توقّع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي انخراطاً أكبر للولايات المتحدة في قضايا الشرق الأوسط في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترامب، داعياً إلى تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين القاهرة وواشنطن.
وأجرى السيسي أمس مقابلة مع وكالة الأنباء البرتغالية الرسمية، عشية وصوله إلى لشبونة، تطرّق فيها إلى تداعيات فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية. وأكد السيسي تقديره لترامب الذي «يُمثل اختيار الشعب الأميركي»، داعياً إلى «أهمية التفريق» بين تصريحات المسؤولين خلال الحملات الانتخابية وما بعد تولي الرئاسة، حيث تكون هناك دائماً فرصة لاستيضاح المواقف، وهو ما يعكس «أهمية عدم التعجل في الحكم على الأمور».
وتوقّع السيسي أن الرئيس المنتخب ترامب «سيكون أكثر قوة وانخراطاً في قضايا المنطقة، ولن يكون هناك تراجع في الدور الاستراتيجي الذي تقوم به الولايات المتحدة في الشرق الأوسط»، مؤكداً «الطبيعة الاستراتيجية» التي تتميز بها العلاقات المصرية- الأميركية، وحرص مصر على الحفاظ على هذه العلاقات، داعياً إلى تعزيز التعاون مع واشنطن خلال فترة رئاسة ترامب، لا سيما في ضوء «ما أبداه (الرئيس المنتخب) من تفهّم كبير لما يحدث في مصر والمنطقة».
ووفقاً لبيان رئاسي، فإن السيسي تناول خلال اللقاء الصحافي التطورات على الساحة الداخلية وجهود مصر في مكافحة الإرهاب، والذي «ينحصر في منطقة محدودة»، في شمال سيناء، مؤكداً حرص الدولة على تحقيق «التوازن بين إرساء دعائم الأمن والتصدي لمحاولات زعزعة الاستقرار من ناحية، وبين إعلاء قيم الديموقراطية واحترام حقوق الإنسان والحريات من ناحية أخرى». كما أكد «العمل على النهوض بالخدمات الأساسية التي تُقدم للمواطنين، مثل الصحة والتعليم، فضلاً عن توفير السكن الملائم لمختلف شرائح المجتمع»، داعياً إلى أهمية «عدم اختزال حقوق الإنسان في حرية التعبير فقط المكفولة بأحكام الدستور، بل أنه من الضروري مراعاة الظروف التي تمر بها المنطقة».
وأكد السيسي أن بلاده «تمثّل نموذجاً للتعايش والتسامح بين الأديان»، مشدداً على حرص الدولة على «ترسيخ قيم المواطنة ووحدة النسيج الوطني وعدم التمييز على أساس الانتماءات الدينية واحترام خيارات مواطنيها». وأشار إلى «اعتماد القانون الموحّد لدور العبادة الذي تأجل إصداره لعقود طويلة».
وتطرق إلى تشكيل لجنة من الشباب عقب المؤتمر الوطني الأول للشباب الذي عقد في شرم الشيخ لمراجعة قوائم الشباب المحتجزين، مؤكداً أنه «سيتخذ الإجراءات اللازمة للإفراج عنهم وفقاً لأحكام القانون والصلاحيات التي ينص عليها الدستور». وتحدث السيسي عن الأوضاع الاقتصادية في مصر، مؤكداً حرص الدولة على «حماية محدودي الدخل والفئات الأكثر احتياجاً». وتعهد اتخاذ «حزمة من الإجراءات للتخفيف عنهم من تداعيات القرارات الاقتصادية التي تم اتخاذها أخيراً في إطار برنامج الإصلاح الاقتصادي». وأوضح أن الإصلاحات الاقتصادية «شاملة وجريئة وتهدف للنهوض بالاقتصاد بشكل فعّال ومستديم وتوفير الأمل للأجيال القادمة». ورأى أن تأخر اتخاذ القرارات الاقتصادية الضرورية لمدة عقود «ساهم في تعقّد الموقف الاقتصادي الراهن». واعتبر أن رد فعل المصريين إزاء القرارات الاقتصادية الأخيرة «عكس حرصهم على بلدهم وتفهمهم دقة المرحلة التي تمر بها مصر».
وتطرق السيسي إلى زيارته البرتغال التي تعد أول زيارة رئاسية منذ 24 عاماً، كما أنها أول زيارة دولة تستضيفها البرتغال منذ تنصيب الرئيس البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوزا في آذار (مارس) الماضي، مشيراً إلى أن العام الماضي شهد زيادة في معدل التبادل التجاري بين البلدين بنسبة 38 في المئة. وأكد وجود آفاق لتعزيز التعاون بين البلدين في المجالات التجارية والاقتصادية.