معها كفاءات مميزة وثقافات متنوعة وشخصيات مختلفة تعيش مع بعضها البعض وبجوار بعضها البعض لكنها تعمل بروح واحدة لبناء الوطن والمضي قدما نحو قمة الازدهار والنمو .
وقد ترجمت الإمارات إيمانها هذا بالعمل على نشر ثقافة الانفتاح وإشاعة مفاهيم الصداقة وقبول واحترام حق الآخر بالحياة الآمنة التي توفر للشعوب فرص الانصراف إلى بناء الأوطان والمجتمعات وتأمين العيش الكريم .
ان دولة الامارات اليوم هي بلا شك قلب العالم الواقع في الشرق الاوسط ويتمثل ذلك في شعبها.. شعب الامارات الذي كان نجاحه ولا يزال اليوم وسيستمر في المستقبل بفضل روح الاتحاد والجهود الجماعية .
وبينما تعاني المنطقة العربية من هجرة الأدمغة كانت الإمارات سباقة في استقطاب واحتضان أفضل العقول من كافة أنحاء العالم .. ورسخت مفهوما جديدا أطلق عليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" اسم "الهجرة المعاكسة للعقول" .
ومنذ تأسيس الإمارات وإلى هذا اليوم تضاعف عدد سكانها أكثر من 30 مرة وما زالت منفتحة وتستقبل المزيد فالإمارات هي مقصد للمبدعين والمتميزين من جميع أنحاء العالم .
**الإمارات الأولى إقليميا والثالثة عالميا في مؤشر التسامح**
ولطالما لعبت الإمارات دورا رائدا وعالميا في ميادين الحوار واحترام الثقافات والأديان دون تمييز إضافة إلى الدور الحيوي إقليميا ودوليا والذي تضطلع به في نبذ العنف والتطرف والكراهية والعصبية وازدراء الآخرين .
واحتلت الإمارات المركز الأول إقليميا والثالث عالميا في مؤشر التسامح المدرج ضمن منهجية تقرير الكتاب السنوي العالمي لعام 2016 الصادر عن معهد التنمية الإدارية بسويسرا بمناسبة اليوم العالمي للتسامح .
وأظهر التقرير تقدم الإمارات بخمسة مراكز عن ترتيب العام السابق وتقدمها على العديد من الدول التي تعرف بأنها مثال للتسامح مثل كندا وهولندا ونيوزيلندا وسنغافورة والسويد .
وهذا التصنيف العالمي يعكس مدى التسامح والتفاهم والانفتاح الذي ينعم به جميع من يعيش على أرض الإمارات الطيبة حيث إن تعايش أكثر من 200 جنسية في الدولة تنعم بالتفاهم والتقبل لفكر وثقافة الآخر والتقدير والاحترام في ما بينها جعل الدولة حاضنة وواحة أمان لعديد من الثقافات المختلفة التي لا ترغب إلا في العيش في سلام ورخاء .
**السياسة الخارجية.. مكانة مرموقة على الساحتين الإقليمية والدولية**
وتحتفل الامارات بيومها الوطني بعد ان مر عليها عام مفصلي حفل بالكثير من التطورات الداخلية والخارجية.. عام يبين في مجمله ان الإمارات تضرب أروع الأمثلة في البقاء جسدا واحدا حاكما ومحكوما .. عام شهد عملا متواصلا ومتنوعا ودؤوبا في شتى المجالات والميادين وتميز بسجل حافل من الحكمة والاعتدال في جميع القرارات والتحركات والنشاطات سواء الداخلية أو على المستوى الخارجي .
ويحق للإمارات وهي تستعد للاحتفال باليوم الوطني الخامس والأربعين أن تفخر وتزهو بما حققته من إنجازات خارجية بفضل قيادة رشيدة تتحرك في علاقاتها مع مختلف دول العالم ومؤسساته وفق سياسة خارجية تستند إلى مبادئ راسخة محورها العمل من أجل تحقيق الأمن والاستقرار ومساندة الحق ونصرة المظلوم واعتماد الحوار أداة لتسوية الخلافات واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية واحترام المواثيق والمعاهدات الدولية .
واستنادا إلى تلك المبادئ اتخذت الإمارات مواقف مشرفة واضحة تجاه الأزمات والتحديات والهموم التي تواجهها المنطقة والعالم الأمر الذي عزز مكانتها المرموقة على الساحتين الإقليمية والدولية بفضل ما تمتلكه من عناصر القوة الشاملة "السياسية والاقتصادية والعسكرية والعلمية والاجتماعية والثقافية" بات من الصعب إن لم يكن من المستحيل اتخاذ أي قرار أو خطوة بشأن تلك الأزمات والتحديات من دون استشارتها أو استطلاع رأيها ومعرفة موقفها وخاصة أنها أثبتت أنها دائما تملك نظرة ثاقبة للأحداث ولديها القدرة على التحرك السليم واتخاذ المواقف الصحيحة .
والدليل على ذلك كم الزيارات التي يقوم بها كبار المسؤولين من مختلف دول العالم والمنظمات الدولية للإمارات وحرصهم على الالتقاء بقيادتها الرشيدة والاستماع لآرائهم ومعرفة مواقفهم ليس بشأن أزمات المنطقة وقضاياها فقط وإنما بشأن مختلف القضايا والأزمات العالمية أيضا ولاسيما أن الدولة تلعب دورا محوريا في معالجة مثل هذه الأزمات والقضايا .. وهو ما يتجلى بوضوح في مساهمتها في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ومشاركتها في مواجهة الكوارث الطبيعية التي تحل بأي دولة في مختلف أرجاء العالم وحرصها على الوجود في مختلف المناسبات والفعاليات الدولية التي تتعامل مع التحديات والأزمات العالمية المتعلقة بالمناخ والبيئة وغيرها .
وفي دلالة واضحة على مشاركة الإمارات في مواجهة التحديات والأزمات العالمية احتلت المرتبة الأولى عالميا كأكبر مانح للمساعدات الإنسانية قياسا إلى دخلها القومي الإجمالي على مدى الأعوام الأخيرة وذلك بحسب لجنة المساعدات الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية .. كما تشارك الإمارات دول العالم ومؤسساته في مواجهة الأزمات والقضايا الدولية .. كما أنها لم تتردد أبدا في الإسهام بفاعلية في مواجهة الأزمات والقضايا التي تتعلق بالمنطقة حيث يؤكد موقفها من قضية الإرهاب وأزمة اليمن على وجه الخصوص أنها تتحرك من أجل تحقيق الاستقرار وحفظ الأمن ونصرة المظلوم ومساندة الحق والشرعية .
وتعزيزا لمكانة الإمارات ودورها سعت القيادة الحكيمة الى المساهمة بفعالية في مختلف الانشطة السياسية وكرست حضورها العملي في العديد من المؤتمرات والمنتديات الخليجية والعربية والاسلامية والدولية بوصفها عضوا اساسيا في المنظمات والمجالس الاقليمية والعالمية وسجلت الإمارات بدبلوماسيتها الفاعلة والنشطة نجاحات ملفتة في عالم السياسة الاقليمية والدولية مجسدة دورها في تعزيز علاقات الاخوة والشراكة والتعاون مع الدول الاعضاء في المجلس ودول العالم قاطبة .
**سياسة الانفتاح وعلاقات دبلوماسية مع 189 دولة**
إن سياسة الانفتاح على العالم جاءت نتيجة طبيعية للانفتاح والانسجام الداخلي الذي انعكس بدوره على السياسة الخارجية للإمارات والتي عنوانها المودة والاحترام والإرادة المشتركة للنجاح وتحقيق الازدهار مما عزز من دورها ومكانتها العالمية واستطاعت أن تصبح مركز جذب للجميع .
وسياسة الإمارات الخارجية المبنية على الإيجابية وبناء جسور التعاون بين أبناء الإمارات ومختلف شعوب العالم أسهمت في تعزيز قدرة الدولة على استقطاب الأفضل من شتى أنحاء العالم لبناء مستقبل مشرق .
وتمكنت الإمارات من تكوين صداقات مع مختلف شعوب العالم ولها علاقات دبلوماسية تمتد اليوم إلى أكثر من 189 دولة حول العالم .
ونجحت في تكريس علاقات دبلوماسية متينة مبنية على الاحترام المتبادل مع دول العالم.. فاليوم ارتفع عدد سفارات الدولة في الخارج إلى 82 سفارة و 18 قنصلية إضافة إلى أربع بعثات دائمة والتي تؤدي دور أساسي في تعزيز أواصر التعاون والتنسيق بينها وبين الأصدقاء والأشقاء وبناء علاقات تجارية واقتصادية وسياسية وثقافية متينة .
بينما بلغ عدد السفارات الأجنبية لدى الدولة 110 سفارة و 73 قنصلية عامة و 15مكتب تابع للمنظمات الإقليمية والدولية .
كما انها نهضت بدور ايجابي كامل التبعات والمسؤوليات سواء من خلال الاستضافة والمشاركة في مختلف المؤتمرات واللقاءات الدولية فكان لها حضورها البارز على صعيد قضايا المنطقة والعالم حيث استقبلت هذا العام العديد من قادة الدول العربية والاسلامية والاجنبية وشاركت بفعالية في اجتماعات منظمة المؤتمر الاسلامي وبذلت جهودها من اجل تطوير العمل الاسلامي الموحد دعما لقضايا الامة وبذات الحماس الذي شاركت فيه بالمؤتمرات الاقليمية والعربية والاسلامية سجلت حضورا مؤثرا في المؤتمرات الدولية وتوجتها بحضور سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي على رأس وفد رفيع المستوى ومشاركته في افتتاح الدورة الأخيرة للجمعية العامة للأمم المتحدة ولقاءات سموه على هامشها مع اغلب قادة وزعماء دول العالم الاعضاء بالأمم المتحدة .
ولاشك ان علاقات الإمارات الدولية مع المنظمات والهيئات ومختلف الدول تتسم بالتعاون والتنسيق والمشاركة في تحقيق الاهداف السامية للبشرية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا .
ولأن الإمارات تستمد سياستها الخارجية من اعراف وتقاليد وقيم ومبادئ راسخة لديها فهي تقيم علاقاتها مع جميع دول العالم ومنظماته على أسس ثابتة من الاحترام المتبادل القائم على سيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لها واحترام حقوق الانسان والحريات والديموقراطية والمصالح المشتركة فقد حظيت باحترام وتقدير المجتمع الدولي بمختلف دوله وهيئاته.. وهي في ذكرى يومها الوطني تستذكر باعتزاز ما بناه المؤسس الشيخ زايد من علاقات متينة ووثيقة مع الجميع في هذا العالم بما وضعها في مصاف الدول الهامة ذات المكانة المرموقة .
منذ أكثر من أربعة عقود ونيف شهدت الإمارات ولاتزال طفرة نوعية أخرجتها من حالة العزلة وارتقت بها إلى مصاف الدول العصرية والحديثة وذلك بفضل حقيقة آمنت بها ووضعتها وفق رؤيتها الاستراتيجية المستقبلية للتطوير والتحديث وهي توفير مناخ من الأمن والسلام والاستقرار ودعم علاقاتها الخارجية .
وفي هذا السياق يصف خبراء السياسة الخارجية الإمارات بأنها تتميز بـ "الحياد" وعدم التدخل فقلما أقحمت نفسها في المشاكل والقلاقل التي تعصف بالمنطقة والعالم وهذا الخيار لا يعني أنها آثرت العزلة كما يقول البعض بل هو نتاج النهج العقلاني الذي تستقي منه السياسة الخارجية الإماراتية أصولها في تقييم الأمور بحكمة وموضوعية بعيدا عن الانفعال أو الاستعجال إزاء ما يستجد أو يستفحل من أحداث سياسية سواء كان الحدث محليا أو عربيا أو على المستوى العالمي .
وبهذه الرؤية الواضحة والعميقة أسست الإمارات علاقاتها مع الأشقاء والأصدقاء كدولة سلام تسعى دوما إلى حل الخلافات بالحوار الإيجابي والطرق السلمية وإلى بذل كل ما تستطيع من أجل تعزيز السلام والأمن والاستقرار في محيطها ولأنها كسبت صداقة الآخرين وثقتهم كقيادة ودولة فإن جهودها الخيرة ومساعيها كثيرا ما نجحت في تقريب المواقف وتجاوز الخلافات بين الأشقاء والأصدقاء في المنطقة وخارجها وهو ما أكسب الإمارات مزيدا من التقدير على كافة المستويات .
ووفق هذا النهج فقد ظلت الإمارات خارج الانقسامات السياسية التي طالما دبت في المنطقة لأنها وضعت تحقيق المصالح الإماراتية في المقدمة مما مكنها من الحفاظ على سياسة خارجية مرنة للغاية وبناء شبكة واسعة من التحالفات والعلاقات الخليجية والعربية والدولية .
**حرص إماراتي على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي**
وبروح لا تعرف الكلل واصلت قيادة الإمارات ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان "حفظه الله" والى جانبه كبار مسؤولي الدولة مساعي الخير والتواصل والتعاون مع مختلف الدول العربية انطلاقا من ثوابت مبدئية آمنت بها الإمارات وتبنت من اجلها قضايا الامة العربية واماني شعوبها فكان دعمها لهذه الشعوب بلا حدود فضلا عن تقديمها كل اشكال المساعدة بالمساهمة الفاعلة في دعم اقتصاد العديد من الدول العربية والقيام بجهود حثيثة لحل اشكالات ونزاعات قائمة على الساحة العربية والدولية .
ومعروف لدى الأسرة الدولية حرص الإمارات على دعم الأمن والاستقرار في دول المنطقة والحفاظ على الأمن القومي العربي والتصدي لخطر الإرهاب الذي أصبح يمثل تهديدا لجميع دول العالم من دون استثناء .
ودائما تبادر الإمارات إلى التضامن مع الدول العربية في مواجهة ظاهرة الارهاب وتدعو إلى تعزيز التعاون لمواجهة التطرف الذي يقف وراء هذا الإرهاب ويغذيه وتعمل على تعزيز قيم الوسطية والانفتاح والتسامح والتعايش بين الشعوب والثقافات المختلفة باعتبارها مدخلا مهما في المواجهة الفاعلة للفكر المتطرف .
وتقف الإمارات تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" إلى جانب مصالح الشعوب العربية في التنمية والأمن والاستقرار والتقدم وهذا هو المحرك الأساسي لسياستها تجاه الدول العربية منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" ولهذا تؤكد دوما أنها ستظل سندا للأشقاء العرب في مواجهة قوى التطرف والإرهاب والمشاركة بفاعلية في أي جهد إقليمي ودولي يحقق هذا الهدف .
هذا وقد عبر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في كلمته بمناسبة الذكرى الأربعين لتوحيد القوات المسلحة خلال مايو الماضي عن هذا المعنى بوضوح حينما قال " برز دور قواتنا المسلحة الباسلة وظهرت ثمار تطويرها والجهد الكبير الذي بذل في هذا التطوير على مدى سنوات طويلة من خلال الدور البطولي الذي قامت - وتقوم به - في حماية المصالح الوطنية العليا وتحقيق أهداف السياسة الخارجية الإماراتية ومد يد العون للأشقاء والدفاع عن منظومة الأمن القومي العربي في مواجهة محاولات التدخل في الشؤون الداخلية العربية والتصدي لقوى التطرف والإرهاب وإجهاض خططها ومشروعاتها الشريرة " .
ولم تتوان الإمارات يوما في الانضمام إلى الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لمواجهة الإرهاب ومكافحته بل وإلى جانب إطلاقها عددا من المبادرات المحلية التي تواجه الإرهاب شاركت في المبادرات والفعاليات الدولية التي تسعى إلى مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة.. ولم تكتف بذلك وإنما أسهمت في التحالف الدولي أيضا لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي الذي يهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي ويسعى إلى نشر الفوضى والخراب وذلك من خلال ما يقوم به من عمليات إرهابية حتى أنه لم تعد هناك دولة آمنة من هذا الخطر أو بعيدة عنه .
كما ان مشاركة الإمارات في التحالف العربي في اليمن جاءت انعكاسا واضحا لأحد المبادئ الراسخة التي تقوم عليها سياستها الخارجية وهو نصرة المظلوم ومساندة الحق ودعم الشرعية وقد سعت من خلال هذه المشاركة إلى مساندة الشعب اليمني الشقيق واسترجاع حقوقه وإعادة حكومته الشرعية ونشر الأمن والاستقرار فيه.. وبرغم استشهاد كوكبة من خيرة شباب الإمارات دفاعا عن الحق والواجب تبدي الدولة تصميما على المضي قدما في طريقها من أجل إعادة الحق إلى أصحابه .
وعبرت الإمارات عن تضامنها القوي مع مصر في مواجهة الإرهاب وهو توجه ثابت في السياسة الخارجية الإماراتية وينسجم مع مواقفها كدولة مسؤولة في محيطيها الإقليمي والدولي وهي التي تستهدف دعم الأمن والاستقرار في دول المنطقة والمساهمة بصورة إيجابية وفاعلة في مواجهة التحديات التي تهدد الأمن والسلم في المنطقة والعالم حيث تدرك الإمارات أن التطرف والإرهاب يشكلان التهديد الرئيسي الذي يواجه الدول العربية مجتمعة وخاصة في هذه المرحلة التي تتنامى فيها قوى التطرف والإرهاب والتي تسعى إلى إشاعة حالة من الفوضى وعدم الاستقرار في الدول العربية .
**كوكبة من الشهداء الأبطال**
وإذا كانت الإمارات بقيادتها الحكيمة وشعبها الوفي يحتفيان هذه الايام بذكرى اليوم الوطني فإنها لا تنسى من ضحى من اجلها وعزاءها انها تتطلع الى المستقبل بروح من الامل والتفاؤل يد تخطط ويد تبني بحيث تحولت البلاد الى خلية نحل من العمل على طريق تحقيق رؤية الإمارات التنموية ووضعت نصب عينيها مواطنها الذي عليه تعول في ورشة العمل والانجاز .
وحصادها من الانجازات على مختلف الصعد يتحدث عن نفسه على ارض الواقع ولسان حالها يقول للشعب إن بين الولاء والانتماء قاسم مشترك عنوانه تحمل المسؤولية وإدراك الواجب ومعرفة الحقوق وممارسة الحرية عند حدودها القانونية والانسانية وفوق هذا وذاك وضع الوطن في صميم الافتداء وتغليب مصلحته على كل مصلحة والوعي بكل هذه المعاني انسانيا واخلاقيا يعني مفهوم المواطنة بأبعادها القيمية المتمثلة أولا وآخرا في ان خدمة الوطن شرف لايدانيه شرف .
وقد ضحى ابناء الإمارات بأرواحهم الطاهرة وارتقوا إلى العلا في اليمن الشقيق ولم تهتز صلابة المواطنين الإماراتيين وايمانهم بالله وبوطنهم خلال استقبالهم خبر استشهاد ابنائهم.. بل أكدوا على استعدادهم لبذل المزيد من التضحيات في سبيل الوطن ودفاعا عن الحق والشرعية وتضامنهم مع قيادتهم وايمانهم بمواقفها التي وضعت الإنسان على الدوام على رأس سلم أولوياتها .
واستغرب العالم ذلك الموقف الرسمي والشعبي المنسجم والمتناغم والتلاحم المهيب الذي رافق استشهاد كوكبة من عشرات الجنود الإماراتيين الأشاوس خلال تأدية واجبهم الوطني في اليمن حيث تفاعلت الإمارات بكل مستوياتها الرسمية والشعبية مع هذا الحدث الكبير لتعطي من جديد صورة لأنموذج الدولة الوطنية الحضارية والتي تدرك جيدا ان قيمة الوطن من قيمة ابنائه وان تكريم شهداء الوطن بهذا الشكل والاهتمام بقضيتهم احد ابرز المهام السامية التي تقوم بها الدولة ويمثلها الشعب الإماراتي بكافة اطيافه وفئاته والذي اثبت مرة اخرى انه على مستوى المسؤولية الوطنية العالية بوقوفه خلف قيادته الحكيمة التي آلت على نفسها إلا ان تشارك في العمل الخليجي العربي المشترك لإعادة الشرعية الى اليمن واستئصال فئة المتمردين الضالة والمنحرفة .
ومع حلول اليوم الوطني الـ 45 وبما أن المواطن هو اغلى الثروات والوطن حاضن جميع ابنائه المخلصين انصب اهتمام القيادة على تعزيز معاني الولاء والانتماء لدى الانسان بتغذية وعيه الوطني سياسيا واجتماعيا وثقافيا وعليه ينطلق وعي الانسان بمواطنته الصالحة من تكريس مبدأ خدمة المجتمع وحماية مكتسباته والدفاع عن حماه ويبتدأ الامر بإدراك الواجب والمسؤولية تجاه الاخر اولا ثم اتجاه الدولة وقوانينها وسيادتها ثم الحرية المسؤولة وصولا الى المواطنة الصالحة .
**التوجه الإنساني**
آمن الشيخ زايد طيلة حياته بكرم هذه الدولة ومنحها مودّته التي انبثقت من ايمانه بالإنسانية وثقته العميقة بأن كل انسان يمتلك روح الايثار في نفسه ليهتم بالآخرين ويعطي لمجتمعه .
وما يميز التجربة الإماراتية إنسانية توجهاتها وشمولية اهتماماتها ففي أربعة عقود ونصف من المسؤولية الوطنية والإبداع المميز برز اتحاد دولة حديثة قوية تسمو بروح العدالة واحترام وحماية حقوق الإنسان في تجسيد رائع لمنظومة المثل والقيم العربية الإسلامية الحقيقية الاصيلة .
ومن هذا المنطلق واصلت الإمارات نهجها الإنساني في تقديم المساعدات التنموية والإنسانية والخيرية لمختلف مناطق العالم وشعوبها خلال العام 2015 حيث أظهرت البيانات الإحصائية الصادرة عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي ان إجمالي قيمة المشاريع والبرامج التنموية والإنسانية والخيرية التي قدمتها الإمارات متمثلة في مؤسساتها الحكومية والجهات المانحة الخيرية والإنسانية منذ تأسيس الدولة عام 1971 وحتى يومنا هذا ناهزت 202 مليار درهم توزعت على 21 قطاعا ووصلت أكثر من 175 دولة حول العالم .
وتحرص القيادة الرشيدة على ضمان توجيه المساعدات الخارجية الإماراتية بأفضل الوسائل التي تحقق أقصى منفعة وتأثير ممكن منها ولهذا أطلقت العام الماضي العديد من المبادرات في محاولة لدعم وتعزيز تأثير المساعدات الخارجية ومن بين تلك المبادرات كان تأسيس اللجنة الإماراتية لتنسيق المساعدات الإنسانية الخارجية والتي تهدف إلى جمع خبرات الجهات الإماراتية القائمة على تقديم الاستجابة الإنسانية من أجل تيسير تقديم المساعدات الإنسانية للدولة والإشراف عليها وتنسيقها .
ومن بين الإنجازات المهمة الأخرى التي حققتها الإمارات أيضا حصولها على صفة عضو مشارك في لجنة المساعدات الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وقد أتاحت تلك العضوية للإمارات الحصول على مقعد على طاولة المنتديات والملتقيات الدولية ذات الصلة بالتنمية وكذلك الاعتراف الدولي بها كدولة مانحة رئيسية على مستوى العالم .
واحتلت الإمارات المرتبة الأولى عالميا كأكبر جهة مانحة دوليا للمساعدات الإنمائية الرسمية كنسبة من الدخل القومي الإجمالي خلال العامين 2013 و2014 بعدما قدمت مساعدات بلغت قيمتها 24.40 مليار درهم وبنسبة 1.34 بالمائة للعام 2013 و18.36 مليار درهم وبنسبة 1.26 بالمائة للعام 2014 واستمرت خلال عام 2015 من ضمن أكبر المانحين الدوليين قياسا بدخلها القومي .
ويؤكد تصدر دولة الإمارات كأكبر مانح للمساعدات التنموية قياسا لدخلها القومي على مستوى العالم خلال الثلاث سنوات الأخيرة /2013-2015/ على التزام الدولة برسالتها الإنسانية العالمية وبمبادئها التي تأسست عليها وسعيها لترسيخ مكانتها كعاصمة إنسانية ومحطة خير وغوث ودعم للشقيق والصديق وقد جاء ذلك ترجمة لرؤية مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" التي قامت على مساعدة الآخرين دون تمييز على أساس من الدين أو العرق أو الهوية .
**الإمارات مصدر إلهام ومحط أنظار الساعين لارتقاء قمم المجد والتميز**
وتواصلت المسيرة الاتحادية الشامخة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" لإعلاء صروح الإنجازات والمكتسبات الوطنية التي تحققت واليوم يتمثل الشغل الشاغل لقيادة الإمارات الرشيدة في كيفية إسعاد الشعب في كل مشروع تعتمده وتطلقه .
واستطاع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إدخال مصطلح جديد في تعريف الحكومة.. فالحكومات في العالم تفرض ضرائب ولكن الحكومة الإماراتية دورها يتمثل في إسعاد الشعب وكل استراتيجية توضع تنصب على فكرة السعادة .
والمؤكد ان الامارات أصبحت نموذجا رائدا يحتذى به في إسعاد شعبها وتمكينه من خلال ما تحققه من إنجازات في مختلف المجالات وحرصها على تسليح مواطنيها بالعلم والمعرفة ليقوموا بدورهم تجاه الوطن والعبور به نحو المستقبل المشرق الذي ينتظره .
وتتواصل الملحمة الوحدوية التنموية الفريدة التي تسطرها الإمارات كتجربة قل نظيرها في العالم بما حققته من إنجازات في المجالات كافة وفي زمن قياسي .
ويتواصل اعتزاز أبناء الإمارات وبناتها بقيادتهم الاستثنائية التي وعدتهم بأن يكونوا ضمن أسعد شعوب المعمورة فصدقت الوعد ومنحتهم بما تمتلكه من رؤى طموحة وبصيرة نافذة وقادرة على استشراف المستقبل قدوة ملهمة ينهلون منها أسمى قيم البذل والعطاء وأروع دروس الاجتهاد والنجاح والتشبث بالمراكز الأولى على مختلف المستويات المحلية والإقليمية والعالمية.. كل ذلك شكل - ولا يزال - نموذجا إماراتيا رائدا تتردد أصداء نجاحاته شرقا وغربا وبات يمثل مصدر إلهام ومحط أنظار الساعين لارتقاء قمم المجد والتميز .
ان هذه المسيرة الإماراتية التي رسم ملامحها منذ اليوم الأول لبزوغ فجر الاتحاد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان " طيب الله ثراه " بما رسخه من عقيدة إماراتية خالصة تقدس العلم والعمل وتسخر ثروات الوطن لبناء الإنسان وسعادته ماضية بخطوات ملؤها الثقة نحو تسطير فصول جديدة لا تقل ألقا من قصة نجاح دولة الإمارات الفتية وذلك في ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" الذي قاد انتقال الدولة من مرحلة التأسيس إلى مرحلة التمكين فعزز مكانتها كأيقونة عالمية .
ان من حق كل إماراتي أن يقف اليوم وكل يوم وقفة فخر وامتنان لما نجحت القيادة الرشيدة في تقديمه للوطن والمواطن فقد باتت الدولة على مشارف تتويجها مع حلول الذكرى الخمسين لتأسيسها في عام 2021 كواحدة من أفضل دول العالم وهو الأمر الذي أشار إليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" في رسالة إلى شعب الإمارات بمناسبة مرور عشر سنوات على تولي سموه رئاسة الحكومة تحت عنوان "عشرية الإنجاز وخمسية التحدي" حيث قال سموه: "نقف اليوم على أعتاب عشر مضت وخمس سنوات قادمة وصولا إلى عام 2021 الذي وضعنا له الكثير من الأهداف والغايات وهدفنا تصحيح المسار إن احتجنا وتكثيف الجهود إذا ارتأينا وشكر المجتهدين وتشجيع المتأخرين ويعلم الله أننا لا نريد إلا مصلحة هذا الوطن وعز وخير ونفع المواطن..
إن أرقامنا في الإمارات تشير إلى خير - برغم الأزمات المالية الدولية والاضطرابات الإقليمية - فقد ارتفع ناتجنا المحلي الإجمالي خلال 10 سنوات من 663 مليار درهم إلى 1360 مليارا وأكدنا استمرارنا في تنويع اقتصادنا بعيدا عن النفط والإمارات تتصدر دول المنطقة في أكثر من 100 مؤشر تنموي."
وان خير الوطن والمواطن هو جوهر مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة التي تشهدها الإمارات فإن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم شدد على أن رسالته لا تقتصر على تعداد الإنجازات بل تركز أيضا على سرد التحديات موضحا سموه " أعلنا 52 هدفا رقميا في مؤشرات الأجندة الوطنية نريد الوصول إليها قبل عام 2021 وليس من عادتنا أن نجامل أحدا لأن المجاملة على حساب الوطن ليست من الوطنية ووجهنا بتشكيل الفرق التنفيذية للأجندة الوطنية وتضم 550 مسؤولا اتحاديا ومحليا وستكون تحت إشرافي ولا مجال للتأجيل أو التراخي والتاريخ سيشهد علينا جميعا ووعدنا شعبنا بتحقيق الأفضل والوعد دين ".
إن هذه الرسالة إلى شعب الإمارات جاءت لتدل على استثنائية قيادتنا الرشيدة وحكومتنا التي تعد إحدى أكثر حكومات العالم نشاطا وتجددا وابتكارا بما قدمته للعالم من وزارات مستحدثة وغير مسبوقة ولتحفيز الهمم وتقوية العزائم وتشجيع أبناء الوطن جميعا على مواصلة المثابرة ومضاعفة الجهود بغية الوفاء بالعهد للأجيال القادمة والعبور بالإمارات نحو المستقبل المشرق الذي ينتظرها .
ولعل الذكرى هذا العام تحمل في طياتها خصوصية العقود الأربعة والنصف من عمر دولة عظيمة والتي انطوت على جهد وصبر وكفاح لتحتل الإمارات المكانة المرموقة التي وصلت إليها وتكون مضرب المثل ورمز الساعين إلى تقدم أوطانهم ورفاهية وسعادة شعوبهم .
**الإمارات الأولى عربيا والـ 28 عالميا في السعادة**
وتعتبر الرعاية الاجتماعية للمواطن الإماراتي في صلب اهتمامات الحكومة ويعكس مشهد التنمية الاجتماعية في الدولة الخطوات المتقدمة التي تمت في هذا السياق والتي تستهدف تحقيق الرخاء والاستقرار وتحسين نوعية الحياة للمواطن باعتباره الوسيلة والغاية لمجمل عمليات التنمية .
واحتلت الإمارات المرتبة الأولى عربيا والـ 28 عالميا في "تقرير السعادة العالمي 2016" الذي تصدره "المبادرة الدولية لحلول التنمية المستدامة" التابعة للأمم المتحدة بالتعاون مع "المركز الكندي للدراسات المتقدمة" و"معهد الأرض" بجامعة كولومبيا والذي يضم 157 دولة .
كما واحتلت الإمارات المرتبة الأولى عربيا في مجال تقديم الرفاه إلى مواطنيها بحسب مؤشر التقدم الاجتماعي لعام 2016 الذي تعده مؤسسة "سوشيال بروغرس إمبيراتف" الأميركية فيما صعد الشعب الإماراتي إلى صدارة منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا كأسعد شعوب العالم ضمن مؤشر السعادة العالمي لعام 2016 متقدما على شعوب فرنسا واليابان وإسبانيا .
وحققت الدولة المرتبة الأولى إقليميا والـ/30/ عالميا من حيث مؤشر التنمية البشرية .. فيما حلت بالمرتبة الأولى على قائمة الدول المفضلة للشباب العربي للعيش والإقامة .
وتربعت على قائمة الدول العربية التي شملها أحدث إصدار لـ "مقياس الرخاء العالمي" الصادر عن معهد "ليجاتوم" البريطاني.. فيما أظهر التقرير تبوؤها المركز الأول إقليميا في كل من "محور الأمن والأمان" الذي يشمل كل المؤشرات التي تتعلق بأمن وسلامة المواطن والمجتمع .
ولا يخفى على متابع أن السبب في تصدر الإمارات لهذه المؤشرات تكمن في تحقيقها نموذجا مختلفا ومتفردا في التنمية حيث تعمل جميع القطاعات وفق رؤية واحدة ووفق أولويات وطنية واضحة في الوقت الذي تصدرت فيه الإمارات /33/ مؤشرا دوليا لكفاءة الأداء الحكومي .
وبالعودة قليلا إلى الوراء وإلقاء نظرة عبر مسيرة النهضة الإماراتية يتجلى واضحا مدى التغيير الذي طرأ على الإمارات من خلال رصد العديد من المنجزات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتعليمية والثقافية والصحية وغيرها من المجالات الحيوية التي تشهد مزيدا من الانطلاق نحو التطوير واستيعاب تطلعات المواطن الاماراتي وطموحاته .
**الإمارات من أكثر دول العالم اهتماما برعاياها في الخارج**
ان المتأمل لتجربة الإمارات الحضارية ومخرجاتها المبهرة والتي جعلت شعب الإمارات يصنف بأسعد شعب في العالم يجد أن سر ومفتاح هذا النجاح يعود للإيمان الحقيقي للقيادة والشعب بالاتحاد باعتباره الخيار الوحيد للتقدم والعزة والمنعة ولم تنطلق من أهداف ضيقة أو طموحات سياسية لحزب أو زعيم يسعى لمصالحه الخاصة .
ان اهتمام القيادة بالشعب لا يقتصر على المستوى المحلي فالاهتمام يلازم المواطن في حاله وايضا ترحاله خارج الوطن فنجد الاستجابة السريعة في حالة المرض والخطر والموت "لا قدر الله" ودائما نرى أن الدم الإماراتي غال جدا .
جهود كبيرة تبذلها الإمارات لرعاية المواطنين والاهتمام بهم في جميع دول العالم وفي مختلف الظروف وإن كانت تزداد الرعاي