ابو شمالة يدعو دحلان الى عقد مؤتمر عام لحركة فتح

الأربعاء 23 نوفمبر 2016 07:32 م / بتوقيت القدس +2GMT
ابو شمالة يدعو دحلان الى عقد مؤتمر عام لحركة فتح



القاهرة \سما\

 كتب النائب في المجلس التشريعي ماجد ابو شمالة ، مقالة بعنوان "ذهبت  السكرة وجاءت الفكرة" دعا فيها الى مقاطعة المؤتمر العام السابع المنوي انعقاده في التاسع والعشرين من الجاري ، كما وصف المؤتمر بأنه خرقاً للنظام السياسي لحركة فتح ، وخروجاً عن كل القيم التنظيمية وادبيات التنظيم ، لأنه مؤتمر اقصائي .

وطالب ابو شمالة في مقالته النائب محمد دحلان بضرورة الاعداد لمؤتمر عام لحركة فتح وتحقيق الاجماع عليه وتشكيل لإنتخاب اللجنة المركزية والمجلس الثوري ، بإعتبار أن ظروف التنظيم بالوضع الذي أوصله إليه الرئيس عباس تؤكد ضرورة اتخاذ خطوات عملية لعدم انهيار الحركة.

ما كتبه النائب ابو سماتله : 

أيام قليلة وتنتهي سكرة مؤتمر المقاطعة وتأتي فكرة الحسابات ويكتشف الفتحاويون المشاركون حجم الكارثة التي كانوا مشاركين بها ويدركون  أن المقاطعة استخدمت بعضهم لاستبدال "زيد بعبيد" بعد أن وعدوهم وعودا كبيرة أكبر من مصداقية المقاطعة وزبانيتها  وقد يفيق بعضهم على نفسه وهو يرقص على سلم الامتيازات والانجازات  فينقلب مرغما ويصبح  من الغاضبين, أما البعض الأخر فقد جاء متصالحا مع نفسه وقبض الثمن ومضى إلى "سبوبة"  جديدة تاركا خلفه  الفتحاوين ليخلعوا شوكهم بأيديهم ,و يفهم الجميع حينها أن الرئيس عباس أراد من حفلة  مؤتمر المقاطعة أن يقول للإقليم وربما للعالم  بأن فتح بخير ولا , مشاكل بها وها هي قد عقدت مؤتمرها المنشود  وانتخبت لجنتها المركزية الموقرة  ومجلسها الثوري المبجل وهي "عامرة وعمرانة ومعمرة" .

وستجد هذه الرسالة قبول ورضا  بعض الأطراف الإقليمية الداعمة لمؤتمر المقاطعة, باعتبار هذه الخطوة تأتي في سياق مخططاتها الرامية لتدمير المشروع الوطني الفلسطيني  لصالح المشروع "المتأسلم"  , ويدرك الفتحاويون المشاركون أن فتح لم تكن يوما هدفا بحد ذاتها بل كانت ولا زالت وسيلة لقيادة الشعب الفلسطيني نحو فلسطين الوطن والإنسان ، وصحيح أن فتح بحاجة ماسة لمؤتمر سابع: يجمع شتاتها ويلملم أوراقها ويجدد دمائها ويعيد صياغة نظامها وبرنامجها السياسي ويجهز عودتها لقيادة الشعب الفلسطيني عبر قيادات مقبولة عليه وبرامج قادرة على محاكاة آلامه وتحقيق أماله وتلبيه أحلام شبابه ... فتح لا تحتمل أي مؤتمر إقصائي يستبعد ثلاثة أرباع كوادرها ,ممن  دفعوا في رأس المال وامتشقوا السلاح ..إخوة الشهداء  والأسرى والجرحى, من كانوا يدافعون بدمائهم عن حياض الفتح ومقدراتها وبالتأكيد  فان  أخر ما كانت تحتاجه فتح ""مؤتمر يفرق ولا يجمع"" يشتت ولا يوحد مؤتمر لا يضمن للفتح ""إلا هزيمة منكرة "" أمام أول الاختبارات الحقيقية في الانتخابات العامة.

ومعروف  أن فتح تعتمد على السلطة والصندوق القومي لمنظمة التحرير الفلسطينية ولولا: قناعة بعض دول الإقليم ""بأهمية المشروع الوطني الفلسطيني الذي تقوده فتح"" لجفّت مصادر الحركة المالية لصالح التطورات الإقليمية الكارثية في بعض الدول العربية خاصة وان :حركة فتح لا يقف خلفها حركة كتنظيم الإخوان المسلمين الدولي ولا تدعمها دول هي جزء من مشروع الإخوان وبالتالي إذا فقدت فتح السلطة رئاسة وتشريعي ومجلس وطني فقد تصبح التنظيم رقم 3 وسينفض من حولها كل" الطبالين والزمارين" وأصحاب المصالح, ولكي تعود حركة فتح لقيادة الشعب الفلسطيني فأول ما تحتاجه هو"" وحدتها الداخلية ولملمة أبنائها ""الأمر الذي سيصبح بعد مؤتمر المقاطعة متأخرا فقد اختلف الزمن الذي كان فيه الانشقاق عن فتح يعني خروج مجموعة عسكرية من الحركة سرعان ما تنتهي, أما اليوم: فنحن بين أهلنا وشعبنا ومن يرغب بقيادة الشعب الفلسطيني عليه أن يستحق أصوات غالبية الفلسطينيين.

وإنني من المؤمنين بأن (غزوة)  مؤتمر المقاطعة لم تكن ولن تكون أكثر من دورة تدريبات مكثفه وفاشلة وحفلة (تسحيج) لإعداد فريق عباسي قادر على المنافسة في الملعب ,أمام فريق حماس الأكثر تنظيما والتزاما وهزم فريق فتح الموحدة في الجولة السابقة، وقد ينجح مؤتمر المقاطعة في فرز هذا الفريق لكنه سيكون فريق ضعيف بلا هيبة  أو قيمة, وأنا لا اعتقد بأنه سيجد جمهورا  كافيا لتشجيعه ومن هنا فأنني اعتبر: مؤتمر المقاطعة خلف ظهورنا قبل انعقاده وبعده و""مخرجاته لا تمثل إلا المشاركين فيه والمطبلين له"" وأدعو كل أبناء فتح لعدم التعامل مع أي قيادة جاهزة لأنها مفروزة مسبقا وفقط سيكشف أسماءها هذا المؤتمر شكليا لا أكثر ,و بهذا الصدد أدعوا زملائي وعلى رأسهم الأخ  محمد دحلان للتفكير بجدية للأعداد والذهاب للانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني بقوائم تمثل ""حركة فتح الحقيقية" بعيدا عن قوائم الرئيس عباس وارى أن يتم المباشرة في إعداد مرشحي حركة فتح على أسس ديمقراطية ومن خلال مشاركة كل أبناء فتح في المحافظات من رفح حتى جنين لاختيار ممثليهم في الرئاسة والمجلسين التشريعي والوطني  ،ورغم أن الرئيس  عباس لا زال يتحكم في موعد هذه الانتخابات لكنه لن يستطيع هو وبطانته التحكم في مخرجاتها أو استمرار المماطلة في تأجيل موعدها خاصة وأنها باتت الاستحقاق الأهم على الأجندة الفلسطينية والعربية وهذه الانتخابات ومخرجاتها لا يتحكم فيها إلا الشعب الفلسطيني الذي سنحتكم إليه جميعا تنظيمات و فصائل وأشخاص وستكون كلمته سيفا على رقابنا جميعا وسنقبل  قراره أيا كان هذا القرار حتى لو أعاد إنتاج عباس وحماس من جديد.