قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، مارك تونر، إن المسؤولين الأميركيين سيكونون على اتصال وثيق بالجانب التركي بخصوص عملية تحرير الرقة، من سيطرة تنظيم 'داعش' الإرهابي.
جاء ذلك خلال إجابة تونر، على أسئلة الصحفيين حول عملية تحرير الرقة، شمال شرقي سورية، خلال المؤتمر الصحفي اليومي، مساء أمس الإثنين.
وأضاف تونر: 'كما حدث خلال تحرير شمالي سورية من سيطرة داعش، ستتقدم قوات سورية الديمقراطية برا، في حين تقدم قوات التحالف الدعم الجوي'.
وقال: 'فعلنا ذلك ونحن على اتصال وثيق بحلفائنا خاصة تركيا'.
من جانبه، قال نائب رئيس الوزراء التركي، نعمان قورتولموش، إن 'الرقة مدينة عربية بشكل كامل والسيطرة عليها وإدارتها من قبل عناصر غير عربية -في إشارة إلى تنظيم ب ي د-، لن يسهم في إحلال السلام بالمنطقة'. جاء ذلك في تصريح صحفي للمتحدث باسم الحكومة نعمان قورتولموش، على هامش مشاركته في اجتماع مجلس الوزراء، بالعاصمة التركية أنقرة.
وبالرغم من إدراج الولايات المتحدة وتركيا لتنظيم 'بي كاكا' في قائمة المنظمات الإرهابية، إلا أن واشنطن تصر على التعاون مع الذراع السوري للمنظمة 'ب ي د' وجناحه العسكري 'ي ب ك' في محاربة داعش داخل سورية، وهو أمر يثير استياء تركيا التي تصنف التنظيمين نفسهما بالإرهاب.
وعلى الرغم من احتواء قوات سورية الديمقراطية على قوات عربية، هي التحالف العربي السوري ومجاميع عرقية أخرى، إلا أن الغالبية الكبرى من هذه القوات التي يبلغ تعدادها بحدود 30 ألف مقاتل، هم من مقاتلي 'ي ب ك'.
ولدى سؤال تونر، عما إذا كانت 'قوات سورية الديمقراطية' ستنسحب من الرقة بعد تحريرها من سيطرة داعش، قال إن هناك مجموعات كردية داخل قوات سورية الديمقراطية، وهناك عرب أيضا معظمهم من المناطق المحيطة بالرقة، وإن الجانب الأميركي يعمل مع المجموعات التي تتكون منها تلك القوات ومع حلفاء الولايات المتحدة بما فيهم تركيا، فيما يتعلق بتحرير الرقة.
وأضاف تونر، أن 'قوات سورية الديمقراطية، مؤثرة على الأرض، وكان لها دور مؤثر في تحرير بعض مناطق سورية من داعش. نعتقد أن القوات المحلية مؤثرة في هذا المجال'.
وتابع تونر: 'تحدثنا عن ضرورة إنشاء إدارة في الرقة بعد تحريرها مباشرة، وهذا ما فعلناه سابقا في شمالي سورية خاصة في منبج، وبعض المناطق الأخرى. إن إنشاء إدارة مكونة من السكان المحليين أمر هام'.
وأول أمس الأحد، بحث رئيس هيئة الأركان العامة التركية، خلوصي أكار، مع نظيره الأميركي، الذي يزور تركيا، قضايا تتعلق بالأمن الإقليمي وآخر التطورات في سورية والعراق.
وتزامنت الزيارة مع إعلان ما يسمى قوات سورية الديمقراطية انطلاق معركة السيطرة على الرقة.
وفي السياق ذاته، أكدت وزارة الدفاع الأميركية، أن قوات التحالف الدولي لمحاربة 'داعش'، قدمت دعماً جوياً لقوات سورية الديمقراطية اثناء عملية استعادة الرقة.
وقال المتحدث باسم الوزارة، بيتر كوك، في الموجز الصحفي الذي عقده من واشنطن 'لقد واجهوا -قوات سورية الديمقراطية-، حتى الآن، مقاومة وتم دعم تقدمهم عن طريق الغارات الجوية للتحالف، والتي درمت عدداً من المركبات المجهزة بالعبوات الناسفة وعجلات أخرى لداعش بالإضافة إلى مواقع قتالية وأهداف أخرى'.
وأضاف بأن بلاده 'لا تستهين بالعمل الجاد الذي على القوات المحلية أن تقوم به في سورية، إلا أنها ستواصل القتال في الرقة. إننا واثقون بأنه مع مساعدة التحالف، فإنهم سينتصرون'.
وأشار إلى أن مهمة القوات الأميركية الخاصة المرافقة للمعارضة السورية 'لم تتغير بعد والتي تنحصر في تقديم المشورة والمساعدة إلى القوات المحلية'.
وعلى الصعيد العراقي، كشف كوك أن بلاده استخدمت لأول مرة، ومنذ بدء عمليات تحرير الموصل، مروحيات الاباتشي المقاتلة، مشيراً إلى أن استخدامها قد تم 'بعد التشاور مع العراقيين'.
وشدد على أن استخدام هذه المروحيات سيكون له 'تأثير كبير' على قدرات القوات العراقية لاستعادة الموصل'.
وانطلقت الحملة العسكرية لتحرير الموصل مركز محافظة نينوى، فجر يوم 17 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وهي الأكبر منذ اجتياح 'داعش'، شمالي وغربي البلاد وسيطرته على ثلث مساحة العراق في صيف 2014.
وتحظى الحملة العسكرية بغطاء جوي من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية.
واستعادت القوات العراقية والمتحالفين معها عشرات القرى والبلدات في محيط المدينة.
وتقول بغداد إنها ستهزم داعش في الموصل قبل حلول نهاية العام الحالي، وهي آخر المعاقل الرئيسية للتنظيم في العراق.