كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، في عددها الصادر اليوم، ان وزارة الخارجية الاسرائيلية تجري فحصا داخليا لشكوى تم تقديمها ضد القائمة على السفارة الاسرائيلية في انقرة، اميرة اورن، التي يدعى انها دعت الى اسقاط رئيس الحكومة ووزير الخارجية، بنيامين نتنياهو، خلال لقاء عقدته مع نواب من الكنيست وممثلي الجالية اليهودية في تركيا. وقال مسؤول رفيع في الوزارة انه يجري فحص القضية ببالغ الخطورة، ويسود التقدير بأنه سيتم استدعاء اورن الى البلاد لمواصلة الفحص.
وقد حدث الأمر يوم الجمعة الماضية، حول مأدبة غذاء اقيمت في احد مراكز الجالية اليهودية في اسطنبول، تكريما للنائبين ميكي ليفي (يوجد مستقبل) وعومر بارليف (المعسكر الصهيوني)، بحضور عدد من قادة الجالية اليهودية في تركيا ونائبة القنصل العام في اسطنبول شيرا بن تسيون، واورن نفسها، وفق ترجمة وزارة الإعلام الفلسطينية.
ويوم الأحد وصلت الى طاولة القائم بأعمال المدير العام لوزارة الخارجية، يوبال روتم، ومسؤولين اخرين في ادارة الوزارة، شكوى قدمتها بن تسيون، ضد اورن. وقد بعثت بن تسيون بالشكوى المفصلة بناء على توجه القنصل في اسطنبول شاي كوهين الى المراقبة العامة لوزارة الخارجية، والتي طلبت بدورها ارسال تقرير مفصل حول ما حدث. وقالت مصادر مطلعة ان اورن اطلقت تصريحات شاذة جدا حول الوضع السياسي في اسرائيل.
وحسب الشكوى فقد قالت اورن انه يجب انهاء حكم نتنياهو في اسرائيل، واضافت انه لا يمكن اسقاط نتنياهو في الانتخابات، ولذلك يجب العمل بوسائل قانونية. واعطت مثالا على ذلك، قضية الغواصات التي يثور الاشتباه بارتكاب عمل جنائي في اطارها. وكتب في الشكوى، ايضا، ان النائبين احتجا على اقوالها وقالا ان الطريقة الوحيدة لاستبدال رئيس الحكومة هي الانتخابات الديموقراطية.
ومع بدء الفحص في الوزارة، امس، توجهت الوزارة الى عدد من الذين حضروا اللقاء وطلبت منهم تقديم روايتهم لما حدث. وقال مسؤولون في الوزارة ان بعض الحضور اكد ما جاء في الشكوى، بينما نفى ذلك اخرون، بما فيهم اورن. وادعت اورن ان نائبة القنصل تحاول الانتقام منها لأنها سبق وان قدمت لها ملاحظة تتعلق بعملها. واكد مسؤول في الوزارة بأن اورن وبخت في اليوم نفسه نائبة القنصل، وقالت لها انها لا تعرف مكانتها وانها ستبلغ الأمر الى الوزارة. وقالت اورن ان شكوى نائبة القنصل كانت ردا على المواجهة بينهما وهدفت الى تشكيل ضربة مانعة. واضافت: "لم اقل هذه الامور بتاتا وهذا ليس اسلوبي".
وقال النائب عمرو بارليف انه لا يتذكر ما حدث خلال وجبة الغذاء، ثم عاد وقال ان اورن لم تقل هذه الامور، بينما قال ليفي انه جرى الحديث خلال الوجبة عن السياسة الاسرائيلية لكنه نفى ان تكون اورن قد قالت هذا الكلام. وقال الناطق بلسان الوزارة عمانوئيل نحشون ان الموضوع لا يزال قيد الفحص من قبل الجهات المختصة.